"رويترز": محادثات بين كوشنر وبن سلمان تناولت التطبيع مع إسرائيل

04 أكتوبر 2024
محادثات سابقة بين إدارة ترامب وبن سلمان في البيت الأبيض بحضور كوشنر 14 أكتوبر 2017 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ناقش جاريد كوشنر مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جهود تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، في سياق الدبلوماسية الأميركية وسط توترات إقليمية وانتخابات رئاسية.
- يواجه كوشنر انتقادات بسبب استثمارات سعودية في شركته، مما يثير مخاوف بشأن تضارب المصالح، بينما تسعى إدارة بايدن لتشجيع السعودية على الاعتراف بإسرائيل رغم تعقيدات الحرب على غزة.
- عودة ترامب للبيت الأبيض قد تعيد كوشنر للمحادثات، مما يثير تساؤلات حول تضارب المصالح، حيث سيمثل التطبيع امتداداً لاتفاقيات أبراهام.

قال مصدر مطلع لوكالة رويترز، اليوم لجمعة، إنّ جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ناقش مفاوضات الدبلوماسية الأميركية السعودية التي تشمل إسرائيل مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بضع مرات منذ مغادرة البيت الأبيض. ولم يحدد المصدر المطلع على المناقشات متى جرت المحادثات وما إذا كانت قد جرت قبل أو بعد بدء الحرب الإسرائيلية على غزة. لكنها شملت عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وهو هدف دبلوماسي رئيسي لكل من إدراتي بايدن وترامب.

ويرتبط كوشنر (43 عاماً) بعلاقة وثيقة مع السعودية، التي يقول محققون من الكونغرس إنها استثمرت ملياري دولار في شركته للاستثمارات الخاصة "أفينيتي بارتنرز" التي أسسها بعد مغادرة ترامب البيت الأبيض. وتوضح الأنباء عن مناقشة كوشنر والزعيم الفعلي للسعودية اتفاق سلام، يحاول الرئيس الأميركي جو بايدن أيضاً التوسط فيه، الأهمية التي يوليها الجمهوريون والديمقراطيون للمنطقة المتزايدة اضطراباً في غمرة انتخابات رئاسية محتدمة بشدة.

وتشير المحادثات أيضاً إلى الكيفية التي قد يدير بها ترامب الأزمة في المنطقة إذا أعاده الناخبون إلى السلطة، وتجدد التساؤلات حول مدى تأثير العلاقات المالية بين كوشنر والرياض على السياسة الأميركية في ظل حكم والد زوجته. وتعرضت استثمارات السعودية في شركة كوشنر لانتقادات من خبراء الأخلاقيات والديمقراطيين في الكونغرس وحتى من بعض الجمهوريين، إذ عبّروا عن قلقهم من أن حصة السعودية قد تبدو مكافأة لأن كوشنر كان يعمل على القضايا المتعلقة بالمملكة قبل مغادرة البيت الأبيض في عهد إدارة ترامب.

وفي رسالة إلى شركة أفينيتي بتاريخ 24 سبتمبر/ أيلول الفائت، كتب السيناتور الديمقراطي رون وايدن، رئيس لجنة المالية بمجلس الشيوخ، أنّ استثمارات السعودية في شركة كوشنر تثير "مخاوف واضحة بشأن تضارب المصالح". ونفت أفينيتي وكوشنر أن تكون استثمارات السعودية مكافأة أو تضاربا في المصالح. وقالت "أفينيتي" إنّ وايدن وموظفيه في مجلس الشيوخ لا يستوعبون واقع شركات الاستثمار الخاص. وقال متحدث باسم كوشنر إنّ "السبب الذي يجعل كثيرين من الناس يلجأون إلى جاريد التماساً لبصيرته وآرائه هو أنه يتمتع بسجل حافل بالنجاحات".

ورفض المصدر المقرب من كوشنر الإسهاب في تفاصيل حول المناقشات مع ولي العهد قائلاً إنه لا يريد انتهاك الصداقة بينهما. وأضاف: "لا يليق بي أن أفصح عن معلومات حول ذلك". ولم يرد المتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن على أسئلة حول مناقشات كوشنر مع ولي العهد.

