روسيا تعلن سحب قواتها بشكل مفاجئ من خيرسون الأوكرانية.. وإيران تريد "المساهمة في إنهاء الحرب"

09 نوفمبر 2022
تتعرض القوات الروسية لهجوم أوكراني مضاد (الأناضول)
+ الخط -

أمر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم الأربعاء، بانسحاب القوات الروسية من الضفة الغربية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون الأوكرانية، التي تتعرّض لهجوم مضاد أوكراني، الأمر الذي شككت به كييف، قائلة إنها لا ترى "أي مؤشر" حتى الآن على ذلك.

ويمثل ذلك في حال تم تأكيده واحدة من أكبر عمليات الانسحاب الروسية، وربما يشكل نقطة تحول في الحرب التي تقترب الآن من نهاية شهرها التاسع.

وقال القائد العام للقوات الروسية الجنرال سيرغي سوروفكين، في كلمة عبر التلفزيون، إنه لم يعد من الممكن إيصال الإمدادات إلى مدينة خيرسون.

وأضاف سوروفكين، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز"، أنه اقترح إقامة خطوط دفاعية على الضفة الشرقية للنهر.

وجاءت هذه الأخبار بعد أسابيع من التقدم الأوكراني نحو المدينة ومحاولة روسيا ترحيل أكثر من 100 ألف من سكانها.

وقال سوروفكين: "سننقذ أرواح جنودنا والقدرة القتالية لوحداتنا. إبقاؤهم على الضفة اليمنى (الغربية) بلا جدوى. يمكن استخدام بعضهم على جبهات أخرى".

انسحاب القوات الروسية "مسرحية"

في المقابل، قالت كييف إنها لا ترى "أي مؤشر" حتى الآن على انسحاب القوات الروسية من خيرسون الأوكرانية.

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك: "لا نرى أي مؤشر على أن روسيا تغادر خيرسون بدون قتال"، موضحا أنه لا يزال جزء من (القوات) الروسية في المدينة. واعتبر أن تصريحات موسكو المتلفزة ليست سوى "مسرحية".

يأتي ذلك فيما تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بألا تتخلى قواته ولو عن "شبر واحد" من منطقة دونيتسك الشرقية، بينما تحدث مسؤولون محليون عن اقتحام قوات أوكرانية بلدة جنوبية بالدبابات.

وتتزامن هذه التطورات مع مقتل نائب حاكم خيرسون الذي نصبته روسيا كيريل ستريموسوف، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام روسية رسمية.

ونقلت تلك الوسائل عن المكتب الصحافي لحاكم المنطقة قوله إنه توفي في حادث سيارة.

وعين ستريموسوف، البالغ من العمر 45 عاماً، في منصبه بعد شهرين من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط.

وكان من أبرز مؤيدي العدوان الروسي، وعرف بتصريحاته العدوانية على مواقع التواصل الاجتماعي.

موسكو: مستعدون لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا

وفيما لا تزال الأنباء الميدانية غير واضحة في خيرسون، أعلنت روسيا استعدادها لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا.

وقالت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي عقدته بالعاصمة موسكو، إن بلادها "منفتحة على المفاوضات، ولم ترفضها أبداً". وأضافت: "نحن مستعدون للتحاور مع أوكرانيا والولايات المتحدة، مع الأخذ في الاعتبار التطورات والحقائق القائمة على الأرض في الوقت الحالي"، في إشارة إلى تطورات الأوضاع في المناطق التي تشهد معارك بين القوات الروسية والأوكرانية.

واعتبرت زاخاروفا أن أوكرانيا "ستكون أكثر ميلاً لإجراء محادثات سلام إذا أوقف الغرب ضخّ الأسلحة" إليها.

وتابعت: "مستعدون للعمل عندما تدرك واشنطن عدم جدوى الضغط على موسكو، أو تستمر في الانخراط في الصراع كأحد أطرافه".

أوكرانيا تحظى بدعم أميركي "قوي من الحزبين"

على صعيد متصل، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أن أوكرانيا تحظى بـ"دعم قوي" من جانب الولايات المتحدة مهما كان الحزب الفائز في انتخابات منتصف الولاية التي أظهرت نتائجها الأولية أن الجمهوريين في موقع للفوز بالغالبية في مجلس النواب.
     
وقال ستولتنبرغ للصحافة بعد لقائه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في لندن: "من الواضح جداً أن هناك دعماً قوياً من الحزبين في الولايات المتحدة لمواصلة تقديم دعم لأوكرانيا، وهذا الأمر لم يتغيّر".

إيران تريد المساهمة في "نهاية الحرب"

إلى ذلك، أبدت إيران استعدادها للمساهمة في "وضع حد" للحرب بين موسكو وكييف، وفق ما أبلغ أمين مجلسها الأعلى للأمن القومي علي شمخاني نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف في طهران الأربعاء.

وتأتي زيارة المسؤول الروسي في ظل تقارب تشهده منذ أشهر علاقات طهران وموسكو الخاضعتين لعقوبات أميركية.

كما تأتي بينما تتهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا باستخدام طائرات مسيّرة إيرانية الصنع لمهاجمة أهداف أوكرانية أبرزها منشآت الطاقة. وبعدما نفت إيران مرارا إرسال أسلحة إلى أي طرف "للاستخدام في الحرب"، أقرت للمرة الأولى الأسبوع الماضي بتزويد روسيا بطائرات كهذه قبل بدء الحرب في أواخر فبراير/ شباط.

وجدد شمخاني، الأربعاء، تأكيد دعم طهران "أي مبادرة لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا استنادا الى الحوار"، وفق وكالة "إرنا" الرسمية، وأكد استعداد بلاده "للاضطلاع بدور في وضع حد للحرب بين روسيا وأوكرانيا".

من جهته، أفاد مجلس الأمن الروسي في بيان بأن الطرفين "تبادلا وجهات النظر بشأن سلسلة من المشاكل الدولية، خصوصا الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط".

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد كشف في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، أن بلاده زودت روسيا بـ"عدد محدود من المسيّرات قبل أشهر من الحرب في أوكرانيا".

وأكدت طهران سابقا أنها لن تبقى "غير مبالية" إذا زودتها أوكرانيا بأدلة على استخدام روسيا هذه المسيّرات ضدها.

وتثير هذه المسألة توترا بين طهران وكييف، إذ قلّصت الأخيرة حضور إيران الدبلوماسي لديها، وحذّرتها من "عواقب التواطؤ في جرائم" تتهم موسكو بارتكابها.

والأربعاء، اعتبر مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك أن زيارة باتروشيف إلى طهران تؤشر إلى أن "الكرملين مرهق" جراء الحرب.

وكتب على "تويتر": "موارد الاتحاد الروسي تشارف على النفاد. من هنا الطلبات الهستيرية لاستراحة ("مفاوضات"). من هنا زيارة باتروشيف إلى طهران: البحث عن طريقة لمواصلة الحرب، الحصول على صواريخ/مسيّرات"، معتبرا أن ذلك يجب أن يكون حافزا لـ"مضاعفة" المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا.

سبق لطهران أن نفت تقارير صحافية عن نيّتها تزويد روسيا بصواريخ بالستية وبعدد إضافي من المسيّرات.

(العربي الجديد، رويترز، فرانس برس)

المساهمون