سفر لاعب جزائري للعب في إسرائيل يتحول إلى "قضية سياسية"

11 ديسمبر 2020
هشام بوداوي (Getty)
+ الخط -

انتقلت قضية سفر لاعب المنتخب الجزائري هشام بوداوي المحترف مع فريقه نادي نيس الفرنسي إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لمقابلة نادي بئر سبع في إطار  الدوري الأوروبي إلى أروقة السياسيين، بعد تطرق قادة أحزاب سياسية للموضوع، ورفضهم لما قام به اللاعب، واعتبار ذلك تطبيعاً رياضياً ترفضه الجزائر الرسمية والشعبية. 

 ونشر رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، تدوينة تتعلق بالموضوع الذي مازال يتفاعل، جاء فيها: "ردود فعل الجزائريين ضد التطبيع المعبر عنه في قضية بوداوي مشرفة وتبين التوجه الغالب تجاه القضية الفلسطينية في بلادنا، ويجب أن نتذكر هنا أبطالنا الرياضيين الذين صمدوا ولم تضعفهم طموحاتهم الشخصية مثل فتحي نورين، زكرياء شنتوف، مريم بن موسى، وغيرهم". 

وانتقد مقري ما وصفه محاولات تبرير سفر اللاعب بوداوي إلى الأراضي المحتلة: "غير أنه ظهر كذلك في هذه القضية الأخيرة أقلية متصهينة في بلادنا لها جرأة ووقاحة في تبرير ما لا يبرر، والغريب أن بعض هؤلاء يستعملون الدين لتبرير الخنوع، وكأن قضيتنا نحن هنا مع اليهود كديانة"، مضيفاً: "يتجاهل هؤلاء الأغبياء أو المكرة المتغابون أن القضية قضية احتلال أرض وتهجير شعب وتدنيس مقدسات، وتآمر على أمة بكاملها يجب أن يزول".

ردود فعل الجزائريين ضد التطبيع المعبر عنه في قضية بوداوي مشرفة وتبين التوجه الغالب تجاه القضية الفلسطينية في بلادنا،...

Posted by ‎عبد الرزاق مقري Abderrazak Makri‎ on Thursday, December 10, 2020

من جهته، وجد رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، في القضية موضوعاً لتجديد الموقف من التطبيع، وكتب على صفحته على "فيسبوك": "ما أقدم عليه هذه الأيام الشاب واللاعب الجزائري هشام بوداوي من سفر رياضي مع فريقه الفرنسي إلى فلسطين وهي ما تزال في أجواء الاحتلال الصهيوني يعتبر عند كل الجزائريين سفرَ معصيةٍ لا يليقُ بأيِّ جزائري في أيِّ موقع كان"، مضيفاً "نغتنم فرصة هذا الحادث المعزول لدعوة كلّ قطاعات الإعلام والتربية والتوجيه في الجزائر إلى تكثيف جهودها قصد بثّ الوعي الصحيح أمام شبابنا حتى لا يغرّر بهم في مثل هذه الأخطاء التي نأمل ألا تتكرر وأن يعتذر عنها أصحابها، إن فلسطين تبقى دوماً وديعة عمر و أمانة الشهداء فلا يجوز التفريط فيها و لا التآمر عليها" . 

بِسْم الله الرحمن الرحيم و صَل الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم ما أقدم عليه هذه الأيام الشاب واللاعب الجزائري...

Posted by ‎عبد القادر بن قرينة Abdelkader Bengrina‎ on Thursday, December 10, 2020

ويعطي الكاتب والصحافي محمد إيوانوغان للقضية طابعاً سياسيّاً، قائلاً إن بوداوي "أعاد فتح نقاش حول ما إذا كان يجوز للجزائريين السفر إلى إسرائيل أم أن ذلك خيانة، والحقيقة أن الإشكالية تتجاوز الإطار القانوني والإطار الدبلوماسي والإطار الديني والرياضي وكل الأطر التي يمكن أن تتخيلها. شخصياً تمنيت لو اجتهد بوداوي لتفادي السفر إلى إسرائيل ليس تجنباً لعقوبة قد تسلط عليه ويبعد من المنتخب الوطني، بل من باب القيم الإنسانية التي تزيد من قيمة النجم الرياضي كثيراً في حال بلوغها"، مضيفاً أنه "كان عليه أن يدرك قيمة جواز سفر بلاده وحتى إن كان يملك جواز سفر ثانياً".

اللاعب الواعد هشام بوداوي أعاد فتح نقاش حول ما إذا كان يجوز للجزائريين السفر إلى إسرائيل أم أن ذلك خيانة والحقيقة أن...

Posted by Mohamed Iouanoughene on Wednesday, December 9, 2020

لكن بعض المراقبين عبروا عن رفضهم للتعليقات التي نشرها قادة الأحزاب السياسية، وكتب الإعلامي جمال معافة: "عندما تجد رؤساء أحزاب يهتمون بسفريات لاعب محترف في كرة القدم ملتزم بعقد تفهم أن مأساة الجزائر عميقة".