وفي كلمة ألقاها في 18 سبتمبر/ أيلول الماضي، قال محمد بن سلمان إن المملكة لن تعترف بإسرائيل من دون إنشاء دولة فلسطينية، ما يشير إلى أن التوصل إلى اتفاق قد يكون مستحيلاً تقريباً في المستقبل المنظور. وهذا يمثل تحولاً عما كان عليه الأمر في فبراير/ شباط الفائت حين نقلت ثلاثة مصادر لـ"رويترز" أنّ السعودية مستعدة لقبول تعهد سياسي من إسرائيل بإنشاء دولة فلسطينية، وليس أي شيء أكثر إلزاماً، في محاولة للحصول على موافقة على اتفاق دفاعي مع واشنطن قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ولتشجيع السعودية على الاعتراف بإسرائيل، عرضت إدارة بايدن على الرياض ضمانات أمنية ومساعدة في برنامج نووي لأغراض سلمية وتجديد المسعى نحو إقامة دولة فلسطينية. واتفاق مثل هذا قد يعيد تشكيل المنطقة عبر تقارب بين خصمين منذ فترة طويلة وربط أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم بواشنطن في وقت تعزز فيه الصين علاقاتها بالمنطقة.

لكن الحرب الإسرائيلية على غزة ألقت بالمحادثات في حالة من الغموض. وعززت الحرب والأزمة الإنسانية الدعم العربي والإسلامي للفلسطينيين، ما يجعل من الصعب على الرياض مناقشة الاعتراف بإسرائيل من دون معالجة التطلعات الفلسطينية. والانتخابات الأميركية عامل مؤثر أيضاً وتشهد تنافس الجمهوري ترامب مع نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس في سباق شديد التقارب على نحو لم يسبق له مثيل للوصول إلى البيت الأبيض.

وكانت علاقة السعودية مع ترامب وثيقة بشكل ملحوظ. فأول رحلة خارجية لترامب بعد توليه الرئاسة في 2017 كانت إلى الرياض ورافقه كوشنر. وبعد مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، دعم ترامب ولي العهد على الرغم من تقييم استخباري أميركي أشار إلى أن محمد بن سلمان أجاز عملية القتل. ونفى ولي العهد السعودي تورطه.

وقال مصدران مطلعان على الاستراتيجية السعودية إنه إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، فسيرحب ولي العهد بإبرام اتفاق مع إسرائيل في ظل قيادة ترامب. وأضاف المصدران أنه إذا فازت هاريس، فسيمضي الاتفاق قدماً أيضاً. وسواء فاز ترامب أو هاريس، يرى المصدران لـ"رويترز" أنّ "أي نتيجة ستعود بالنفع على محمد بن سلمان، حتى إذا تطلب الأمر صبراً لبضعة أشهر أخرى".

وفي 27 سبتمبر/ أيلول الفائت، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى احتمال التوصل إلى اتفاق بعبارات إيجابية. وقال في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "ما أعظمها نعمة تلك التي سيجلبها مثل هذا السلام مع السعودية".

وسيمثل تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية امتداداً لما يعرف باسم "اتفاقيات أبراهام" التي أُبرمت حين كان ترامب في السلطة. وأدت الاتفاقات إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان. وتزعم كوشنر، المقرب من إسرائيل، المفاوضات بصفته مستشاراً بارزاً في البيت الأبيض في عهد ترامب.

وقالت ثلاثة مصادر مقربة من كوشنر إنه إذا فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فإنها تتوقع أن يشارك كوشنر في المحادثات مع السعودية، حتى ولو بصفة غير رسمية. ونفى متحدث أن يكون كوشنر ساعياً إلى مثل هذا الدور.

ويقول خبراء الأخلاقيات إنه إذا شارك كوشنر في المحادثات الدبلوماسية بصفته مواطناً عادياً في حال تولي ترامب ولاية رئاسية ثانية، فقد يشكل هذا تضارباً كبيراً في المصالح بوضع كوشنر في موقف غير عادي يجري فيه مفاوضات على مستوى حكومي مع أحد أكبر المستثمرين في شركته.

ونأى كوشنر وزوجته إيفانكا ترامب بنفسيهما إلى حد كبير عن فعاليات حملة ترامب، لكنهما حضرا المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو/ تموز الفائت وكانا يجلسان ويصفقان في مقصورة العائلة خلف ترامب.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون