سباق ضد الزمن للتوصل لتفاهمات قبل أولى جلسات البرلمان العراقي

08 يناير 2022
الجانب الكردي لم يحسم بعد أمر حصته السياسية في رئاسة الجمهورية (John Wrefo/Getty)
+ الخط -

على وقع الجدل السياسي بشأن حسم منصبي رئيس البرلمان الجديد والجمهورية، وتشكيل "الكتلة الكبرى"، التي تخوّل دستوريا ترشيح رئيس للوزراء، أعلنت أمانة مجلس النواب العراقي، اليوم السبت، استكمال جميع الاستعدادات لعقد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد، يوم غد الأحد.

ووفقا للأمين العام للمجلس، سيروان عبدالله سيريني، فإن "الأمانة العامة لمجلس النواب قبل بدء الانتخابات بدأت بالتخطيط للعمل بالأمور الفنية واللوجستية والاستعداد للجلسة الأولى، وقد تم اليوم عمل محاكاة لجلسة غد الأحد، وأنجزت كافة الاستعدادات للجلسة"، مؤكدا في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن "الجلسة ستكون للنواب الفائزين فقط، وليس هناك دعوة أو احتفالية للشخصيات السياسية والحكومية والدبلوماسية".

وأوضح أن "مهمة انعقاد الجلسة الأولى ترشيح رئاسة جديدة على الرغم من الخلافات الموجودة"، مشددا على أنه "لحد الآن لم تصل الكتل إلى نتائج نهائية، ونأمل بالتوصل إلى اتفاق بين الكتل قبل انعقاد الجلسة".

ووفقا لجدول أعمال الجلسة، فإن إدارتها ستكون برئاسة كبير السن، الذي يدعو أعضاء البرلمان لأداء اليمين الدستورية، ومن ثم يعلن فتح باب الترشيح لمنصب رئيس البرلمان ونائبيه.

وحتى الآن لم تتوصل القوى السياسية إلى تفاهمات، بشأن مناصب رئيس البرلمان، ورئيس الجمهورية، و"الكتلة الكبرى"، الأمر الذي يثير المخاوف من تعقد المشهد السياسي.

وتأمل قوى "الإطار التنسيقي"، الذي يضم القوى التي اعترضت على نتائج الانتخابات، بالتفاهم مع التيار الصدري الحائز على أكثر المقاعد البرلمانية، بشأن "الكتلة الكبرى".

ورجّح القيادي في "دولة القانون" بزعامة "نوري المالكي"، وائل الركابي، في تصريح صحافي، "حصول لقاء مباشر خلال الساعات المقبلة بين وفد من قوى الإطار التنسيقي والتيار الصدري، لحسم مسالة الكتلة الكبرى".

وشدد على أنه "في حال عدم حصول توافق فإن الإطار سيمضي بإعلان نفسه ككتلة كبرى لتقاربه مع القوى السياسية الأخرى".

إلى ذلك، التقى رئيس البرلمان المنحل، محمد الحلبوسي، ورئيس تحالف "عزم"، خميس الخنجر، مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني في أربيل، وبحثا معه الملفات السياسية وجلسة يوم غد، من دون الكشف عن تفاهمات سياسية معينة.
الجانب الكردي، لم يستطع من جهته، حسم منصب "رئيس الجمهورية" والذي هو من حصة الكرد، للتوجه نحو جلسة الغد.

وقال المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني، محمود محمد، إنه "لم يتم حتى الآن حسم أمرنا في مسألة مرشّح رئاسة الجمهورية"، مؤكدا في تصريح صحافي، أنه "سيتم اليوم حسم المنصب، بحكم أن وفدي حزبينا (الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني) في بغداد، ولديه الصلاحية في حسم هذا الملف".

وشدد على أن "الأولوية الكردية في التشكيلة القادمة هي الشراكة الحقيقية في حكم البلاد، وأيضا التوازن الدستوري، ولهذا كتبنا برنامج عمل مع الاتحاد الوطني، ليكون جزءا من برنامج الحكومة القادمة وتضم مطالب الشعب الكردستاني".

ويؤكد سياسيون مطلعون على سير الحوارات أن الليلة ستشهد حوارات مكثفة بين القوى السياسية، وسط محاولات لتقريب وجهات النظر.

وقال عضو في البرلمان المنحل، لـ"العربي الجديد"، إن "أيا من المناصب الرئاسية لم يحسم حتى اللحظة"، مؤكدا أن "تحالفي تقدم وعزم لم يتفقا على مرشح واحد لرئاسة البرلمان، كما أن الحزبين الكرديين مختلفان بشأن منصب رئيس الجمهورية، كما أن قوى الإطار التنسيقي وتيار الصدر لم يتوصلا إلى تفاهمات بشأن الكتلة الكبرى".

وأكد أن "جميع القوى السياسية تجري مع بعضها اتصالات، وستكون هناك لقاءات مهمة ليلا، وأن الإطار يحاول أن يعقد اجتماعا مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر"، مشددا على أن "فرص التفاهم مازالت ضعيفة حتى الآن".

وكانت مصادر سياسية عراقية مطلعة، قد كشفت في وقت سابق من اليوم، لـ"العربي الجديد"، أن وفداً إيرانياً يضمّ شخصيات قيادية بارزة من الحرس الثوري، وكذلك شخصيات دبلوماسية، يجري حالياً زيارة إلى العاصمة بغداد لغرض تقريب وجهات النظر بين التيار والإطار في ما يخصّ الكتلة الكبرى، فضلاً عن مناقشة شكل الحكومة الجديدة.

ويستعد البرلمان العراقي الجديد لعقد جلسته الأولى بعد 3 أشهر على الانتخابات التي جرت في 10 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

وسيترأس محمود المشهداني (74 عاماً) الجلسة الأولى للبرلمان، وفقاً للسياقات الدستورية التي تمنح أكبر الأعضاء سنّاً حق إدارة الجلسة الأولى التي يُختار خلالها رئيس لمجلس النواب لمدة أربع سنوات.