أحيا رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، اليوم الثلاثاء، الذكرى الثامنة عشرة لاغتيال والده رفيق الحريري، في 14 فبراير/شباط 2005، وسط جموع مناصري "تيار المستقبل" الذين رفعوا صوره وهتفوا دعماً له مطالبين برجوعه إلى لبنان.
وتوجّه الحريري مع عمّته النائبة السابقة، بهية الحريري، إلى ضريح الرئيس رفيق الحريري، وسط إجراءات أمنية مشددة، وألقى التحية على المناصرين على وقع هتافات "بالروح بالدم نفديك يا سعد"، وغادر الحريري دون إلقاء كلمة، مكتفياً بالقول للصحافيين "الله يرحم الشهيد رفيق الحريري ويعين لبنان".
وعاد الحريري إلى بيروت مساء الأحد بعد غياب لأكثر من سنة، للمشاركة في إحياء ذكرى اغتيال والده، مؤكداً لمن التقاهم عدم نيته حالياً الرجوع عن قرار اعتكافه عن العمل السياسي، وفضّل عدم الإدلاء بأي تصريح في السياسة.
وعقد الحريري أمس لقاء مع كوادر "تيار المستقبل" والنواب السابقين الذين التزموا قرار مقاطعة الانتخابات النيابية وعدم الترشح لها، وأكد على تمسكه بقراره تعليق مشاركته في الحياة السياسية، طالما أن الأسباب التي دفعته إلى ذلك لا تزال قائمة.
وفي 24 يناير/كانون الثاني 2022، علّق الحريري عمله في الحياة السياسية، داعياً "تيار المستقبل" للقيام بالخطوة نفسها وعدم الترشح للانتخابات، وعدم التقدم بأي ترشيحات من التيار أو باسمه. وربط الحريري خطوته باقتناعه بأن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبّط الدولي والانقسام الوطني واستعارالطائفية واهتراء الدولة.
وكان لافتاً تلقي الحريري اتصالاً من الرئيس السابق ميشال عون، رغم الخلاف الأخير بينهما، والذي تمنّى عليه العودة إلى لبنان بعد طول غياب، "لأن الوطن بحاجة اليوم إلى جميع أبنائه وطاقاته"، وفق تعبيره.
واغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، في انفجار ضخم وقع قرب فندق السان جورج في وسط بيروت، أدى إلى مقتل 21 شخصاً آخر وإصابة 226 شخصاً، ودانت المحكمة الخاصة بلبنان، ذات الطابع الدولي، حسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي، وسليم جميل عياش، (عناصر في حزب الله)، غيابياً، لدورهم في الجريمة، وفرضت عليهم خمس عقوبات سجن مؤبد، مع الإشارة إلى أن حزب الله يرفض تسليمهم كما لا يعترف بالمحكمة الدولية وقراراتها.