أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي، اليوم السبت، عن توقيف القنصل الأوكراني في العاصمة الشمالية الروسية سانت بطرسبورغ بذريعة تلقيه معلومات سرية من قواعد بيانات الجهات الأمنية وجهاز الأمن الفدرالي.
وقال مركز العلاقات العامة للأمن الروسي، في بيان، أوردته وكالة "تاس" الرسمية: "اعتقل جهاز الأمن الفدرالي في 16 إبريل/ نيسان الجاري دبلوماسيا أوكرانياً، وهو قنصل القنصلية العامة الأوكرانية في سانت بطرسبورغ، ألكسندر سوسونيوك، أثناء لقائه مع مواطن روسي متلبساً باستلامه بيانات مغلقة واردة بقواعد بيانات الجهات الأمنية وجهاز الأمن الفدرالي الروسي".
وشدد البيان على أن "هذا النشاط يتعارض مع وضع الموظف الدبلوماسي وله طابع عدائي خاص تجاه روسيا الاتحادية"، مشدداً على أنه سيتم اتخاذ إجراءات بحق الدبلوماسي الأوكراني وفقاً لأحكام القانون الدولي.
ورغم أن القانون الدولي يمنح حصانة للدبلوماسيين الأجانب في دولة الإقامة، إلا أن "اتفاقية فيينا" تسمح بطردهم في حال قيامهم بأعمال عدائية وإعلان أي دبلوماسي شخصاً غير مرغوب فيه بعد إخطار بلاده بذلك.
ويأتي توقيف القنصل الأوكراني في بطرسبورغ بالتزامن مع حلقة جديدة من التصعيد في منطقة دونباس الواقعة شرق أوكرانيا والموالية لروسيا، وسط تبادل طرفي النزاع الاتهامات بانتهاك الهدنة وورود أنباء عن تعزيز روسيا وجودها العسكري على الحدود مع أوكرانيا التي تحظى في المقابل بدعم الغرب.
وبين الفينة والأخرى تندلع اشتباكات في دونباس، شرقي أوكرانيا، بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا، الذين أعلنوا استقلالهم عام 2014، ما أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص منذ ذلك الحين وحتى الآن.
وتوصلت الأطراف المتحاربة شرقي أوكرانيا، في فبراير/ شباط 2015، في عاصمة بيلاروسيا، مينسك، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يقضي بسحب الأسلحة الثقيلة والقوات الأجنبية من أوكرانيا، بالإضافة إلى سيطرة أوكرانيا على كامل حدودها مع روسيا بحلول نهاية 2015، وهو ما لم يتحقق بعد.
وحذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الأحد، من "عواقب" في حال وقوع "عدوان" روسي على أوكرانيا، معبراً عن "مخاوف" واشنطن حيال التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا.
وقال بلينكن، في مقابلة بثتها شبكة "إن بي سي"، الأحد: "هناك حشود روسية على الحدود أكثر من أي وقت منذ 2014، خلال الاجتياح الروسي الأول"، محذراً بأنه "في حال تحركت روسيا بشكل متهور أو عدواني، ستكون هناك تكاليف، ستكون هناك عواقب".