سجال صيني هندي على وقع نتائج الانتخابات الرئاسية في سريلانكا

25 سبتمبر 2024
الرئيس السريلانكي أنورا كومارا ديساناياكي، 18 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أنورا كومارا ديساناياكي يؤدي اليمين الدستورية كرئيس جديد لسريلانكا، وهو أول زعيم ماركسي يتولى هذا المنصب، مما يثير قلق الهند بسبب ميوله المؤيدة للصين.
- صحيفة غلوبال تايمز الصينية تدعو الهند لاحترام سيادة سريلانكا وتجنب التدخل في تعاونها الخارجي، مشيرة إلى أن عقلية الهيمنة الهندية لا تتوافق مع مصالح دول جنوب آسيا.
- لونغ شينغ تشون يؤكد أن التعاون بين سريلانكا والصين يعزز التنمية الاقتصادية، ويعتبر محاولات الهند لتقويض هذا التعاون غير صحية وغير عملية.

سلّطت وسائل إعلام صينية، اليوم الأربعاء، الضوء على أداء أنورا كومارا ديساناياكي اليمين الدستورية رئيساً جديداً لسريلانكا الاثنين الماضي، إذ تعتبر هذه المرة الأولى في تاريخ البلاد التي يتولى فيها زعيم ماركسي هذا المنصب، وقالت إن قلق الهند بشأن الانتخابات في سريلانكا يكشف عن عقلية الهيمنة في آسيا. وكانت وسائل إعلام هندية قد أشارت إلى أن حزب جاناتا فيموكثي بيرامونا (JVP)، الذي يتزعمه ديساناياكي لديه سجل معادٍ للهند وميول مؤيدة للصين، ولفتت إلى أن الهند كانت شريكاً راغباً في إعادة هيكلة ديون سريلانكا، على عكس الصين.

في المقابل، قالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية إنه يتعين على الهند أن تحترم سيادة سريلانكا والخيارات التنموية الخارجية التي تتخذها على أساس مصالحها الخاصة، كما يتعين عليها أن تتراجع عن دوافع الهيمنة وتمتنع عن ممارسة الضغوط على سريلانكا والتدخل في تعاونها الخارجي. وأضافت "لطالما نظرت الهند إلى جنوب آسيا باعتباره مجال نفوذها، وأصرت على أن تلتزم دول المنطقة بسياسة الهند أولاً. ومع ذلك، فإن مثل هذه العقلية المهيمنة لا تتوافق مع مصالح واحتياجات التنمية لدول جنوب آسيا، مثل سريلانكا وجزر المالديف وبنغلاديش ونيبال وبوتان، وأن ما تحتاجه هذه الدول أكثر من أي شيء آخر هو تعزيز قدراتها، ولفتت إلى أن تعاون هذه الدول مع الصين خيار موات".

ونقلت الصحيفة الصينية عن لونغ شينغ تشون، الأستاذ في كلية العلاقات الدولية بجامعة سيتشوان للدراسات الدولية، قوله إن "مخاوف الهند ومحاولاتها لتقويض العلاقات بين الصين وسريلانكا بسبب ما يسمى بفخاخ الديون تعكس عقلية المنافسة بين القوى العظمى، وتكشف عن طموحاتها الإقليمية المهيمنة ومخاوفها بشأن تراجع نفوذها في جنوب آسيا"، وأوضح أن "سريلانكا كانت واحدة من أولى الدول التي رحبت بمبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين وانضمت إليها. وقد عزز ميناء كولومبو وميناء هامبانتوتا، وهما مشروعان رائدان في إطار تعاون مبادرة الحزام والطريق، التنمية الاقتصادية في سريلانكا بشكل كبير وحسّنا مستويات المعيشة، ما سهّل عملية التحديث في البلاد". وأضاف أنه "من الواضح أن النهج المربح للجانبين هو الاتجاه الذي يميل الناس إلى التحرك نحوه"، لافتاً إلى أن "محاولات منع دول جنوب آسيا من التعاون مع الآخرين من خلال تكتيكات التشهير، غير صحية وغير عملية ومن غير المرجح أن تنجح".

وشددت الصحيفة على أن عقلية اللعبة الصفرية بين الهند والصين في المنطقة من شأنها أن تزيد تدهور علاقات نيودلهي مع جيرانها. وأضافت "عندما يستفيد شعب سريلانكا ودول أخرى في جنوب آسيا من تطوير العلاقات مع الصين، فيجب على الهند أن تنظر إلى ذلك باعتباره خبراً جيداً بشأن التنمية المشتركة للمنطقة بأكملها". هذا، وكان الرئيس السريلانكي أنورا كومارا ديساناياكي قد صرح في وقت سابق أثناء حملته الانتخابية، بأن بلاده لن تكون منافساً في هذه المعركة الجيوسياسية، ولن تتحالف مع أي طرف، وقال "لا نريد أن نكون محصورين، خاصة بين الصين والهند، فكلا البلدين على قدر كبير من الصداقة والقيمة".

المساهمون