سقوط فكرة قتل المقاومة

24 يونيو 2024
مقر لـ"أونروا" استُهدف بالقصف في مدينة غزة (عمر القطاع/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بعد 262 يومًا من الحرب على غزة بقيادة إسرائيل والولايات المتحدة، تعرضت غزة لدمار شبه كامل ومجاعة دون تحقيق إسرائيل لأهدافها المعلنة، بما في ذلك فشلها في القضاء على حماس وتحرير الأسرى.
- إسرائيل توسع نطاق تركيزها نحو لبنان وتخطط لهجوم واسع، معتمدة على الضعف السياسي والاقتصادي للبنان، بينما تقدم الولايات المتحدة الدعم والضمانات لها في حالة اندلاع حرب شاملة مع حزب الله.
- رغم محاولات إسرائيل والولايات المتحدة لقمع فكرة المقاومة في العالم العربي، فشلت هذه المحاولات وتوسعت فكرة المقاومة، حتى وصلت إلى الشباب في الولايات المتحدة، مما ينذر بإمكانية تغيير مستقبلي.

تمرّ اليوم 262 يوماً على الحرب الوحشية التي تشنّها إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية ومن والاهما على غزة. استشهد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، دُمّرت غزة بالكامل تقريباً، تحوّلت إلى أكوام من التراب، مع مجاعة، ولا حياة مطلقاً. ولكن إسرائيل لم تنجح على الرغم من ذلك في تحقيق أهدافها المعلنة، لأنه ما يزال بين يدي المقاومة عشرات الأسرى الذين ادّعى الكيان المحتل منذ تسعة أشهر أنه سيحرّرهم.
ولم تنجح إسرائيل في القضاء على "حماس" كما ادّعت أيضاً، ولم تغيّر شيئاً في الحقيقة على الأرض، رغم كل الألم الذي تُسبّبه في صفوف المواطنين العزّل، والذين تتجنّد أبواق عربية في محاولة لحشدهم وقلب الحاضنة الشعبية للمقاومة عليها. في المقابل، لم تسقط المقاومة وبقيت صامدة، بل وتُحدِث جراحاً عميقة في جسد الكيان الغاصب يومياً، وتُدهش العالم بقدرتها على الصمود وابتكار طرق المقاومة المسلحة، بالقليل القليل من السلاح.

واليوم، يلتفت الغول شمالاً إلى لبنان، وسيحاول أيضاً، إن استطاع، أن يركّز مع اليمن وفي العراق، ولكن الاحتجاجات في الجامعات الغربية شتتت تركيزه، وجعلته يتخبّط في حراكه. يريد الغول أن يقتل أساساً فكرة المقاومة في المنطقة العربية، نسفَها تماماً من الأذهان. لذلك يضرب بكل وحشية في صفوف الأبرياء ليعاقب الجميع على فكرة المقاومة أصلاً، وهو ما يُعينه عليه عربٌ كثيرون، تربّوا على الجُبن، ويريدون تعميم الفائدة على الجميع، لذلك كان هؤلاء وراء كل مساعي ضرب الربيع العربي، حتى لا تكبر ثمار الحرية والحق والعدل والمقاومة.

عندما تستمع إلى ما قاله وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، في زيارته كريات شمونة قرب الحدود اللبنانية، بداية شهر يونيو/حزيران الحالي، تفهم ماذا يريد هؤلاء، إذ دعا إلى شنّ حرب على لبنان، قائلاً إنه "حان الوقت ليحترق لبنان كله"، على حد تعبيره. والثلاثاء الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي المصادقة على خطط عمليّاتية لهجوم واسع على لبنان، ما يعني أن طبول الحرب، الإسرائيلية الأميركية، تدقّ بكل قوة لضرب لبنان، معوّلة أساساً على هشاشة البلد السياسية والاقتصادية. وذكرت شبكة سي أن أن في تقرير لها نشرته، الجمعة الماضي، أن الولايات المتحدة قدّمت ضمانات لإسرائيل بالوقوف إلى جانبها في حال اندلاع حرب شاملة مع حزب الله.

ينهض العالم في وجه إسرائيل، وعلى عكس ما خطّطت له الولايات المتحدة، فشلت كل محاولات قتل فكرة المقاومة في العالم العربي، بل على العكس توسّعت، ووصلت إلى البيت الأميركي ذاته، لعلّ تغييراً يأتي من الشباب هناك.

المساهمون