شيعت الجزائر،، أمس الأحد، مصطفى بلمهدي، الذي يعد أحد مؤسسي تيار الإخوان المسلمين في البلاد.
وقبل رحيله، اضطر بلمهدي إلى ترك العمل السياسي بعد تخليه عن رئاسة "حركة البناء الوطني"، التي أسسها مع مجموعة من القيادات التي انشقت منذ عام 2008 عن الحركة الأم، "مجتمع السلم"، بعد خلافات سياسية ظهرت بعد وفاة مؤسسها محفوظ نحناح في يونيو/حزيران 2003.
ويعد بلمهدي أحد القيادات التاريخية المؤسسة لتيار الإخوان المسلمين في الجزائر منذ منتصف السبعينيات، وعارض، رفقة عدد من قيادات التيار أبرزهم محمد بوسليماني ونحناح وبوجمعة عياد، الميثاق الوطني والتوجهات الاشتراكية للرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، ما دفع الأخير إلى اعتقالهم وزجهم في السجون إلى غاية صدور عفو رئاسي عنهم من قبل الرئيس الشاذلي بن جديد.
وبعد التعددية السياسية، شارك بلمهدي رفقة رفاقه في النضال، في تأسيس "جمعية الإرشاد والإصلاح" كإطار لتنظيم الإخوان في الجزائر، قبل أن تليها خطوة تأسيس حزب سياسي باسم "حركة المجتمع الإسلامي" (حماس) عام 1990. وتحولت لاحقاً إلى "حركة مجتمع السلم" التي كان أحد قيادييها، وعين لاحقاً عضواً في مجلس الأمة، وفي عام 2008، وقعت خلافات داخل الحركة اضطرته الى الانسحاب وتأسيس "حركة البناء الوطني".
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال نجله حذيفة بلمهدي، "شاء القدر أن يتوفى في يوم مولده (السابع من مايو/أيار)".
وأضاف أن والده "نشأ يتيماً منذ أن كان عمره 18 شهراً، وتحمل مسؤولية رعاية العائلة بعدما استشهد شقيقه خلال الاستعمار وكان عمره 14 عاماً، وتعلم بشكل عصامي إلى أن وصل إلى الجامعة".
أما رئيس قسم التربية في "حركة مجتمع السلم" عابد عبد الرحمن، فقال لـ"العربي الجديد" إن "المرحوم كان يطوف في الولايات لزيارة القواعد وتقديم النصيحة، الآن التحق برفيقيه المؤسسين الشيخ محفوظ نحناح والشيخ محمد بوسليماني (اغتيل في التسعينيات)".
وحضر الجنازة، أمس الأحد، رئيس "جبهة العدالة والتنمية" عبد الله جاب الله، ورئيس "حركة مجتمع السلم" عبد الرزاق مقري، ورئيس "حركة البناء الوطني" عبد القادر بن قرينة، والأمين العام لـ"جبهة التحرير الوطني" أبو الفضل بعجي.
وقال القيادي في "حركة البناء الوطني" أحمد الدان إن "بلمهدي شيخ وداعية وسطي، عرف بنضاله وجهوده في تأسيس العمل الإسلامي في الجزائر".