رميش.. بلدة لبنانية يرفض أهلها مغادرتها رغم اعتداءات الاحتلال

04 أكتوبر 2024
لبنانيون يتجمعون أمام دورية للجيش قرب دير في رميش بعدما غادروا عين إبل، 1 أكتوبر (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرضت بلدة رميش في جنوب لبنان لهجوم إسرائيلي بطائرة مسيرة، ضمن تصعيد أوسع أدى إلى استشهاد 1156 شخصًا ونزوح أكثر من مليون و200 ألف شخص، بينما لم تُخلى البلدة.
- يصر سكان رميش، البالغ عددهم نحو 4 آلاف، على البقاء بمساعدة الجيش اللبناني وقوات اليونيفل، مؤكدين أن الإيمان يدفعهم للصمود رغم التهديدات.
- تواجه البلدة تحديات في تأمين الاحتياجات والزراعة، وتستضيف نازحين من القرى المجاورة، معتمدين على التعاون والإيمان لمواجهة الصعوبات.

للمرة الأولى منذ بدء التصعيد الإسرائيلي على لبنان، تعرضت بلدة رميش الحدودية بقضاء بنت جبيل في محافظة النبطية (جنوب) التي يقطنها سكان مسيحيون، لاستهداف بمسيرة طاولت أحد المنازل. وقبل أيام نشر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان أكثر من 40 بلدة حدودية جنوبي لبنان، مهدداً أي شخص يكون بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية بالقصف، ولم تكن رميش ضمنها.

ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء الحرب على جبهة لبنان قبل نحو عام، ما أدى حتى نهاية يوم الخميس إلى استشهاد 1156 وجرح 3191 آخرين، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، ونزوح أكثر من مليون و200 ألف، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.

رفض النزوح

وقال كاهن رعية رميش الخوري طوني إلياس، للأناضول، إن "نحو 4 آلاف مقيم من أصل نحو 10 آلاف ما يزالون يقيمون في بلدة رميش الحدودية من العائلات وكبار السن"، لافتاً إلى أن "فئة الشباب هي الأكثر الآن". وأضاف أن سكان البلدة "يحصلون على الاحتياجات الأساسية بمؤازرة الجيش اللبناني واليونيفل (قوات حفظ السلام الأممية في لبنان) الذين يواكبون شاحنات نقل المواد الغذائية أو المازوت إلى البلدة، كما يتابعون احتياجات الأهالي خاصة الأدوية والطحين والمازوت من أجل التدفئة بالشتاء".
وتابع الياس قائلًا: "سنبقى في البلدة وضمانتنا هي الإيمان الذي يهز الجبال، وهذا ما جعلنا نصمد منذ عام لليوم (بدء المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، ونحن نقيم الصلوات بشكل دائم". وحول سبب بقاء رميش خارج لائحة القرى المنذرة من قبل الجانب الإسرائيلي يقول الياس، إن "رميش ليست الوحيدة التي لم تهدد لكن كونها البلدة الأكبر وكون أهلها لم يغادروها فالضوء ألقي عليها أكثر".

وأوضح إلياس، أنه "رغم وجود مقاتلين (من حزب الله) على حدود البلدة، إلا أنها لم تتعرض للقصف بسبب عدم إطلاق الحزب صواريخ من داخلها، فقد سعى الأهالي دوماً إلى تحييد أنفسهم عن الصراع، كما أنهم يرفضون كل الاتهامات بحقهم، إنما هم يحبون أرضهم ويريدون الحفاظ عليها".

"خلية نحل"

من جهته، قال الشاب طارق غناطيوس، من رميش: "إننا نعمل كخلية نحل، وقسّمنا عملنا لتأمين احتياجات أهلنا، فالبعض يعمل على تأمين شاحنات المواد الأولية من بيروت بمساعدة الجيش، والبعض الآخر يهتم بالأطفال للتخفيف من خوفهم". وتابع غناطيوس: "من أول الحرب تعرضت حدود البلدة للضرر وكذلك بعض المنازل الحدودية، ونحن نعاني كثيراً الرصاص الطائش".

في السياق، لفت إلياس أنهم "يتواصلون مع السفير البابوي والفاتيكان، وصرختنا أننا شعب يريد العيش بسلام، وأننا ضد الحرب وندعو للحوار، ونأسف لتدمير القرى من حولنا ونزوح العائلات". وأشار إلى أن السفير البابوي "طمأنهم للبقاء في منازلهم"، مشيراً إلى أن "هذه أيضاً ضمانة كبيرة".

أما في ما يخص الاجتياح الإسرائيلي البري لجنوب لبنان الذي بدأ منذ فجر الأربعاء وفق سكان محليين، فقال: "نسمع صوت الدبابات وتبادل الرصاص والمدفعية والقذائف، نحن نبتعد نحو 500 متر عن نطاق الاشتباك"، مؤكداً أنه "لو اقتربوا برياً فنحن باقون في البلدة".

ضرر في الزراعة في بلدة رميا

من جهة أخرى، ذكر غناطيوس، أن رميش "مشهورة بزراعة التبغ، لكن حوالي 30% فقط من السكان استطاعوا الزرع هذه السنة، إذ لم يستطع المزارعون من دخول أراضيهم للزراعة كما لم يتم تسليم التبغ للمعامل"، لافتاً إلى أنها "خسارة كبيرة".

كما أفاد أن البلدة "تؤوي نازحين من بلدة يارون و(قرية) عين إبل و(قرية) قوزح، سكنوا في دير الرهبان ومنازلنا فتحت لهم وكنائسنا، فهم ليسوا نازحين إنما إخواننا، وإيماننا بالله وأرضنا يجعلنا صامدين على أرض أجدادنا ولن نخرج منها".

(الأناضول)

المساهمون