تسعى روسيا والنظام السوري إلى توسيع نفوذهما في مناطق شرق سورية الواقع معظمها تحت سيطرة مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، وسط ترجيحات بأنّ ذلك يتم بالتنسيق مع الأميركيين بدعوى مواجهة النفوذ الإيراني في تلك المناطق، فيما تتخذ المليشيات الإيرانية المنتشرة هناك مزيداً من التدابير لمواجهة الغارات الجوية التي تتعرض لها في الآونة الأخيرة.
وفي هذا الإطار، التقى وفد روسي مسؤولين من قوات "قسد"، أمس الخميس، وطلب منهم رفع كمية النفط المرسل إلى مناطق سيطرة النظام السوري لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي يعيشها الأخير، وخاصة في مجال نقص الوقود.
وذكر موقع "عين الفرات" المحلي أنّ الروس طالبوا برفع حصة النظام السوري من النفط من 35 ألف برميل شهرياً إلى 100 ألف برميل. كما طلبوا رفع علم النظام على النقاط المقابلة لنقاط "الجيش الوطني السوري" المعارض، وهو ما قبلت به قوات "قسد"، بحسب المصدر.
وكان وفد روسي قد وصل، مطلع الشهر الجاري، إلى مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة الغربي، بهدف إجراء اجتماعات مع قوات "قسد"، تتعلق بالسماح لقوات النظام بدخول مدينتي الطبقة والرقة الخاضعتين لسيطرة المليشيا، وفق الموقع.
غير أنّ عبد الرحمن آبو، القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" (أحد أحزاب المجلس الوطني الكردي)، اعتبر أنّ ما يجري بين النظام السوري وحزبه "ليس حواراً، بل اجتماعات أمنية".
وأضاف، في حديث مع موقع "باسنيوز" الكردي، أنه "بعد اشتداد الخناق على النظام في بداية الثورة السورية عام 2011، وشعوره بخطر السقوط، استدعى مجموعة من القوى لمرحلة الفوضى، من بينها حزب الاتحاد الديمقراطي وتم تسليمه المناطق الكردية بقرار إقليمي ودولي بحضور قيادات استخباراتية من النظام السوري والإيراني". وأوضح أنّ "هذا التسليم كان مجرد وكالة أو وديعة مع صلاحيات مطلقة في محاربة المعارضين للنظام، وما يجري الآن اجتماعات أمنية بين الطرفين حول أفضل السبل لاسترداد هذه الوديعة".
وعلى صعيد متصل، تعتزم روسيا إنشاء قاعدة لهبوط الطائرات المروحية قرب قاعدة الطرافاوي بريف الرقة الشرقي شمال شرقي سورية، والخاضعة لسيطرة "قسد".
وذكر مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، أنّ روسيا بدأت بهذا المشروع بالتعاون مع "قسد" التي تكفلت بإحضار آليات حفر ثقيلة.
وكانت مصادر إعلامية روسية ذكرت، قبل أيام، أنّ القوات الروسية سوف تنشر 12 طائرة من طراز "سوخوي 34" و5 من طراز "سوخوي 35" في مطار القامشلي بريف الحسكة، شرقي سورية. غير أنّ ضيق المطار المذكور لم يسمح، كما أشار ناشطون، إلا بهبوط طائرة حربية روسية واحدة من طراز سوخوي 35.
من جهة أخرى، أخفقت المصالحات التي روج لها النظام في محافظة دير الزور، بعد إعلان قائمة أسماء الراغبين بالتسوية والعودة.
وقال موقع "فرات بوست" المحلي إنّ لجنة التسوية اتخذت من معبر الصالحية في مدخل مدينة دير الشمالي معبراً رسمياً للراغبين بالعودة، وذلك بإشراف ضباط من الجيش الروسي، مشيراً إلى فشل هذه العملية بسبب إحجام الشبان عن تسجيل أسمائهم، حيث لم يسجل حتى الآن سوى 70 شخصاً في عموم المحافظة، معظمهم في مراكز المريعية والبوكمال، وذلك برغم التحضيرات من جانب "لجان المصالحة" لإقامة حفل في الصالة الرياضية بمدينة دير الزور، والذي يبدو أنه سيلغى قبل إقامته نظراً لقلة عدد الراغبين بإجراء التسويات، والتي كان مخططاً لها أن تتم على غرار التسويات التي جرت أخيراً في محافظة درعا جنوبي البلاد.
التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يستنفر قواته في الحسكة
من جهة أخرى، استنفر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قواته في الحسكة شمال شرقي سورية، بعد توترات مع قوات النظام السوري.
وذكر الناشط أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، أنّ ذلك جاء بعد منع قوات النظام رتلاً عسكرياً يتبع لقوات التحالف الدولي بريف مدينة الحسكة الشمالي من المرور على أحد حواجزها.
وذكرت وكالة أنباء النظام "سانا"، أنّ حاجزاً لقوات النظام السوري اعترض آليات عسكرية للقوات الأميركية في منطقة القامشلي بريف الحسكة الشمالي الشرقي أمس الخميس عند دوار الوفاء ومنعه من دخول مدينة القامشلي.
وفي 24 الشهر الماضي، ذكرت وكالة "سانا" أيضاً أنّ عناصر من جيش النظام اعترضوا رتلاً أميركياً في ريف الحسكة الشمالي.
ويتوزع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على 33 موقعاً في سورية، 19 في الحسكة، و10 في دير الزور، و2 في الرقة، و2 في ريف دمشق.
مليشيات موالية لإيران في ريف دير الزور تزيل رايات لها
إلى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ المليشيات الموالية لإيران في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور عمدت، اليوم الجمعة، إلى إزالة راياتها من أعلى المركز الثقافي وبعض المقرات العسكرية التابعة لها في مدينة البوكمال، واستبدالها بأعلام النظام السوري خوفًا من عمليات استهداف قد تطاولها بالتزامن مع تحليق طائرتين مسيّرتين مجهولتي الهوية منذُ ساعات الصباح الأولى في أجواء المدينة.
ويأتي ذلك بعد يومين من استهداف طيران مسيّر لمواقع المليشيات الإيرانية في البوكمال، والذي أدى لمقتل 7 من عناصر المليشيات، وفق المرصد الذي أفاد أيضاً بأنّ المليشيات التابعة لإيران استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة خلال الساعات الفائتة، إلى القاعدة التي جرى إنشاؤها أخيراً على تل في قرية حبوبة بين مسكنة والخفسة بريف حلب الشرقي، مقابل مناطق نفوذ التحالف الدولي وقوات "قسد" على الضفة الأخرى لنهر الفرات، وضمت التعزيزات صواريخ قصيرة المدى وذخائر، إضافة لمعدات لوجستية، كما جرى تحصين نقاط في المنطقة هناك أيضاً.