رافضو نتائج الانتخابات العراقية يفشلون باقتحام المنطقة الخضراء... ومحاولة وساطة جديدة مع الصدر
شهد محيط المنطقة الخضراء الحكومية المحصنة، وسط بغداد، تصعيداً جديداً، بعد ظهر اليوم الجمعة، بعد محاولة أنصار القوى الرافضة لنتائج الانتخابات التي جرت في العاشر من الشهر الماضي دخول المنطقة التي تضم مبنى مفوضية الانتخابات، ومقرات الحكومة والبرلمان ومؤسسات مهمة أخرى، فضلاً عن السفارة الأميركية وعدد من بعثات الدول العربية والأجنبية.
وتمكن أنصار القوى المعترضة على النتائج الذين يعتصمون أمام بوابات المنطقة الخضراء من إسقاط حواجز إسمنتية قرب بوابة الجسر المعلق في محاولة للتقدم إلى داخل المنطقة الحكومية، بحسب مصادر محلية تحدثت لـ"العربي الجديد". غير أن قوات مكافحة الشغب منعتهم من التقدّم.
وأشارت إلى أن عناصر في أمن "الحشد الشعبي" ساهموا في إقناع المتظاهرين بالتوقف عن محاولات التقدم باتجاه المنطقة الخضراء.
ورفع المحتجون لافتات منددة برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس مفوضية الانتخابات جليل عدنان، وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، متهمين هؤلاء بالوقوف وراء عمليات تلاعب بنتائج الانتخابات.
وقالت اللجنة التحضيرية للتظاهرات الرافضة لنتائج الانتخابات في بغداد والمحافظات في بيان، إن "حكومة الكاظمي تصر على تزوير الحقيقة مراراً وتكراراً، تارة بالاشتراك مع جهات خارجية لتزوير الانتخابات، وتارة في تشكيل لجان تتعمد حجب الحقيقة"، متهمة رئيس الحكومة بالعمل على تضييع حقوق المتظاهرين الذين سبق أن قتلوا قرب المنطقة الخضراء.
وبينت أنه لا يمكن السكوت على إجراءات حكومة الكاظمي وإصرار المفوضية على إعلان النتائج النهائية للانتخابات دون الأخذ بنظر الاعتبار الطعون والأدلة التي تؤكد فساد وتزوير الانتخابات، وتجاهل مطالب المتظاهرين، بحسب البيان، الذي أشار إلى أن "الأمل المنعقد على نزاهة وعدالة القضاء العراقي الشجاع بإرجاع الحق إلى أهله وكشف قتلة المعتصمين السلميين كبير لتحقيق العدالة وإنصاف أصحاب الحق".
وأضاف "نرفض رفضاً قاطعاً مخرجات اللجنة التحقيقية في قضية قتل المعتصمين السلميين وحرق خيمهم، فلن تضيع دماؤهم والشمس لا تحجب بغربال".
ويأتي التصعيد الجديد لأنصار القوى الرافضة لنتائج الانتخابات بعد يوم واحد من لقاء جمع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بـ"الإطار التنسيقي"، الذي يضم قوى معترضة على نتائج الانتخابات.
وعلى الرغم من حديث بعض أطراف "الإطار التنسيقي" عن قبول الصدر بتشكيل حكومة توافقية تضم الجميع، إلا أن الصدر أكد بعد خروجه من الاجتماع تمسكه بحكومة الأغلبية الوطنية.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة أن وسطاء يحاولون عقد لقاء جديد بين الصدر والقوى الرافضة لنتائج الانتخابات، موضحة لـ"العربي الجديد"، أن الوسطاء يبذلون جهوداً كبيرة لتقريب وجهات النظر بين المختلفين.
وقال عضو المكتب الاستشاري لزعيم التيار الصدري صادق الحسناوي إن الصدر اجتمع بقوى الإطار التنسيقي من أجل كسر الجمود الذي ساد بعد الانتخابات، مؤكداً في مقابلة متلفزة، أن الصدر على استعداد لاستقبال قادة القوى السياسية في مقرّ إقامته بمنطقة الحنانة في محافظة النجف، جنوبي البلاد.