روس يتوافدون على المعابر الحدودية.. والكرملين يتحدث عن تقارير "مبالغ فيها"

22 سبتمبر 2022
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (Getty)
+ الخط -

وصف الكرملين، اليوم الخميس، التقارير عن نزوح الرجال في سن التجنيد من روسيا بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين عن تعبئة جزئية بأنها "مبالغ فيها".

وفي اتصال هاتفي مع الصحافيين، أحجم المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن نفي تقارير إعلامية روسية تحدثت عن أن بعض المحتجين المناهضين للتعبئة الذين اعتقلوا ليل الأربعاء تلقوا استدعاء للخدمة العسكرية قائلاً إن "هذا ليس ضد القانون".

وكانت بعض التقارير الإعلامية قد أكدت هروع بعض الرجال الروس إلى منافذ البلاد، اليوم الخميس، بعدما أمر الرئيس فلاديمير بوتين بتعبئة جزئية، وارتفاع حركة المرور على المعابر الحدودية مع فنلندا وجورجيا.

وأمر بوتين، أمس الأربعاء، بأول تعبئة تشهدها بلاده منذ الحرب العالمية الثانية وأعلن دعمه لخطة ضم مساحات شاسعة من أوكرانيا، وحذر الغرب من أنه لا يخادع عندما يقول إنه مستعد لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا.

وارتفعت أسعار تذاكر الطيران لأقرب المواقع خارج البلاد لأكثر من خمسة آلاف دولار، مع نفاد تذاكر معظم الرحلات للأيام المقبلة.

وظهرت مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي تقدم النصائح حول كيفية الخروج من روسيا، بينما أعد موقع إخباري روسي قائمة "إلى أين تهرب الآن من روسيا". وظهرت صفوف طويلة على المعابر الحدودية مع جورجيا.

وقال مصدر بقطاع السياحة لـ"رويترز"، إن هناك حالة من اليأس وإن الناس يسعون للحصول على تذاكر طيران لمغادرة روسيا.

وأضاف "هذا الطلب مدفوع بذعر أشخاص يخشون من ألا يتمكنوا من مغادرة البلاد في وقت لاحق. الناس يشترون تذاكر دون أن يهتموا بالوجهة التي يسافرون إليها". وقال حرس الحدود الفنلندي في ساعة مبكرة من صباح اليوم إن حركة المرور الوافدة إلى الحدود الشرقية مع روسيا "تزايدت" خلال الليل.

وذكر رئيس الشؤون الدولية بحرس الحدود الفنلندي ماتي بيتكانيتي لـ"رويترز": "العدد زاد بوضوح"، وأضاف أن الوضع تحت السيطرة وأن حرس الحدود مستعدون عند تسع نقاط تفتيش.

دول البلطيق: لا يوجد لجوء تلقائي للروس الفارين من التجنيد

إلى ذلك، قالت دول البلطيق الثلاث إنها غير مستعدة لتقديم اللجوء تلقائياً للروس الفارين من التعبئة العسكرية، وذلك على أمل أن تزداد حالة الاستياء من السلطات الروسية في الداخل.

ولا توجد مؤشرات على وجود أي ضغوط على حدود دول البلطيق، مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، بعد أن أغلقت تلك الدول حدودها أمام معظم الروس في وقت سابق هذا الأسبوع.

في لاتفيا، قال وزير الخارجية إيدغارز رينكيفيكس، اليوم الخميس، إنّ بلاده لن تصدر تأشيرات لأسباب إنسانية أو تأشيرات أخرى للروس الذين يسعون لتجنب التعبئة، مرجعاً ذلك لأسباب أمنية.

وأضاف "يجب ألا نستسلم لابتزاز بوتين ويجب أن ندعم أوكرانيا بقدر ما نستطيع. روسيا تشكّل اليوم خطراً على أوروبا والسلام العالمي، مثلما كانت ألمانيا النازية في القرن الماضي".

في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوسوسكاس، اليوم الخميس، إنّ التجنيد الإجباري في الجيش لا يكفي كسبب لحصول الروس على حق اللجوء.

وقال أنوساوسكاس لوكالة "أسوشييتد برس": "اللجوء السياسي يمنح لأولئك الذين يتعرضون للاضطهاد بسبب معتقداتهم أو لأسباب أخرى مماثلة".

من جانبه، وصف وزير الداخلية الإستوني لوري لانيميتس الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه "مسؤولية جماعية للمواطنين الروس"، وقال إن السماح بالفرار من الخدمة العسكرية المحتملة ينتهك عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تستهدف موسكو.

وأضاف "إن الخطوة التي اتخذها بوتين تعزز العقوبات التي فرضناها حتى الآن، لأنه من المأمول أن تزيد من السخط بين السكان". وقال "لم تعد روسيا ترسل جنوداً محترفين فقط، أو أشخاصا من مناطق نائية أو محكوما عليهم بالسجن إلى الجبهة، ولكنها ترغب في إرسال الجميع".

ويسافر الروس الذين يسعون لتجنب استدعائهم للقتال أولاً إلى البلدان التي لا تزال لديها روابط طيران مباشرة بموسكو مثل صربيا وتركيا وجورجيا وأرمينيا.

(رويترز، أسوشييتد برس)

المساهمون