زيلينسكي: المفاوضات تمضي ببطء والهجوم على كييف يبقى أمراً محتملاً

09 ابريل 2022
أكد زيلينسكي أن الحرب لم تنتهِ بعد (الأناضول)
+ الخط -

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنّ المفاوضات مع الجانب الروسي تمضي ببطء، لافتاً إلى أنه إذا لم تصمد القوات الأوكرانية في جبهات شرقي البلاد، فإنّ التهديد بإعادة القوات الروسية الهجوم على كييف قد يكون محتملاً.

زيلينسكي، وفي مقابلة مع قناة "الجزيرة" بُثت ليل الجمعة، شدد على أنّ الحرب لم تنتهِ بعد، وأنّ كثيراً من مناطق أوكرانيا تحتلها روسيا "التي تقتل وتبيد المدنيين". وإذ جدد الرئيس الأوكراني تمسّكه بالمفاوضات مع الجانب الروسي، واتباع المسار الدبلوماسي لوقف إراقة الدماء، قال إنها تمضي ببطء، وإنه لا يرى أي نتيجة منها حتى الآن، مشدداً على أنه على الجانب الروسي أن يحضر إلى طاولة الحوار دون أي شروط.

لا تنازلات

وأبدى زيلينسكي استعداده للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه شدد على أنّ بلاده "لن تقدم التنازلات، وما ستناقشه في أي لقاء هو وقف الحرب"، معتبراً أنّ بوتين قادر على تقليل أعداد الضحايا والدمار الذي طاول مدن أوكرانيا.

وبشأن الضمانات التي تريدها كييف لأمنها، قال زيلينسكي إنّ هناك كثيراً من الدول التي طرحت تصورها للضمانات الواجبة، لافتاً إلى ضرورة انخراط الجانب الروسي في هذه العملية. وأضاف أنّ بلاده طلبت من الصين الانضمام لمجموعة الدول التي يمكنها ضمان أمن أوكرانيا، متسائلاً: "ما الذي يضمن عدم تكرار وقوع عملية عسكرية ضد أوكرانيا من قبل روسيا؟".

وقال إنّ دولاً عدة أبدت استعدادها كي تكون ضامنة لأمن أوكرانيا، ومن بينها بريطانيا، وأميركا، وبولندا، وتركيا، وإيطاليا. وشدد الرئيس الأوكراني على رفض أن يفرض الجانب الروسي شروطاً على أوكرانيا في المفاوضات.

ويأتي هذا بعدما أكد مسؤول تركي كبير، أمس الجمعة، أنّ روسيا وأوكرانيا ما زالتا "موافقتين" على الالتقاء في تركيا لعقد مفاوضات، رغم الأحداث الدامية التي جرت أخيراً، ولا سيما في بوتشا. وقال المسؤول لصحافيين، طالباً عدم كشف اسمه، وفق "فرانس برس"، إنّ "روسيا وأوكرانيا موافقتان على عقد محادثات في تركيا، لكنهما ما زالتا بعيدتين عن الاتفاق على نص مشترك". وأوضح المصدر أنّ مسألة وضع شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس لا تزال عالقة، من غير أن يذكر تاريخاً محتملاً لعقد لقاء جديد بين الطرفين في تركيا.

السلاح النووي

إلى ذلك، أعرب الرئيس الأوكراني عن أسفه لتخلي بلاده عن ترسانتها النووية، موضحاً أنّ السلاح النووي يحقق حداً من الردع ويضمن هيبة الشعب الأوكراني، وهو ما تم التنازل عنه من دون ضمانات، لكنه أكد أنّ بلاده لا تسعى إلى الحصول على سلاح نووي. وقال: "لقد أضعفنا أنفسنا حين تخلينا عن ترسانتنا النووية وخذلنا شعبنا".

وفي معرض حديثه عن الوضع الميداني، أكد زيلينسكي أنّ الروس فشلوا في دخول العاصمة والسيطرة على سائر مناطق أوكرانيا، "بفضل إرادة الأوكرانيين"، لافتاً إلى أنّ الروس حاصروا مدينة ماريوبول للقضاء على سكانها، وخطفوا المسؤولين الحكوميين في المدينة، ولم يسمحوا للمدنيين بالحصول على الطعام والدواء، لكنهم في النهاية لم يستطيعوا إحكام السيطرة على المدينة "بفضل المقاومة الأوكرانية".

وإذ أكد الرئيس الأوكراني أنه شاهد بنفسه صوراً عديدة لعمليات تعذيب طاولت رجالاً وأطفالاً، أشار إلى أنّ الروس خسروا الآلاف من جنودهم في تشيرنيهيف وكييف، مشدداً في الوقت نفسه على أنّ "هناك دعايات كاذبة ومقاطع تحاول تشويه صورتنا، ولا يجوز وضع الأوكرانيين والروس في ميزان واحد".

كما تحدث زيلينسكي أيضاً عن أن كييف حاولت التدخل لدى الوسيط التركي لإجلاء الجرحى والسكان، متهماً روسيا بتعمّد إضاعة الوقت.

المساهمون