سقوط تمثال نور سلطان نزارباييف... كازاخستان تطوي صفحة "زعيم الأمة"

06 يناير 2022
لم يغب الرئيس الكازاخي السابق عن المشهد السياسي حتى بعد استقالته من منصبه في 2019(Getty)
+ الخط -

منذ توليه زمام رئاسة جمهورية كازاخستان بعد تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، لم يغب الرئيس الكازاخي السابق، نور سلطان نزارباييف (81 عاما)، عن المشهد السياسي لبلاده حتى بعد استقالته من منصبه في مارس/آذار 2019، نظرا لحفاظه على عدد من المناصب القيادية مثل رئاسة مجلس الأمن ومنحه لقب "زعيم" أو "أبو" الأمة، كما وصل الأمر إلى إطلاق اسم نورسلطان على عاصمة الجمهورية (أستانة سابقا). 

إلا أن نزارباييف الذي تصدر منظومة السلطة في كازاخستان لأكثر من ثلاثة عقود، لم يصمد أمام الاحتجاجات الرافضة لرفع أسعار الغاز مطلع العام الجديد، 2022، وخسر آخر مناصبه الرسمية، بعد أن أعلن الرئيس قاسم جومارت توكاييف عن تنصيب نفسه رئيسا لمجلس الأمن أمس الأربعاء.

وفي مدينة تالديكورغان الواقعة مقاطعة ألما آتا، أسقط المحتجون تمثال نزارباييف، في رمز لطوي البلاد صفحة حكمه بلا رجعة.

ولد نزارباييف في قرية في مقاطعة ألما آتا في جمهورية كازاخستان الاشتراكية السوفييتية في عام 1940. وفي عام 1962، التحق بعضوية الحزب الشيوعي السوفييتي، حيث تولى عددا من المناصب القيادية حتى تعيينه رئيسا للوزراء في عام 1984، فأمينا أول للحزب الشيوعي في كازاخستان في عام 1989. 

وفي عام 1991، انتخب نزارباييف أول رئيس لجمهورية كازاخستان المستقلة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. ومنذ ذلك الحين، لجأ نزارباييف إلى مختلف الحيل مثل إجراءات انتخابات رئاسية مبكرة وتعديل الدستور للبقاء في منصبه لعدد غير محدود من الولايات، فيما يعد أطول فترة لبقاء الرئيس في الحكم بين الجمهوريات السوفييتية السابقة. 

وخلال سنوات حكمه، انتقلت كازاخستان إلى اقتصاد السوق، كما تخلت البلاد عن رابع أكبر ترسانة نووية ورثتها من الدولة السوفييتية، وتم إغلاق ميدان التجارب النووية في سيميبالاتينسك، ونقلت العاصمة من ألما آتا إلى أستانة. 

وعلى صعيد السياسة الخارجية، انضمت كازاخستان إلى عدد من المنظمات الدولية مثل منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، كما كانت كازاخستان من الدول المؤسسة للاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي يضم حاليا كلا من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزستان.

المساهمون