تستمرّ الاشتباكات العنيفة بين القبائل العربية وقبيلة المساليت في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، والتي بدأت الثلاثاء، بالتزامن مع مواجهات بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع".
وأصدر زعماء القبيلتين بيانين منفصلين أعلنا فيه وقفاً لإطلاق النار، مناشدين مناصريهم الالتزام بوقف إطلاق النار وضبط النفس وعدم الاعتداء على الغير، وعدم المشاركة في أي عمليات تخريبية تضرّ بأمن وسلامة المواطنين.
ووفق مصادر "العربي الجديد"، فقد وصل عدد ضحايا هذه الاشتباكات إلى نحو مائة قتيل.
وحثت القبائل العربية أفرادها على الوعي التام بما تمر به البلاد من تجاذبات سياسية وعسكرية، واستغلال المجتمع لتنفيذ تلك الأجندة عبر الهشاشة والسيولة الأمنية، وطالبت الأجهزة الأمنية بضبط النفس والحيادية والوقوف على مسافة واحدة من المكونات الاجتماعية في الولاية.
من جهتهم، وصف زعماء المساليت ما يجري بأنه ليس محض صدفة، وإنما أمر مدبر ومخطط له ضمن المؤامرات التي تحاك ضد شعب المنطقة، بدليل نقل صراع الجيش و"الدعم السريع" إلى صراع بين المواطنين، معلنين استعدادهم للالتزام بضوابط التعايش مع الجميع، وعدم الاستجابة والتفاعل مع الاستفزازات التي تجر إلى إشعال نار الفتنة.
وحثوا الجميع على ضبط النفس وتحكيم صوت العقل لإنهاء حدة التوتر، وعدم الاعتداء على الآخرين.
وقُتل مئات الأشخاص خلال قرابة أسبوعين من الصراع بين الجيش و"قوات الدعم السريع" على السلطة، ما يهدد بزعزعة استقرار المنطقة الأوسع.
وتصاعد التوتر منذ أشهر بين قوات الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" اللتين شاركتا في إطاحة حكومة مدنية في انقلاب أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
وانفجر الخلاف بسبب خطة مدعومة دوليا لبدء عملية الانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة مع الأطراف المدنية. وكان من المقرر توقيع اتفاق نهائي في وقت سابق من إبريل/ نيسان، في الذكرى الرابعة لإطاحة الرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية.
وبموجب الخطة، كان يتعين على كل من الجيش و"قوات الدعم السريع" التخلي عن السلطة، واتضح أن هناك مسألتين مثيرتين للخلاف بشكل خاص، الأولى هي الجدول الزمني لدمج "قوات الدعم السريع" في القوات المسلحة النظامية، والثانية هي توقيت وضع الجيش رسميا تحت إشراف مدني.
وحين اندلع القتال في 15 إبريل/ نيسان، تبادل الطرفان الاتهامات بإثارة العنف. واتهم الجيش "قوات الدعم السريع" بالتعبئة غير القانونية في الأيام السابقة، وقالت "قوات الدعم السريع"، مع زحفها إلى مواقع استراتيجية رئيسية في الخرطوم، إن الجيش حاول الاستيلاء على السلطة بالكامل في مؤامرة مع الموالين للبشير.