ذكرت صحيفة "الوطن" المقرّبة من النظام السوري أنّ عم رئيس النظام رفعت الأسد وصل، ظهر أمس الخميس، إلى دمشق، بعد أن أمضى أكثر من 30 عاماً في أوروبا، وذلك هرباً من قرار السجن الذي صدر بحقه أخيراً في فرنسا، في قضية أصول جُمعت بالاحتيال تقدر قيمتها بتسعين مليون يورو، بين شقق وقصور ومزارع للخيول، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس".
وذكرت الصحيفة أنّ قدوم رفعت إلى سورية جاء منعاً لسجنه في فرنسا بعد صدور حكم قضائي وبعد مصادرة ممتلكاته وأمواله في إسبانيا أيضاً، لافتة إلى أنّ بشار الأسد ترفّع عن كل ما فعله رفعت في السابق، وسمح له بالعودة إلى سورية مثله مثل أي مواطن سوري آخر، على ألا يكون له أي دور سياسي أو اجتماعي.
وكانت صحيفة "رأي اليوم" قد ذكرت في وقت سابق، اليوم الجمعة، أنّ رفعت الأسد وصل إلى دمشق قادماً من إسبانيا. وهذه أول مرة يدخل فيها رفعت الأسد الأراضي السورية منذ أن غادرها عام 1984 برفقة 200 من أنصاره، واستقر في سويسرا ومن ثم فرنسا.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ أقارب لرفعت الأسد قالوا لها إنّ هذه العودة جاءت بعد اتصالات مكثفة مع النظام السوري الذي سمح له بالدخول مراعاة لظروفه الصحية، ورغبة في طي صفحة الخلاف والتسامح، لافتة إلى أنه كان يردد دائماً في مجالسه الخاصة أنه يريد أن يقضي ما تبقى من عمره في سورية، وأوصى أولاده أن يدفن فيها بعد وفاته، بحسب المصدر.
ويلاحق رفعت الأسد (84 سنة) بتهم غسل أموال في إطار عصابة منظمة واختلاس أموال عامة سورية وتهرب ضريبي، وكذلك بسبب تشغيل عاملات منازل بشكل غير قانوني.
وخلال التحقيق الذي فتح في 2014 بعد شكوى من منظمتي "الشفافية" الدولية و"شيربا"، صادرت المحاكم قصرين له وعشرات الشقق في باريس وعقاراً يضم قصراً ومزرعة خيول في فال دواز ومكاتب في ليون، تضاف إليها 8,4 ملايين يورو مقابل ممتلكات مبيعة.
كما تم تجميد عقار في لندن بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني، وكل هذه الأصول مملوكة لرفعت الأسد وأقاربه عبر شركات في بنما وليختنشتاين ولوكسمبورغ.
وكان رفعت الأسد القائد السابق لقوات النخبة في الأمن الداخلي، "سرايا الدفاع"، ومن أعمدة نظام دمشق، وشارك في العام 1982 بقمع تمرد في مدينة حماة نتجت عنه مجزرة.
وبعد محاولة انقلاب على أخيه حافظ، غادر سورية في 1984 يرافقه 200 شخص، واستقر في سويسرا ثم في فرنسا، وقدّم نفسه من هناك معارضاً لابن أخيه بشار الأسد.