أكد مسؤول في وزارة الخارجية العراقية، اليوم الأحد، عدم تحديد أي موعد نهائي للزيارة المقررة التي سيجريها البابا فرنسيس إلى العراق في مارس/ آذار المقبل. وحتى اللحظة، لم تتوصل الجهات العراقية الرسمية إلى أي معطيات من الفاتيكان بخصوص الزيارة واللقاءات التي يريد إجراءها.
وأعلن الفاتيكان، في وقت سابق من الشهر الماضي، أن الحبر الأعظم البابا فرنسيس سيجري زيارة إلى العراق، مطلع مارس/ آذار، في أول رحلة خارجية له منذ تفشي جائحة كورونا، وتشمل بغداد والموصل ومدينة أور الأثرية، مسقط رأس النبي إبراهيم، إضافة إلى نينوى التي تضم منطقة سهل نينوى ذي الأكثرية العربية المسيحية في البلاد، والذين تعرّضوا لسلسلة من الجرائم على يد تنظيم "داعش"، بعد منتصف عام 2014، بينما يهدد استقرار مناطقهم اليوم نفوذ المليشيات المسلحة الحليفة لإيران.
وأعلنت الخارجية العراقية، مطلع الشهر الماضي، عن زيارة البابا فرنسيس العراق في مارس/آذار المقبل. وقالت الخارجية العراقية: "إنه لمن دواعي سرورنا الإعلان عن أن قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، سيقوم بزيارة العراق مطلع مارس/ آذار المقبل".
البابا فرنسيس يزور العراق في اذار من العام المقبل
— وزارة الخارجية العراقية (@Iraqimofa) December 7, 2020
انه لمن دواعي سرورنا الإعلان عن ان قداسة البابا فرنسيس بابا @Pontifex الكاثوليكية سيقوم بزيارة العراق للفترة من ٥ الى ٨ اذار من العام ٢٠٢١. pic.twitter.com/wBbDf1YX7j
وبحسب مسؤول رفيع في وزارة الخارجية ببغداد، تحدّث عبر الهاتف مع "العربي الجديد"، فإن بغداد "لم تتلق أي موعد رسمي محدد للزيارة، لكن الراجح أن البابا سيزور البلاد منتصف شهر مارس/ آذار لغاية الآن، وهناك خلية عمل حكومية بدأت بالتعاون مع ديوان الوقف المسيحي بشأن ترتيب برنامج الزيارة".
وأضاف أن الإعلان عن الزيارة لم يرافقه أي إخطار للجانب العراقي من قبل الفاتيكان، وقد يكون ذلك راجعا إلى ترتيبات تتعلق ببرنامج الزيارة أو لمراقبة الأوضاع المتعلقة بالعراق، خاصة فيما يتعلق بجائحة كورونا ومخاوف الموجة الثانية في البلاد، إذ من الممكن جدا تأجيلها، لكن مع ذلك هناك تحضيرات عراقية مستمرة لهذه الزيارة منذ الآن، خاصة بعد الكشف عن نيته لقاء المرجع علي السيستاني في مدينة النجف".
ورجح المصدر أن يتم بحث موضوع مسيحيي العراق وأهمية إعادة الاستقرار لسهل نينوى، ووقف عمليات الاستيلاء على أملاكهم في بغداد وغيرها، وضرورة إحلال الأمن في مناطق تواجدهم من قبل القوات النظامية حصرا.
رئيس كتلة الوركاء، جوزيف صليوا، قال في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنهم "ليسوا مع زيارة البابا فرنسيس إلى العراق في الوقت الحاضر والظرف الحالي، حيث إن زيارته ستكون بمثابة (صك) شرعي لبغداد، وحتى في حكومة إقليم كردستان، بعد تهجير أكثر من مليوني مسيحي من العراق خلال السنوات الماضية".
واعتبر صليوا أن "هذه الشرعية التي ستمنح لبغداد وأربيل ستساهم في استمرار الاضطهاد وممارسة العنصرية الدينية الطائفية، من خلال الحكومة الاتحادية ببغداد، والعنصرية القومية من خلال حكومة إقليم كردستان"، وفقا لقوله.
وتابع: "لهذا زيارة البابا فرنسيس إلى العراق في الوقت الحالي ليست في صالح الأقليات في العراق، وليست في صالح كل عراقي مضطهد من أي قومية أو ديانة كان".
وكشف المتحدث ذاته عن توجيه "رسائل إلى البابا فرنسيس والفاتيكان، أكدنا خلالها أن قدومه بهذا الوضع وهذه المرحلة ليس في صالح مسيحيي العراق، وعلى ضوء هذه الرسائل هناك مؤشرات ومعطيات بأن البابا فرنسيس لن يزور العراق في الفترة المقبلة"، وفقا لقوله.
واعتبر أن "البابا فرنسيس حصل على انطباع غير صحيح وبعيد عن الواقع من خلال بعض رجال الدين المسيح في العراق، دفعه إلى قرار الزيارة، كما أن هناك بعض السياسيين من المحسوبين على المكون المسيحي، الذين يلمعون صورة السلطات ببغداد وصورة سلطة حكومة إقليم كردستان، جزء من تضليل الفاتيكان، وعدم إيصال الحقيقة لهم".
وختم بالقول إن "زيارة البابا فرنسيس مستبعدة وفق المعطيات والمعلومات لدينا، لكن إذا حصلت هذه الزيارة فسوف نضعه في الصورة الحقيقية لما يحدث تجاه مسيحيي العراق من ظلم واضطهاد".