وقعت الجزائر وموريتانيا اليوم الثلاثاء، أربع اتفاقيات تعاون في عدة مجالات حيوية، على هامش الزيارة التي يقوم بها الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الجزائر.
وتحت إشراف الرئيسان الجزائري والموريتاني جرى توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي تشمل برنامج التبادل العلمي والبعثات الطلابية إلى غاية 2024، والصحة والأدوية حيث ستستفيد موريتانيا من الخبرات الجزائرية في مجال إدارة المستشفيات والصناعات الدوائية وتسويقها، وفي مجال التكوين والتعليم المهنيين تنص على استقبال الجزائر بعثات من الشباب الموريتاني قصد التعليم والتدريب، إضافة إلى اتفاقية تشمل قطاع المؤسسات المصغرة.
ونقل التلفزيون الرسمي الجزائري عن تبون، إشادته بمستوى التعاون القائم بين البلدين، وقوله إن قيادة البلدين تعمل على تهيئة الظروف لرجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين لإعطاء دفع للتعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيرا إلى أن" الزيارة كانت سانحة لتبادل الرؤى حول المسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما التحضير للقمة العربية المقبلة والمزمع تنظيمها في الجزائر".
بدوره، أكد الرئيس الموريتاني أن" الزيارة كانت فرصة لترسيخ علاقات التعاون بين الجزائر وموريتانيا والارتقاء بها إلى مستوى الأخوة والصداقة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين".
وقبل التوقيع على الاتفاقيات الأربع، كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أجرى مع ضيفه الرئيس الموريتاني محادثات منفردة.
وكان الرئيس ولد الغزواني قد وصل مساء أمس الاثنين إلى الجزائر في زيارة دولة تدوم ثلاثة أيام، بدعوة من الرئيس الجزائري، لبحث العلاقات السياسية والتعاون الاقتصادي.
وأعطت الرئاسة الجزائرية اهتماما لافتا لهذه الزيارة ووصفتها "زيارة دولة"، إذ تم إطلاق 21 طلقة مدفعية تكريما لضيف الجزائر، ويرافق الرئيس الموريتاني وفد وزاري هام، يضم وزير الخارجية اسماعيل ولد الشيخ أحمد، ووزيرة التعليم العالي آمال سيدي ولد الشيخ عبد الله، ووزير التشغيل والتكوين المهني طالب ولد سيد أحمد.
أعطت الرئاسة الجزائرية اهتماما لافتا لهذه الزيارة ووصفتها "زيارة دولة"
وتعد هذه الزيارة الأولى لرئيس موريتاني إلى الجزائر منذ عام 2009، وتأتي في سياق تطور لافت في الفترة الأخيرة للعلاقات بين البلدين، برزت من خلال سلسلة من الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في الدولة منذ بداية عام 2019، وتم افتتاح معبر بري وتجاري بين البلدين، ساهم في رفع المبادلات التجارية بين البلدين إلى حدود 200 ميلون دولار أميركي.
"فرصة مهمة لتعميق العلاقات"
وتعليقا على الزيارة من وجهة نظر موريتاني، وصف الكاتب والإعلامي الموريتاني سيد محمد ولد لخليفة زيارة الرئيس الموريتاني إلى الجزائر، بأنها "فرصة مهمة لتعميق العلاقات الموريتانية الجزائرية، خاصة في ظل توفر لافت للإرادة الجادة لتطوير العلاقات".
وقال ولد لخليفة في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الزيارة تأتي في ظل اندفاع جزائري كبير نحو موريتانيا ملاحظ في الفترة الأخيرة، وخاصة في المجال الاقتصادي، مما سيعود بالفائدة أيضا على نواكشوط".
لكن ولد لخليفة أكد أن الجزائر تأخرت بعض الشيء في ذلك، مضيفاً "للأسف الشديد الصناعات الجزائرية، وصلت متأخرة نسبيا إلى السوق الموريتانية الواعدة، وربما السبب في ذلك يعود إلى تأخر إنجاز تعبيد الطريق الرابط بين تندوف وازويرات الموريتانية، وشخصيا اعتبر الجزائر مقصرة في تمويل هذا الطريق رغم أن الحكومات الموريتانية المتعاقبة أحجمت عن تمويله لأسباب قاهرة".
وأوضح أنه "كان على الجزائر أن تسعى جاهدة لتعبيد هذه الطريق، خاصة أنه يشكل بوابة اقتصادية لها، ليس على موريتانيا وحدها، بل سيربط السوق الجزائرية بدول أفريقيا الغربية، وهذا الطريق يندرج ضمن المخططات الاندماجية للاتحاد الأفريقي، كما هو معروف".
وردا على سؤال حول علاقة هذه الزيارة بالسياق الإقليمي المتسم بتوتر في العلاقات الجزائرية المغربية، ومدى قدرة موريتانيا على المحافظة على موقف توازن، خاصة في علاقة بالموقف الموريتاني من قضية النزاع في الصحراء أو القيام بالوساطة بين البلدين، قال واد لخليفه إن "موقف موريتانيا هو موقف حياد كما يعرف الجميع، وبالتالي موريتانيا لا تعتبر نفسها طرفا في هذا النزاع، مع التأكيد أن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني عبر مرارا عن استعداده للتوسط بين الجزائر والمغرب، وهو أول رئيس موريتاني حسب عملي يتحدث صراحة عن السعي في إصلاح ذات البين بين الجزائر والمغرب".