قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الأحد، في تقرير موسع لها عن الأحداث في الأردن، إنه وفق معلومات وصلت إليها من مصادر أردنية رفيعة المستوى، فإن "السعودية ودولة خليجية أخرى، لم تسمّها، كانتا متورطتين في الأحداث التي شهدها الأردن يوم أمس السبت، وإنهما تقفان وراء كواليس محاولة الانقلاب المزعومة".
وأشارت المصادر الأردنية للصحيفة العبرية إلى الزيارة الأخيرة المفاجئة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للسعودية الشهر الماضي، والتي لم تصدر أي تفاصيل عنها ولا عن أهدافها، حيث أجرى العاهل الأردني محادثات مع وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، موضحة أن الطرفين امتنعا حينها عن الإدلاء بتفاصيل عما دار في هذه المحادثات، وفق ما أفادت الصحيفة.
وبحسب الصحيفة، فقد قدّرت المصادر الأردنية أن يكون "وليّ العهد السعودي وأحد قادة إحدى دول الخليج، على ما يبدو وليّ عهد إمارة أبوظبي محمد بن زايد، على علم بمحاولة الانقلاب في الأردن".
ووفقاً لتحليل نشرته الصحافية الإسرائيلية سمدار بيري، كان العاهل الأردني قد أوضح للجميع، بمن فيهم إسرائيل والموساد، أنه "لا يثق بأحد"، وأنه "سعى باستمرار إلى تأكيد استقرار حكمه في المملكة".
وقالت إنه "يتضح اليوم، بما لا يدع مجالاً للشك، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان يعرف الكثير عمّا كان يشغل بال العاهل الأردني في الأسابيع الأخيرة".
ووفق بيري، فإن "أحد أسباب منع العاهل الأردني الطائرة، التي كان من المفترض أن تقل نتنياهو إلى الإمارات، من المرور في الأجواء الأردنية، كان أيضاً من أجل الانتقام من حاكم أبوظبي محمد بن زايد، الذي تعاون مع من حاولوا الانقلاب على الملك عبد الله".
وقالت الصحافية الإسرائيلية، التي لا تحظى بالضرورة بصدقية في تقاريرها، إن "عمّان تشك في أن نتنياهو كان سيكون مسروراً جداً من التخلص من الملك عبد الله، آخر الملوك، وأن يحل مكانه حاكم أردني آخر. وليس بالضرورة أن يكون هذا من العائلة المالكة، بل قد يكون ضابطاً رفيع المستوى كما يتمنى نتنياهو"، وفق ما تقول بيري.
وأضافت: "ويشك القصر الأردني في أن نتنياهو لم يكلف نفسه عناء الاحتفاظ بأولوياته، بل شارك بها أصدقاءه الجدد في الخليج".
وتحدثت صحيفة "واشنطن بوست"، أمس السبت، عن وضع ولي العهد الأردني السابق الأمير حمزة بن الحسين في الإقامة الجبرية واعتقال رئيس سابق للديوان الملكي ومسؤولين آخرين، إثر "مؤامرة معقدة لإطاحة الملك عبد الله الثاني".
واكتفت وكالة الأنباء الأردنيّة الرسميّة (بترا) بإيراد اسم الشريف حسن بن زيد ورئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله، نافية اعتقال الأمير حمزة.
وأعلنت السلطات السعودية في أول تعليق على ما يجري في الأردن "وقوفها إلى جانب الأردن"، معربة عن "تأييدها قرارات الملك عبد الله الثاني بالحفاظ على أمن بلاده"، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس".
غانتس: اعتقال حمزة شأن داخلي
إلى ذلك، اعتبر وزير الأمن في حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجنرال بني غانتس، اليوم الأحد، أن اعتقال الأمير الأردني حمزة بن الحسين "شأن داخلي".
وقال غانتس، خلال مشاركة له في احتفالات الطوائف اليهودية الشرقية، إن "وجود أردن قوي ومزدهر هو في نهاية المطاف مصلحة أمنية وسياسية واقتصادية لإسرائيل".
وأضاف أن "الأردن هي دولة سلام، وجارة ذات أهمية استراتيجية استثنائية. هي العمق الاستراتيجي لنا، وعلينا بكل شكل الحفاظ على هذا التحالف القائم منذ أكثر من 30 عاماً".
وذكر موقع "هآرتس" أن الأردن يواجه تحديات كثيرة في مجال كورونا، وعلى إسرائيل أن تساعده اقتصادياً وصحياً.
وجاءت تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي في الوقت الذي لم يصدر فيه أي تعليق من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أو، وزير الخارجية غابي أشكنازي، على أحداث الأردن.
في المقابل، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، عن مصدر رفيع المستوى في المخابرات الأردنية، أن دولاً صديقة حذّرت من محاولة أطراف أردنية المس بأمن المملكة واستقرار العائلة المالكة.
وكشفت أن "تحقيقاً استخباراتياً تم إجراؤه، أظهر نتائج خطيرة ومقلقة بشأن مؤامرة تمت حياكتها للانقلاب على الحكم في الأردن من قبل جهات في العائلة المالكة، تم تفعيلها ودعمها من عناصر وأطراف خارجية"، مشيراً إلى "استمرار عمليات الاعتقال حتى القبض على آخر المتآمرين".
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن المصدر الأردني قوله إن "المعلومات عن الاعتقالات والمتآمرين جاءت من وكالة المخابرات الأميركية المركزية (سي آي إيه) والاستخبارات الإسرائيلية".