رسالة مصرية إلى البرهان لحثه على الانخراط في مفاوضات إنهاء النزاع في السودان

23 اغسطس 2024
عباس كامل خلال لقائه البرهان في السودان (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **زيارة رئيس المخابرات المصرية للسودان**: اللواء عباس كامل زار السودان للقاء قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بهدف دفع المفاوضات لحل الأزمة السودانية ووقف الاقتتال الداخلي. حمل رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحث البرهان على المضي في المفاوضات.

- **إلغاء اللقاءات والمفاوضات الدولية**: أعلن المبعوث الأميركي للسودان توم بيريللو عن إلغاء لقاء مع وفد الحكومة السودانية في مصر بسبب "خرق البروتوكولات". رفضت الحكومة السودانية المشاركة في محادثات دعت إليها الولايات المتحدة في سويسرا.

- **توفير ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية**: وافق الجيش وقوات الدعم السريع في السودان على توفير ممرين آمنين للمساعدات الإنسانية للتخفيف من تداعيات الحرب المستمرة منذ عام ونصف.

ركزت الزيارة "المفاجئة" التي قام بها رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل إلى السودان، والتقى خلالها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، على محاولات دفع التوصل إلى حل للازمة السودانية ووضع حد لنزيف الدم السوداني في الاقتتال الداخلي بين الجيش وقوات الدعم السريع

وبحسب معلومات توفرت لـ"العربي الجديد"، فإن رئيس المخابرات المصرية حمل رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحث البرهان والمؤسسة العسكرية السودانية على المضي في المفاوضات، بعد ما تعثر الاجتماع الذي كان مقرراً في القاهرة مؤخراً.

ويرفض الجيش السوداني بقيادة البرهان وجود دور لدولة الإمارات العربية المتحدة في مفاوضات حل النزاع، بدعوى دعمها وتمويلها قوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، بينما يرفض زعيم قوات الدعم السريع مشاركة مصر ضمن آلية مقترحة من جانب مجلس السيادة لحل النزاع، تتضمن مشاركة القاهرة مع دول جوار أخرى في مراقبة تنفيذ اتفاق جدة.

وكان المبعوث الأميركي للسودان توم بيريللو أعلن بشكل مفاجئ عن إلغاء اللقاء الذي كان من المقرر عقده مع وفد الحكومة السودانية في مصر يوم الأربعاء الماضي، بسبب ما أسماه "خرق الوفد للبروتوكولات"، لكن بيان صادر عن الحكومة السودانية قال إن عدم عقد الاجتماع "جاء لظروف تتعلق بوفد الولايات المتحدة الأميركية".

وكانت الحكومة السودانية قد رفضت المشاركة في المحادثات التي دعت إليها الولايات المتحدة، في سويسرا يوم 14 أغسطس/آب الجاري، لطرفي الحرب في السودان بحضور ممثلين من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والسعودية والإمارات، في حين شارك في الاجتماعات ممثلون عن "الدعم السريع"، غير أن مجلس السيادة السوداني أعلن لاحقاً تجاوبه مع اتصالات أجراها الوسطاء الدوليون، وقرر إرسال وفد حكومي إلى القاهرة للقاء وفد من الإدارة الأميركية "لمناقشة رؤية الحكومة في إنفاذ اتفاق جدة"، وذلك بعد اتصالات المبعوث الأميركي إلى السودان والحكومة المصرية، حسب إفادة من مجلس السيادة السوداني.

وذكر بيان لمجلس السيادة السوداني، اليوم الجمعة، أن البرهان التقى رئيس المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل، بحضور الفريق أول محمد إبراهيم مفضل مدير جهاز المخابرات العامة السوداني. وبحسب البيان، فقد "ثمن رئيس مجلس السيادة خلال اللقاء دور مصر الرائد في دعم ومساندة أشقائها في السودان، في إطار العلاقات الثنائية التاريخية والأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، معرباً عن عميق تقديره وشكره لمصر حكومة وشعباً تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي". 

وقد تناول اللقاء "العلاقات السودانية المصرية والتحديات التي تواجه البلدين الشقيقين". وحسب البيان السوداني، فقد أكد رئيس المخابرات المصرية "حرص بلاده على أمن واستقرار السودان، وتمنى أن تُطوى صفحة الحرب سريعاً لوقف معاناة المواطن السوداني".

الموافقة على توفير ممرين آمنين للمساعدات

في السياق ذاته، وافق الجيش وقوات الدعم السريع في السودان على توفير ممرين آمنين للمساعدات الانسانية للتخفيف من تداعيات الحرب الدائرة بينهما منذ نحو عام ونصف عام، وذلك في بيان ختامي صدر الجمعة بعد مباحثات في سويسرا. وأكدت دول الوساطة في البيان أنها استحصلت "على ضمانات من طرفي النزاع لتوفير نفاذ آمن ومن دون عراقيل عبر شريانين رئيسيين، هما الحدود الغربية عبر معبر أدري في (إقليم) دارفور، وطريق الدبة التي تتيح الوصول الى الشمال والغرب من بورتسودان". وشددت الدول على أن "الغذاء والجوع لا يمكن استخدامهما سلاحاً في الحرب"، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".

واندلعت المعارك في السودان منتصف إبريل/ نيسان من عام 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي. واتسع نطاق الحرب لتطاول مناطق واسعة من البلاد، وتتسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

المساهمون