أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) اليوم الأحد، عن إطلاق عملية سمتها "القسم" ضد من سمتهم "الجواسيس" و"العملاء"، الذين تسببوا بمقتل عدد من مقاتليها وقادتها من خلال التعاون مع الجيش التركي.
وقالت القيادة العامة لـ"قسد" في بيان نشره المركز الإعلامي التابع لها، إنها اعتقلت 36 شخصًا من مقاتليها خلال حملة طاولت تسع مناطق وهي: القامشلي، تل تمر، الحسكة، الشدادي، دير الزور، الرقة، منبج، عين العرب (كوباني). وبحسب "قسد" تسبب المتهمون بمقتل 11 عنصرًا من عناصرها وقادتها.
وأكدت "قسد" أنها ستحاسب كل من "يخون أرضه، ووطنه، وشعبه، ومجتمعه، ويصبح عميلًا لصالح الدولة التركية، عاجلًا أم آجلًا"، بحسب قولها. كما أوضحت أن المعتقلين سيتم توجيههم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل بعد الانتهاء من التحقيق معهم.
وسبق أن أعلنت "قسد" في 25 يوليو/ تموز الحالي، اعتقال "جواسيس" تسببوا بمقتل قياديين تابعين لها إثر غارة تركية ضربت سيارتهم شمالي سورية.
وبحسب البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لـ"قسد"، فإن "وحداتها الخاصة" ألقت القبض على "خلية جواسيس" تضم ثلاثة أشخاص (رجل وامرأتين) عملوا خلال الفترة الماضية في أنشطة "تجسس" لمصلحة تركيا في مناطق شمال شرق سورية.
وتسببت الغارة حينها بمقتل القيادية سوسن بيرهات عضو المجلس العسكري لـ"وحدات حماية المرأة"، والمجلس العسكري لـ"قسد"، وعكيد كركي لكي القيادي في "مجلس تل تمر العسكري"، والمقاتلَين روبار حسكة وسيف الله أحمد.
وحول أهمية هذه العملية قال المتحدث الرسمي "لقوات سورية الديمقراطية" آرام حنا لـ"العربي الجديد"، إن العملية تأتي في خضم اتخاذ الإجراءات والتدابير الدفاعية التي اتخذتها (قسد) مؤخراً سواء عبر رفع تأهب مختلف المجالس العسكرية والفصائل أو عبر تركيز جهود وحدات مكافحة الإرهاب نحو "ضبط المتعاونين مع الأجهزة الاستخباراتية التابعة للجهات المعادية".
وبحسب حنا، فإن هؤلاء "الجواسيس" يقدمون معلومات وتسهيلات معينة تخدم أجندة "الجهات المعادية" في استهداف قياديي "قوات سورية الديمقراطية".
وعقب القمة الثلاثية التي عقدت بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني إبراهيم رئيسي، والروسي فلاديمير بوتين، في طهران، كثف الجيش التركي استهداف قادة "قسد" عبر طائرات مسيّرة، حيث أعلن قائد "قوات سورية الديمقراطية" مظلوم عبدي في تغريدة على "تويتر" أن الطائرات التركية اغتالت منذ 20 يوليو/ تموز الجاري تسعة مقاتلين من "قسد" وأربعة من قوى الأمن الداخلي.
روسيا تحتفل بعيد البحرية في طرطوس السورية
على صعيد آخر، أقامت قيادة القوات الروسية العاملة في سورية، اليوم الأحد، احتفالاً رسمياً على شاطئ مدينة طرطوس بمناسبة عيد الأسطول البحري لروسيا وذلك بحضور وزير الدفاع في حكومة النظام العماد علي محمود عباس، والسفير الروسي بدمشق وقائد تجمع القوات الروسية في سورية العقيد، ألكسندر تشيكو.
وتضمن الاحتفال، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التابعة للنظام، استعراض القطع البحرية السورية والروسية المشاركة وتقديم التهنئة للبحارة الروس، إضافة إلى عرض بحري يحاكي الأعمال القتالية الحقيقية.
وشارك في الاحتفال طراد صواريخ مارشال أوستينوف، وسفينة الأدميرال كولاكوف الكبيرة المضادة للغواصات، وفرقاطة الأدميرال جريجوروفيتش، وفرقاطة الأدميرال كاساتونوف وبعض الغواصات التابعة للأسطول البحري الروسي والطيران الحربي بمختلف أنواعه والحوامات القتالية البحرية وبمشاركة بعض القطع البحرية السورية.
كما شاركت في العرض العسكري سفن حربية من ثلاثة أساطيل تابعة للبحرية الروسية في البحر الأسود والمحيط الهادئ والشمالي لأول مرة، إلى جانب مقاتلات حربية روسية وغيرها.
وأُقيم مهرجان رياضي عسكري في المياه استعرض من خلاله البحارة الروس حلقات إنزال واستيلاء على الساحل من قبل مشاة البحرية وبدعم ناري من زوارق رابتور والحوامات الهجومية.
وتشهد قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية ومرفأ طرطوس احتفالات دورية بالمناسبات الروسية، حيث سبق أن أجرى الجنود الروس في القاعدة احتفالات بعيد النصر أواخر مايو/ أيار الماضي.
كما أقامت قاعدة حميميم سابقا نصباً تذكارياً لمقاتلين روس في سورية، والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أواخر عام 2017 رئيس النظام السوري فيها.
وحول دلالة الاحتفالات العسكرية الروسية في سورية، قال الضابط المنشق عن قوات النظام المقدم أحمد درويش لـ"العربي الجديد" إن الهدف الرئيسي لمثل هذه الاستعراضات العسكرية هو بعث رسائل إلى دول العالم تؤكد فيها أن قاعدتها العسكرية في سورية هي أراض روسية".
وأضاف: "إقامة استعراضات عسكرية لدولة أجنبية على أراضي دولة أخرى هو دليل انتداب وتحكم، ولا يعكس تكافؤاً أو علاقات صداقة كما يحاول النظام السوري إظهار الأمر" مردفا: "يوم أمس حضر قائد القوات الروسية مع ضباطه تدريبات عسكرية في حلب والسؤال لماذا يشرف قائد عسكري أجنبي على تدريبات لدولة أخرى؟"