رئيس مجموعة فاغنر يتحدث عن مقاومة شرسة للقوات الروسية في باخموت

11 فبراير 2023
دبابة أوكرانية في بلدة سيفرسك بباخموت قرب الخطوط الروسية (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -

أعلن رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين، في مقابلة نادرة نُشرت أمس الجمعة، أن القوات الروسية يجب أن تسيطر على مدينة باخموت الاستراتيجية للمضيّ قدماً في حملتها، لكنها تواجه مقاومة شرسة من المدافعين الأوكرانيين، بحسب رويترز.

وأضاف في مقابلة، أجراها معه مراسل عسكري روسي، أن على روسيا أن تضع أهدافاً واضحة في حملتها المستمرة منذ ما يقرب من عام، ويتمثل ذلك بترسيخ وجودها بقوة في شرق أوكرانيا، أو المضيّ قدماً للاستيلاء على المزيد من الأراضي.

وقال بريغوجين: "هناك حاجة (للسيطرة على) باخموت حتى تتمكن قواتنا من العمل بشكل مريح". ولعبت قوات فاغنر دوراً كبيراً، ولا سيما الشهر الماضي، في السيطرة على بلدة سوليدار الواقعة خارج باخموت، التي شهدت شهوراً من القتال والقصف.

وغزت موسكو أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، بعد ثماني سنوات من ضمّها لشبه جزيرة القرم، واستولى وكلاؤها على مساحات شاسعة من الأراضي في شرق أوكرانيا تطلق عليها "الجمهوريات الشعبية" في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.

مشروع قرار أممي حول أوكرانيا   

وعشية الذكرى السنوية الأولى لغزو روسيا لأوكرانيا، وزع داعمو كييف قراراً مُقترحاً لاعتماده من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضواً، ويشدد مشروع القرار الذي جاء تحت عنوان "المبادئ الكامنة وراء سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا" على ضرورة التوصل إلى سلام يضمن "سيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي أوكرانيا"، بحسب أسوشييتد برس.

وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة، تحدثوا شرط عدم الكشف عن هويتهم، لأن المناقشات خاصة، إن القرار المقترح مقصود من أوكرانيا وداعميها لمحاولة الحصول على أقصى قدر من الدعم عند طرحه للتصويت. ويُشار إلى أن مشروع القرار أوسع وأقل تفصيلاً من خطة السلام المكونة من 10 نقاط التي أعلنها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في قمة مجموعة العشرين في نوفمبر/ تشرين الثاني.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الجمعية العامة، بولينا كوبيك، الجمعة، إن جلسة طارئة للجمعية العامة بشأن أوكرانيا ستبدأ بعد ظهر 22 فبراير/ شباط، ومن المتوقع أن تستمر كلمات الأعضاء حتى يوم 23 فبراير قبل التصويت على القرار المقترح في وقت متأخر من ذلك اليوم.

وكان نائب وزير الخارجية الأوكراني قد قال الشهر الماضي أن زيلينسكي يريد الحضور إلى الأمم المتحدة في الذكرى السنوية، لكن دبلوماسيين قالوا إن التوقعات بشنّ هجوم روسي جديد كبير قد تبقيه في الداخل.

وقال الدبلوماسيون إن مشروع القرار الذي تدعمه أوكرانيا بمناسبة الذكرى السنوية وزع مساء الخميس على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باستثناء روسيا وحليفتها بيلاروسيا، وبدأت المفاوضات بشأن النص بعد ظهر الجمعة.

سلام شامل وعادل  

ويؤكد مشروع القرار الحاجة إلى التوصل إلى "سلام شامل وعادل ودائم" في أوكرانيا "في أقرب وقت ممكن"، تماشياً مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة "يجب أن تمتنع في علاقاتها الدولية عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأية دولة"، ويجب عليها تسوية النزاعات سلمياً.

ويدعو المشروع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى "مضاعفة دعم الجهود الدبلوماسية" لتحقيق السلام بهذه الشروط.

ويكرر القرار المقترح مطلب الجمعية العامة السابق لروسيا "بسحب جميع قواتها العسكرية بشكل فوري وكامل وغير مشروط" من حدود أوكرانيا المعترف بها دولياً، ويؤكد أنه لن تُعتبَر أي أرض حُصِل عليها بالتهديد أو باستخدام القوة، قانونية.

كذلك يطالب المشروع بمعاملة جميع أسرى الحرب والمعتقلين وفقاً لاتفاقيات جنيف، ويدعو إلى "التبادل الكامل" لأسرى الحرب، والإفراج عن المعتقلين بشكل غير قانوني "وعودة جميع المعتقلين والمدنيين الذين تم نقلهم وترحيلهم قسراً، بمن في ذلك الأطفال".

وأصبحت الجمعية العامة أهم هيئة تابعة للأمم المتحدة تتعامل مع أوكرانيا، لأن مجلس الأمن، المكلف الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، مشلول بسبب حق النقض الذي تمتلكه روسيا. وعلى عكس المجلس، لا يوجد حق النقض في الجمعية العامة، ولكن بالرغم من أن قراراته الخمسة السابقة بشأن أوكرانيا مهمة باعتبارها انعكاساً للرأي العالمي، فإنها ليست ملزمة قانوناً.

وسيعقد مجلس الأمن اجتماعاً وزارياً في 24 فبراير، في ذكرى الغزو، وسيكون الدبلوماسيون الروس والأوكرانيون على ذات الطاولة، كما كانوا في عشرات الاجتماعات منذ الغزو، لكن لن تكون هناك نتيجة.

كييف تستبعد إجراء محادثات مع روسيا   

وفي كييف استبعد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولاك، اليوم السبت، إجراء محادثات مع روسيا بشأن الحرب التي تشنها على بلاده، وقال بودولاك في تغريدة إن "المحادثات غير واردة" مع روسيا، بحسب الأناضول.

وكان المستشار الرئاسي قد ترأس سابقاً فريق بلاده التفاوضي في المحادثات التي جرت بين البلدين في المراحل الأولى من الصراع. وأضاف بودولاك: "بخصوص خطاب السلام والمحادثات الدورية، يقول الكرملين إنه لن يغادر الأراضي الأوكرانية، ولن يكون مسؤولاً عن الجرائم".

وأوضح أن هذا "دليل آخر على أن المحادثات غير واردة"، مشيراً إلى أن الخيار الوارد هو "النصر الأوكراني فقط، وإلا فإن الحرب في أوروبا لن تنتهي، وستهيمن روسيا على العالم بشكل إجرامي".

المساهمون