ريشي سوناك يقيل رئيس حزب المحافظين ناظم الزهاوي من منصبه الحكومي

29 يناير 2023
تعهّد الزهاوي "بدعم الحكومة من المقاعد الخلفية" (Getty)
+ الخط -

بعد أسبوع من تصاعد الجدل والانتقادات والمطالب بعزله، أقيل رئيس "حزب المحافظين" البريطاني ناظم الزهاوي من منصبه الحكومي، اليوم الأحد، على خلفية قضية التهرّب الضريبي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في رسالته الموجّهة للزهاوي، إنه وعد مع وصوله إلى الزعامة، بالسعي إلى "النزاهة والكفاءة المهنية والمساءلة على كل المستويات"، وإن المستشار الأخلاقي الخاص لوري ماغنوس، والذي كلّفه بمتابعة التحقيقات في قضية الزهاوي، قد خلص إلى "وجود انتهاك خطير" للقانون الوزاري.

وختم سوناك رسالته بالتذكير بالإنجازات التي حقّقها الزهاوي في المناصب العديدة التي شغلها، لاسيما منصب وزير اللقاحات في حكومة صديقه رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون.

وفي ردّه على رسالة الإقالة، عبّر الزهاوي عن قلقه من سلوك بعض وسائل الإعلام خلال الأسابيع الأخيرة، موجّهاً الاعتذار لعائلته على "الخسائر التي سبّبتها هذه القضية"، ومتعهّداً "بدعم الحكومة من المقاعد الخلفية".

وكانت قضية التهرّب الضريبي هذه قد أثيرت للمرة الأولى مع تعيينه وزيراً للمالية في حكومة جونسون خلفاً لريشي سوناك، إلا أن جونسون الذي كان يكافح للبقاء في منصبه، تجاهل القضية آنذاك، ليصبح الزهاوي بعدها بأشهر محور أول فضيحة كبيرة يتعرّض لها سوناك، الذي وعد بـ"النزاهة والمساءلة".

كما أن القضية هي الزلّة السياسية الأولى ربما في مسيرة طويلة بدأها الزهاوي في الحملة الانتخابية للسياسي البريطاني جيفري آرتشر عام 1999، ثم في تأسيس شركة الاستطلاعات الشهيرة "يوغوف"، وفي طرق أبواب البرلمان عام 2010، ليصبح عضواً عن ستراتفورد. وكان الزهاوي الذي عمل في العراق ما بعد الرئيس السابق صدام حسين، قد رافق كبار أعضاء حكومة إقليم كردستان في لقاءاتهم واجتماعاتهم مع المسؤولين البريطانيين، بمن فيهم جونسون.

وقال مصدر مطّلع لـ"العربي الجديد"، إن الزهاوي سعى طوال السنوات الماضية للتوفيق بين أنشطته التجارية، وفي مجال الأعمال، وبين عمله السياسي، وإنه كان حريصاً على عدم ارتكاب أي هفوة من شأنها التأثير سلباً على طموحاته السياسية في المملكة المتحدة.

يُذكر أن الزهاوي سينشر مذكّراته في وقت لاحق من هذا العام، إلا أن "فايننشال تايمز" تقول إن عليه إعادة كتابة الفصل الأخير من الكتاب بعد الفضيحة الأخيرة التي أثيرت بحقّه. وحتى وإن اضطر الزهاوي إلى إعادة كتابة بعض أجزاء سيرته، إلا أن لديه فيضاً من الذكريات و"الإنجازات" التي تستحقّ التوثيق كطفل وصل إلى المملكة المتحدة مع عائلته هرباً من اضطهاد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، ولم يكن يتحدث الإنكليزية بعد، إلا أن الهجرة واللجوء، وعدم امتلاك "مفاتيح" هذا البلد الشاسع والغريب، لم تعق تسلّله إلى مراكز الحكم وصنع القرار.

وسيتعيّن عليه ربما إعادة كتابة الفصل المتعلق بوصولهم إلى المملكة، خصوصاً وأن حكومة "المحافظين" التي ينتمي إليها الزهاوي، ويتعهد اليوم بالاستمرار في دعمها، تنوي ترحيل أمثاله إلى رواندا، أو إرجاعهم إلى بلدهم الأصلي.

المساهمون