سقوط قتيل إثر قمع تظاهرات في السودان تطالب بتنحي العسكر

21 مارس 2022
تصدت قوات الشرطة للمشاركين وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة (Getty)
+ الخط -

أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، أن أحد المشاركين في مواكب اليوم الإثنين، في مدينة أم درمان، لقى حتفه إثر إصابته بالرصاص.

وأوضحت اللجنة في بيان لها أن "روح الشهيد بابكر الرشيد 17 سنة ارتقت قبل قليل في حي ود نوباوي بمدينة أم درمان عقب إصابته من مسافة قريبة برصاصة حية في الصدر أطلقتها قوات السلطة الانقلابية".

وأشارت اللجنة إلى أن "القوات الانقلابية تتعمد استخدام العنف المميت، ويستأسد جنرال الانقلاب بقوات البطش الخاسئة مستخدماً السلاح ضد الثوار السلميين الذين يثبتون يوماً بعد يوم أن السلميةَ أقوى من الرصاص وأنها السلاح الأمضى ضد ترسانته وآلة عنفه".

وبقتيل اليوم الإثنين ارتفع عدد قتلى الانقلاب العسكري إلى 89 من بينهم 15 طفلا دون سن الثامنة عشرة.

وتوجّه آلاف السودانيين في وقت سابق اليوم، إلى محيط القصر الرئاسي في الخرطوم، في حلقة جديدة من مسلسل صمودهم، رفضاً لحكم العسكر.

وانطلق موكب مدينة الخرطوم من محطة باشدار، وسار بضعة كيلومترات، مع هتافات المشاركين الثورية "الشعب يريد إسقاط البرهان"، والتغني باسم الوطن والثورة. كما عمدوا إلى حماية موكبهم بإغلاق الطرق القريبة بالمتاريس وحرق إطارات السيارات القديمة، كما جرت عادتهم منذ الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول، تاريخ وقوع الانقلاب العسكري لقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

وفي مدخل شارع القصر بالقرب من محطة القطارات، تصدت قوات الشرطة للمشاركين، وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة ومعه القنابل الصوتية، على بعد نحو كيلومتر واحد من القصر الرئاسي، فيما جرى إجلاء المصابين إلى عيادات ميدانية ومستشفيات قريبة.

ومنذ الانقلاب العسكري، يتواصل الحراك الثوري المناهض، حيث خرجت عشرات المواكب والتظاهرات الليلية وعمليات إغلاق الطرق، تحت راية لجان المقاومة السودانية التي تقود الحراك وتوجّهه.

كما شهدت مدينة بورتسودان في ولاية البحر الأحمر، تظاهرة مناهضة للانقلاب، أغلقت لها السلطات الأمنية كل الطرق المؤدية إلى المقرات الحكومية والوحدات العسكرية، قبل أن تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريقها.

كذلك شهدت مدينة ود مدني، وسط السودان، تظاهرة مماثلة استجابة لدعوة لجان المقاومة، فيما يتوقع وصول معلومات لاحقة عن الحراك الثوري في مدن أخرى.

وتشهد العملية السياسية التي بادرت بها بعثة الأمم المتحدة للتقريب بين فرقاء الأزمة من المدنيين والعسكريين، تباطؤا وتعاني من عدم إحراز أي تقدم طوال الأسابيع الماضية، تزامناً مع الغضب الشعبي من فشل السلطات العسكرية في إيقاف نزيف التدهور الاقتصادي، وانعكاساته على حياة الناس.

استنكرت قوى إعلان الحرية والتغيير، بقاء عدد من قياداتها في معتقلات الانقلاب العسكري

 وقبل يومين، قررت وزارة المالية، زيادة أسعار المشتقات البترولية، وبلغ لتر البنزين 672 بدلاً من 542 جنيها، ولتر الغازولين بلغ 640 بدلاً من 420 جنيهاً.

وعلى صعيد آخر، استنكرت قوى إعلان الحرية والتغيير، بقاء عدد من قياداتها في معتقلات الانقلاب العسكري، وعدم التحقيق معهم أو تقديمهم للمحاكمة، رغم مرور أسابيع عدة على اعتقالهم.

وحذرت هذه القوى من تدهور الحالة الصحية لعضو لجنة إزالة التمكين، طه عثمان، نتيجة عدم حصوله على الرعاية الطبية لمدة 10 أيام، مشيرة في بيان لها إلى أن هيئة الدفاع عن عثمان تقدمت بطلب لإحالته إلى الطبيب المختص، ولم يجد الطلب الموافقة حتى الآن، رغم تفاقم وضعه الصحي.

وذكر البيان أن السجون والمعتقلات وكل أشكال القمع من السلطة الانقلابية لن تزيد الشعب إلا إصراراً على مقاومتها وهزيمتها واسترداد مسيرة التحول المدني الديمقراطي.

البرهان في السعودية

واليوم وصل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى العاصمة السعودية الرياض والتقى العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز.

وسيلتقي البرهان لاحقاً بولي العهد الأمير محمد بن سلمان ويبحث معه سبل تعزيز وترقية العلاقات الثنائية بين الخرطوم والرياض والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

إلى ذلك، جدد عضو مجلس السيادة، شمس الدين كباشي، دعم الحكومة الكامل لجهود الاتحاد الأفريقي وبعثة الأمم المتحدة، لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، وإنجاح عملية التوافق الوطني بالبلاد، عبر حوار شامل، لا يقصي أحدا.

جاء ذلك خلال لقائه، اليوم، بمبعوث الاتحاد الأفريقي، محمد الحسن ولد لبات، وفيه اطلع على جهود الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، لإنجاح الحوار السوداني، ونتائج لقاءاتهما وتواصلهما مع القوى السياسية والمجتمعية بالبلاد.