بدأ المبعوث الأميركي إلى سورية جويل رايبرن، اليوم الاثنين، جولة شرق أوسطية تقوده إلى الإمارات العربية المتحدة والأردن، قبيل أيام من التئام جولة خامسة من مباحثات "اللجنة الدستورية" السورية، التي تضم ممثلين عن النظام والمعارضة والمجتمع المدني من الطرفين، ومنوط بها وضع دستور جديد للبلاد.
وذكرت السفارة الأميركية في دمشق، على معرفاتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الجولة تستمر حتى السابع من الشهر الجاري، وتهدف إلى "اجراء مناقشات مع مسؤولين حكوميين ومع المجتمع المدني، وشركاء تنفيذيين أميركيين بشأن الوضع في سورية".
وأشارت إلى أن المبعوث الخاص رايبرن "يؤكد خلال اجتماعاته على أهمية جهودنا الجماعية للتوصل إلى حل دائم وسلمي وسياسي للصراع السوري، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254"، وفق السفارة.
يؤكد المبعوث الخاص رايبرن خلال اجتماعاته على أهمية جهودنا الجماعية للتوصل إلى حل دائم وسلمي وسياسي للصراع السوري بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254. للمزيد عن الجولة: https://t.co/JgohuUxDnE
— U.S. Embassy Syria (@USEmbassySyria) January 3, 2021
ويرى الباحث السياسي رضوان زيادة أن المبعوث الأميركي إلى سورية "مشغول جداً بتطبيق"قانون قيصر"، ويشعر أن انتهاكات هذا القانون تأتي من أقرب حلفاء واشنطن، أي الإمارات العربية المتحدة والأردن"، مضيفاً في حديث مع "العربي الجديد": "ربما يريد (رايبرن) تأسيس قواعد تمنع حدوث ذلك بهدوء وبحوار ثنائي".
المبعوث الأميركي إلى سورية مشغول جداً بتطبيق قانون قيصر، ويشعر أن انتهاكات هذا القانون تأتي من أقرب حلفاء واشنطن
وكانت صدرت أواخر العام الفائت الحزمة السادسة من قانون العقوبات الأميركي على النظام السوري، والمعروف بـ"قيصر"، والذي فُعّل منتصف العام الفائت.
وشملت الحزمة الجديدة 18 فرداً وكياناً من الداعمين للنظام السوري، في مقدمتهم أسماء الأخرس زوجة رئيس النظام بشار الأسد وعدد من أفراد عائلتها، كما شملت العقوبات لينا محمد نذير الكناية (مسؤولة في مكتب رئاسة الجمهورية) وزوجها محمد همام مسوتي، لكونهما يديران أنشطة تجارية لصالح أسماء الأخرس وبشار الأسد. وطاولت العقوبات كذلك اللواء كفاح ملحم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السورية، إلى جانب عدد من الشركات الاقتصادية الهامة التي يستخدمها النظام في تعاملاته المالية للاحتيال على العقوبات الغربية.
من جانبه، أشار سليمان القرفان، عضو اللجنة الدستورية السورية، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن زيارة المبعوث الأميركي إلى أبوظبي وعمّان "خاصة بترتيبات للأوضاع في الجنوب السوري، خاصة مع إخلال الجانب الروسي بتعهداته بمنع التوغل الإيراني هناك".
وبيّن أن "هناك لقاءات مع قادة في الجيش السوري الحر في الأردن، لإقناعهم بالعودة والتكاتف مع أحمد العودة، قائد اللواء الثامن في الفيلق الخامس (تابع للروس)، للوقوف بوجه المشروع الإيراني وإبعاد المليشيات الموالية عن محافظات الجنوب (درعا، القنيطرة، السويداء)"، وفق القرفان.
وتحتفظ أبوظبي بعلاقات تُوصف بـ"المتميزة" مع عدد من قادة الجيش السوري الحر السابقين في الجنوب السوري، منهم أبو أسامة الجولاني المقيم حالياً في الإمارات.
وفي السياق، تأتي جولة المبعوث الأميركي في المنطقة قبيل انعقاد الجولة الخامسة من مباحثات "اللجنة الدستورية" السورية، والمقررة ما بين 25 و29 يناير/ كانون الثاني الجاري في مدينة جنيف السويسرية.
وكان رئيس وفد المعارضة السورية في اللجنة هادي البحرة صرّح في ختام الجولة الرابعة، التي عقدت أواخر العام الفائت، أن الجولة الخامسة "ستكون اختبارًا حقيقيًا من حيث نوايا الأطراف للبدء بصياغة المبادئ الأساسية لمسودة الدستور".
وتتألّف اللجنة الدستورية، وهي نتاج مؤتمر سوتشي أو ما سمي بـ"مؤتمر الحوار الوطني السوري" الذي عقد مطلع 2018، من 150 عضواً، ثلثهم من المعارضة التي تمثلها الهيئة العليا للتفاوض، وثلث آخر من النظام السوري، والثلث الأخير من المجتمع المدني السوري.
ورغم التئام 4 جولات من مباحثات هذه اللجنة، فإنها لم تخرج بأي نتيجة بسبب إصرار وفد النظام على إغراق الأعمال بالتفاصيل لشراء الوقت، وصولا إلى منتصف العام الجاري، حيث من المقرر أن يجري النظام انتخابات رئاسية وفق دستور عام 2012 الذي لا تعترف به المعارضة السورية.