تنطلق في العاصمة الأميركية واشنطن، غداً الثلاثاء، اجتماعات دورة الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي السادسة، برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وبحسب تصريحات صحافية للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، فإن الحوار الاستراتيجي السادس بين البلدين سيبحث في مجالات عدة، منها التعاون الدولي، والاقتصاد، ومكافحة الإرهاب، والأمن، وإنفاذ القانون، والدفاع، والرياضة، والتخطيط الاستراتيجي، والشؤون القنصلية، وحقوق الإنسان، والعمالة، والاتصال الاستراتيجي، والتكنولوجيا الناشئة، والمساعدات الإنسانية.
ويهدف الحوار الاستراتيجي الذي تأسس عام 2018، إلى التنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الصحة، والمساعدات الإنسانية، والتنمية الدولية، وحقوق الإنسان، والتعاون الإقليمي، وتغير المناخ، والتجارة، والاستثمار، والثقافة، والتعليم.
ومن المرجح أن يبحث الجانبان القطري والأميركي في جلسات الحوار الإستراتيجي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وجهود الوساطة المشتركة التي تقوم بها قطر والولايات المتحدة الأميركية ومصر لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية جابر الحرمي لـ"العربي الجديد": "أسّس الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي لعلاقة أكثر شمولية، وأدى على مدار السنوات الماضية إلى شراكات متعددة أثمرت تعاوناً بنّاء في قضايا المنطقة".
ورأى الحرمي أن الدورة الحالية ستشهد توسعاً في النقاشات بين الجانبين حول العديد من القضايا، وخاصة قضايا منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن مناقشة قضايا تتعلق بالإعلام، وحقوق الإنسان، والتعاون الدولي، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى التوقيع على مذكرات تفاهم جديدة في عدد من المجالات، وخاصة الاقتصادية.
وأضاف أن هناك تقارباً كبيراً في الكثير من المسارات التي دفع بها الحوار خلال النسخ الماضية، والحوار السادس بين البلدين سيستكمل البناء على ما تحقق خلال السنوات الماضية.
ومثّل الحوار الاستراتيجي بين دولة قطر والولايات المتحدة منذ انطلاقته في عام 2018، علامة فارقة في تاريخ الشراكة القوية بين البلدين، حيث شكلت مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي جرى إبرامها على مدار السنوات الخمس الماضية، دفعة قوية للشراكة التاريخية بين البلدين، والتي تشمل كل المجالات، حيث تجاوزت الشراكة الاقتصادية بين الدوحة وواشنطن 200 مليار دولار في مجالات التجارة والاستثمار.
وناقشت جلسات الحوار الاستراتيجي القطري - الأميركي التي عُقدت بالدوحة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما تطورات الأوضاع في فلسطين، ومفاوضات العودة لخطة العمل الشاملة المشتركة، الملف النووي الإيراني، تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، أمن الغذاء وأمن الطاقة، والتعاون في مجال حقوق الإنسان.
ووقّع وزير الخارجية القطري مع نظيره الأميركي على خطاب نوايا بين حكومتي بلديهما بشأن إرث كأس العالم 2022-2026، أعلن الطرفان بموجبه عزمهما على تبادل المعرفة والاستنتاجات المستخلصة المتعلقة بكأس العالم، والبناء على نجاح قطر في جعل البطولة في متناول الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتربط قطر والولايات المتحدة شراكة اقتصادية قوية، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العام 2021 نحو 18.4 مليار ريال (5.05 مليارات دولار)، فيما بلغ حجم التجارة بين البلدين بنهاية الربع الثالث من العام 2022 نحو 16.7 مليار ريال (4.6 مليارات دولار).
وناقشت النسخة الأولى من الحوار الاستراتيجي في واشنطن عام 2018 مجالات الشراكة، بما فيها الدفاع، ومكافحة الإرهاب، ومكافحة التطرف، والتجارة والاستثمار، وأيضا التعاون السياسي، حيث عبّرت كل من دولة قطر والولايات المتحدة عن ارتياحهما بشأن علاقاتهما الثنائية التي جرى تعزيزها وتوسيعها أخيراً.
وأصدرت الحكومتان القطرية والأميركية إعلانا مشتركا حول التعاون الأمني، مؤكدتين التزامهما المشترك بتعزيز السلام والاستقرار، ومكافحة ويلات الإرهاب، وأعربت الولايات المتحدة عن استعدادها للعمل بصورة مشتركة مع قطر، بما يتسق وأحكام ميثاق الأمم المتحدة، لردع ومجابهة التهديدات الخارجية لوحدة الأراضي القطرية.