وفق التصريحات والتسريبات التي أعقبت القمة الأميركية الروسية في جنيف، أمس الأربعاء، فإنّ القمة لم تحمل جديداً حول القضية السورية، حتى بشأن المعابر الإنسانية التي أكثرت الولايات المتحدة من الحديث عنها خلال الفترة الأخيرة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله إنّ الجانب الأميركي لم يحصل على التزام من روسيا بشأن عمليات تسليم مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود السورية خلال القمة التي جمعت الرئيسين. وقال المسؤول عقب انتهاء القمة إنه "لا يوجد التزام، لكننا أوضحنا أنّ هذا له أهمية كبيرة بالنسبة إلينا كي يكون هناك أي تعاون آخر بشأن سورية".
وصباح اليوم الخميس، قال بيان صادر عن البيت الأبيض، إنّ "هناك إمكانية لتعاون أميركي روسي لفتح الممرات الإنسانية في سورية"، مشيراً إلى أن الرئيس جو بايدن "أكّد إمكانية التعاون مع روسيا بشأن فتح ممرات إنسانية في سورية، في مسعى لتخفيف الأزمة التي تعانيها".
وكان بايدن قد قال، في مؤتمره الصحافي عقب القمة، إنّ "هناك قائمة طويلة من القضايا الأخرى التي أمضينا وقتاً فيها، من بينها الحاجة الملحة للحفاظ على الممرات الإنسانية، وإعادة فتحها في سورية، حتى نتمكن من الحصول على الغذاء - مجرد طعام بسيط وضروريات أساسية لمن يتضورون جوعاً حتى الموت". وأضاف: "لقد سألوني (الروس) لماذا لا يزال رئيس سورية (رئيس النظام بشار الأسد) يمثل مشكلة بنظري، فقلت: "لأنه خرق قاعدة دولية، تعرف باسم اتفاقية الأسلحة الكيماوية، ولهذا لا يمكن الوثوق به".
وعُقدت، أمس الأربعاء، القمة الأولى بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش اجتماعات قادة مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مع تأكيد أميركي لضرورة استمرار إيصال المساعدات إلى الشمال السوري.
وقضية المساعدات الإنسانية التي أكدها بايدن، هي عبور مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود، من دون موافقة النظام السوري، والمحصورة حالياً في معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا.
وتصرّ روسيا على إغلاق هذه الآلية، وحصر تسليم المساعدات بالنظام السوري، وهو ما سيصوّت عليه مجلس الأمن في 10 يوليو/ تموز المقبل.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد تحدث أمام مجلس الأمن الدولي، في مارس/ آذار الماضي، بشأن الأزمة الإنسانية في سورية، وكذلك الزيارة التي قامت بها السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد لتركيا، لحشد الدعم للأزمة الإنسانية في سورية.
وتسعى الإدارة الأميركية إلى توسيع تسليم المساعدات عبر الحدود التركية والعراقية مع سورية.
وألمحت موسكو إلى أنها قد تغلق آلية المساعدات تماماً، أو على الأقل تقصر تفويضها من عام إلى ستة أشهر بحلول العاشر من الشهر المقبل، عندما يحين موعد التجديد، على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة من أن ذلك قد يسبب كارثة إنسانية.
ويتوقع دبلوماسيون أن تضغط روسيا لإغلاق نقطة العبور التركية الأخيرة في باب الهوى، حيث ترسل الأمم المتحدة حوالى 1000 شاحنة شهرياً لخدمة أكثر من 2.4 مليون شخص في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة إدلب ومحيطها شمال غربي سورية.
ومنعت روسيا، بدعم من الصين، إعادة تفويض المجلس لثلاثة من تلك المعابر، تاركة باب الهوى نقطة العبور الوحيدة للمساعدات التي تدخل الأراضي الخارجة عن سيطرة النظام السوري.