أعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الذي يترأس الوفد الروسي إلى المفاوضات الأمنية المقرر عقدها في جنيف يوم غد الاثنين، عن رفض موسكو إصرار الولايات المتحدة على تقديم روسيا تنازلات أحادية الجانب، واختيارها المضاربات بدلاً من النهج البناء، معتبراً أن ذلك لا يمكن أن يكون قاعدة لنقاش مثمر حول الضمانات الأمنية.
وذكر ريابكوف، في تصريحات لوكالة "نوفوستي" الحكومية الروسية عشية المحادثات الروسية الأميركية، اليوم الأحد، أن الجانب الروسي سيطالب في المفاوضات بعدول حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن التوسع شرقاً، والعزوف عن نشر أسلحة ضاربة بالقرب من الحدود الروسية.
وأضاف: "كل ذلك في الإطار القانوني. للأسف، نسمع مختلف المضاربات بأن روسيا يتعين عليها القيام بهذا العمل أو ذاك. رددنا مراراً على طرح السؤال بهذه الصورة على كافة المستويات، ولا يمكن أن تكون هناك قاعدة لأي اتفاق وحتى نقاش مثمر".
ولم يستبعد الدبلوماسي الروسي احتمال أن تواجه موسكو انعدام رغبة الغرب في استيعاب المطالب الروسية، المتعلقة بالضمانات الأمنية بعدم التوسع و"إزالة كل ما أنشأه الحلف مدفوعاً بفوبيا معاداة روسيا ومختلف أنواع التصورات الخاطئة حول جوهر السياسة الروسية منذ عام 1997".
وتابع قائلاً: "لكننا، بالطبع، لن نقدم أي تنازلات تحت الضغط ونظام التهديدات التي تتم صياغتها في حقنا بشكل دائم من قبل المشاركين الغربيين في الاتصالات المرتقبة".
روسيا محبطة
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت وكالتا "إنترفاكس" و"الإعلام الروسية" للأنباء أن روسيا قالت إنها "محبطة" من الإشارات التي صدرت عن واشنطن وبروكسل عشية محادثات في جنيف بشأن أوكرانيا، والولايات المتحدة تُصرّ على تقديم روسيا تنازلات أحادية الجانب.
وتبدأ المحادثات بين الدبلوماسيين الأميركيين والروس في جنيف غداً الاثنين، بعد مواجهة استمرت أسابيع بشأن نشر روسيا قوات قرب حدودها مع أوكرانيا، إذ سيحاول المبعوثون من كل جانب تجنب حدوث أزمة.
وقال ريابكوف، الذي يشارك في المفاوضات، في تصريحات لوكالات الأنباء الروسية: "لن نقبل بأي تنازل. هذا أمر مستبعد تماماً"، مضيفاً: "خاب ظننا بالإشارات الصادرة في الأيام الأخيرة من واشنطن وبروكسل أيضاً".
ونقلت "إنترفاكس" عن ريابكوف قوله إن موسكو ليست متفائلة إزاء المحادثات.
بلينكن: لا نتوقع انفراجة في المحادثات
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم إنه لا يتوقع تحقيق انفراجة في المحادثات الأمنية، لكنه يأمل في إمكانية وجود مجالات يستطيع فيها البلدان التوصل إلى اتفاق.
وذكر بلينكن، في مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي.أن.أن) "لا أعتقد أننا سنرى أي انفراجة كبيرة في الأسبوع الحالي".
وكان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قد قال، أمس السبت، إن الولايات المتحدة وحلفاءها مستعدون لأن يناقشوا مع روسيا، في محادثات جنيف، إمكان وضع الجانبين قيوداً على المناورات العسكرية ونشر الصواريخ في المنطقة.
وقال المسؤول الأميركي، خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف: "هناك بعض المجالات... التي نعتقد أنه يمكن إحراز تقدم فيها"، شرط أن تكون التعهدات "متبادلة".
وأضاف المسؤول الكبير، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "قالت روسيا إنها تشعر بالتهديد من احتمال نشر أنظمة صواريخ هجومية في أوكرانيا... ليست لدى الولايات المتحدة أي نية للقيام بذلك. هذا مجال يمكن أن نتوصل إلى اتفاق بشأنه إذا وافقت روسيا على تقديم التزام متبادل".
وأردف بأن موسكو "أعربت أيضاً عن اهتمامها بمناقشة مستقبل أنظمة صواريخ معينة في أوروبا، وفق مبادئ معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى... ونحن منفتحون على النقاش" في هذا الشأن.
وأكد المسؤول الكبير في البيت الأبيض أن واشنطن مستعدة لمناقشة "إمكان فرض قيود متبادلة على حجم ونطاق" التدريبات العسكرية التي تجريها روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.