فشلت الدبلوماسية الروسية في تمرير مشروع قرار، الأربعاء، يتعلق بإيصال المساعدات وحماية المدنيين بأوكرانيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وصوتت روسيا والصين فقط بالموافقة في حين امتنعت بقية الدول الأعضاء في مجلس الأمن عن التصويت (13 دولة من أصل 15 دولة عضوا في المجلس). ولم تحتج أي من الدول دائمة العضوية الأخرى (فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا) إلى استخدام حق النقض (الفيتو) لأن القرار لم يحصل على الحد الأدنى من الأصوات لتبنيه.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نييبنزيا، قبل التصويت إن بلاده "قدمت مسودة تعتمد في جوهرها على المسودة المكسيكية الفرنسية حول الوضع الإنساني والتي قرر البلدان عدم عرضها على المجلس وإحالتها على التصويت للجمعية العامة". وادعى السفير الروسي أن الولايات المتحدة والدول الغربية سيّست المسودة المتعلقة بالوضع الإنساني والمباحثات حولها، مشدداً على أن المسودة التي تقدمت بها بلاده تنشغل بشكل رئيسي بالوضع الإنساني وتقديم المساعدات الإنسانية.
أما السفيرة البريطانية لدى لأمم المتحدة، باربارا ودوارد، فقالت بعد التصويت: "لن تصوت المملكة المتحدة لصالح أي قرار، في مجلس الأمن أو الجمعية العامة، لا يقر بأن روسيا هي المتسبب الأساسي في هذه الكارثة الإنسانية".
وتابعت قائلة: "دعا المشروع الروسي جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وتجاهل أن روسيا هي التي ترتكب جرائم حرب. ودعا إلى حماية المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، ولكنه لم يشر إلى أن روسيا تقصف مستشفيات الولادة والمدارس والمنازل".
وأشارت ودوارد إلى أن الجمعية العامة ستصوت لاحقا (صباح الخميس بتوقيت نيويورك)، على مشروع قرار إنساني يوضح أن "السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الإنسانية هو وقف استمرار هذه الحرب. وهذا القرار لم يطرحه المعتدي، بل طرح من قبل الضحايا".
ومن جهته، قال السفير الفرنسي، نيكولا دو ريفير، بعد التصويت: "هذا النص مجرد مناورة من موسكو لتبرير عدوان الاتحاد الروسي ضد أوكرانيا. الاتحاد الروسي يدعي أنه يهتم بالأوضاع الإنسانية في أوكرانيا بينما يضرب بعرض الحائط اتفاقيات جنيف والقانون الإنساني الدولي". وأضاف قائلا: "إذا كانت روسيا تهتم لهذا الحد بمصير المدنيين الأوكرانيين فعليها إذاً أن تسحب قواتها من أوكرانيا".
إلى ذلك، قال السفير المكسيكي، خوان رامون راميريز، أمام المجلس بعد فشل التصويت: "لم يأخذ النص الروسي بعين الاعتبار المواقف التي عبرت عنها المكسيك ووجهات النظر الأخرى، في ما يتعلق بمضمون مشروع القرار، بالرغم من أنه يبدو أنه يحتوي على بعض العناصر من مشروع القرار الفرنسي المكسيكي، إلا أن هذه النسخة معدلة وتحاول أن تغير معنى بعض الفقرات".
ومضى يقول: "التقدم الذي أحرزناه بعد أسبوعين من المناقشات هو أساس النص الذي سيتم التصويت عليه في الجمعية العامة (الخميس). والنص الروسي (الذي صوت عليه مجلس الأمن) لا يشير إلى المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة حول منع استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد سيادة الدول واستقلالها السياسي، كما لا يشير إلى وقف الأعمال العدائية بشكل قاطع".
وأردف راميريز بالقول: "ونشعر بأن هذه العناصر أساسية لوقف الأزمة الإنسانية التي نشهدها في أوكرانيا. والنص الروسي لا يستجيب للواقع على الأرض والاحتياجات الملحة للمدنيين".
يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستصوت صباح الخميس على مشروع قرار تقدمت به أوكرانيا (قادت المفاوضات حوله المكسيك وفرنسا) حول الوضع الإنساني يطالب بوقف فوري للأعمال العدائية ضد أوكرانيا وأي هجمات ضد مواقع مدنية، ويشدد على ضرورة حماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني، ويؤكد كذلك على وحدة الأراضي الأوكرانية. كما يدعو إلى إنهاء حصار المدن الأوكرانية ولا سيما ماريوبول. كما يدين انتهاكات حقوق الإنسان ويشدد على ضرورة إقامة ممرات آمنة وغيرها من البنود المتعلقة بالوضع الإنساني وتأمين المساعدات الإنسانية.
وكانت جنوب أفريقيا قد وزعت كذلك مسودة مشروع حول الوضع الإنساني ولم تذكر روسيا بالاسم واكتفت بالإشارة إلى "الصراع في أوكرانيا". وتنص المسودة على ضرورة وقف الأعمال العدائية كخطوة أولى للتباحث، كما تشير إلى العمليات الإنسانية وحماية العاملين في المجال الإنساني، دون الإشارة إلى حصار المدن بما في ذلك حصار ماريوبول. ومن غير الواضح حتى اللحظة ما إذا كانت جنوب أفريقيا ستمضي قدما وتعرض المشروع للتصويت أم ستقوم بسحبه في آخر لحظة.