سد النهضة: 3 مقترحات أفريقية لتسيير الملء الثاني

27 ابريل 2021
يراعي الاتحاد الأفريقي في مقترحاته تدفق المياه في مصر والسودان (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر فنية مصرية بوزارة الري عن طرح الاتحاد الأفريقي عدداً من المقترحات الفنية لحلحلة أزمة الملء الثاني لسد النهضة، المقرر في يوليو/تموز المقبل، وضمان عدم الإضرار بكل من مصر والسودان، وفي الوقت ذاته ضمان استمرار عملية الملء من دون اشتراط توقيع اتفاق نهائي ملزم على قواعد التشغيل والملء على المدى الطويل. وأوضحت أن مصر والسودان يرفضان مبدئياً، من منطلق سياسي، كل تلك المقترحات، ويصرّان على توقيع الاتفاق أولاً، أو وقف عملية الملء لحين حل الأزمة. وتطرقت المصادر في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى المقترحات التي تلقتها مصر في الأيام الماضية بالتزامن مع جولة وزير الخارجية سامح شكري في عدد من العواصم الأفريقية.

الخلافات في وجهات النظر بين مكوّنات الحكم في السودان عادت لتلقي بظلالها على عملية التفاوض برمتها

وجاء على رأس تلك المقترحات، تخفيض كمية المياه التي سيتم تخزينها في بحيرة السد، وسد السرج الاحتياطي إلى أقل من 10 مليارات متر مكعب، أي ضخّ ما يزيد على 3 مليارات إضافية في حوض النيل لتستفيد منها مصر والسودان، مع بواقي الفيضان ومياه التصريف التي بدأ السد منذ أسبوع في ضخها. وأوضحت المصادر أن المقترح الثاني المقدم من الاتحاد الأفريقي هو تشكيل لجنة من خبراء الدول الثلاث (مصر، السودان، إثيوبيا) والاتحاد، لمراقبة عملية التصريف الحالية، بما يضمن زيادة حصتي مصر والسودان من المياه الآن قبل فترة الفيضان، مع استمرار اللجنة في عملها للتأكد من عدم وقوع أضرار على الدولتين خلال عملية الملء. أما المقترح الثالث، والذي قدمه خبراء الاتحاد أيضاً، فيتمحور حول تأجيل إتمام بعض العمليات الإنشائية بالسدّ، المتوقفة على إتمام الملء الثاني ليتم إنجازها خلال ربيع العام المقبل، من أجل تلافي إيقاع الأضرار بدولتي المصب (مصر والسودان) حتى يتم تخزين ما يكفي من مياه في بحيرة ناصر وخزانات سدود السودان. وهو مقترح رفضته إثيوبيا سلفاً، لكن الخبراء أعادوا طرحه مصحوباً بتوصية بشأن تشكيل لجنة مشتركة لإجرائه بصورة غير تعسفية ومرنة، بما يتماشى مع جدول أعمال الحكومة الإثيوبية. وأوضحت المصادر أن الكونغو الديمقراطية بصفتها رئيسة الاتحاد الأفريقي تحاول الآن مع مفوضية الاتحاد، التحضير لاجتماع سداسي جديد بين وزراء الخارجية والري بالدول الثلاث في شهر مايو/أيار المقبل، كبديل عن اللجوء إلى مجلس الأمن وعقد جلسة استماع فيه بشأن سد النهضة، على أن يتم طرح مجموعة المقترحات على الطاولة رسميا للبت فيها. وفي الوقت الذي تتمسك فيه مصر سياسياً ودبلوماسياً وفنياً برفض تلك المقترحات، ذكرت المصادر أن عدداً من المسؤولين الفنيين السودانيين يأملون في تطبيقها ويروجون لها بين المجلس السيادي والحكومة، باعتبارها "حلولاً عملية" تتماشى مع رؤيتهم بأن الملء الثاني أصبح أمراً واقعاً. وبالتالي فإن على دولتي المصب الخروج بأكبر قدر ممكن من المكاسب.

الكونغو الديمقراطية تحاول التحضير لاجتماع سداسي جديد بين وزراء الخارجية والري بالدول الثلاث

وأشارت المصادر إلى أن الخلافات في وجهات النظر بين مكوّنات الحكم في السودان عادت لتلقي بظلالها على عملية التفاوض برمتها، على الرغم من التنسيق السياسي الرسمي المستمر بين القاهرة والخرطوم، سواء في ما يخص التعامل مع المقترحات الفنية للاتحاد الأفريقي، أو المبادرة الاستثمارية من دولة الإمارات. ويمثل هذا الأمر مصدر قلق لمصر، لأن السلبيات المتوقعة للملء الثاني من دون اتفاق تتخطى الآثار الفنية. وذكرت المصادر أن وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيرته السودانية مريم المهدي سيلتقيان قريباً، للتباحث حول المبادرة الإماراتية الجديدة التي عرضتها أبوظبي على الخرطوم ثم القاهرة، وكانت المحور الأساسي للمباحثات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد يوم السبت الماضي في القاهرة. وتتعلق المبادرة الإماراتية بالاستثمار في الدول الثلاث مقابل حل مسألة السد نهائياً.

المساهمون