قال رئيس "الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي"، فريد زهران، إنه "لا يمكن الاستمرار في المطالبة بالإفراج عن المحبوسين على ذمة قضايا رأي، والمتهمين بتهم سياسية، بينما الإفراج عن أي سجين يقابله حبس آخرين"، مشدداً على ضرورة "إصدار عفو شامل عن جميع المحكوم عليهم بموجب حالة الطوارئ المُلغاة، طالما لم يثبت تورطهم في أعمال عنف أو تحريض".
وأضاف زهران في بيان، رداً على واقعة القبض على الصحافي كريم أسعد، عضو فريق تحرير منصة "متصدقش"، أنه "يجد نفسه عاجزاً عن الكلام، لأن الأمر أصبح غاية في الصعوبة"، مستطرداً "لا أعرف كيف تدار الأمور؟ بالأمس كنا نحتفل بحرية (الناشط) أحمد دومة، وعدد من المفرج عنهم، واعتبرنا العفو الرئاسي وقرارات إخلاء السبيل خطوة على الطريق الصحيح، وبداية انفراجة سياسية تأخرت كثيراً، على خلفية ظروف اقتصادية صعبة نعيشها، واستحقاقات انتخابية مقبلة".
وتابع زهران: "عدنا خطوات كبيرة إلى الوراء بإلقاء القبض على عضو فريق تحرير (متصدقش)، بعد اقتحام قوة أمنية منزله من مسلحين يرتدون ملابس مدنية، وضرب زوجته، وتهديد طفلهما، وبعثرة محتويات الشقة، ثم اصطحابه إلى مكان غير معلوم حتى الآن".
وتساءل: "هل يمكن في مثل هذه الظروف، وهذه الممارسات، الحديث عن انتخابات رئاسية ومرشحين متنافسين؟ أو يعقل أن نتحدث عن مخرجات حوار وطني وجمهورية جديدة ودولة ديمقراطية؟ نحن طالبنا بالإفراج عن كل المحبوسين احتياطياً الذين تجاوز حبسهم مدة عامين، والتوقف عن تدويرهم (في قضايا أخرى) بعد تجاوز مدة الحبس الاحتياطي. واليوم نجد أسماء جديدة تضاف إلى القائمة (المحبوسين)".
وختم زهران: "إلى متى يستمر الدوران في هذه الحلقة المفرغة التي تستنزف جهودنا؟ وتنال من ثقتنا في إمكانية الخروج من الأزمات التي يعيشها الوطن؟".
يذكر أن فريق تحرير منصة "متصدقش" يتعرض لمطاردات أمنية في مصر، منذ مساء الجمعة، بسبب تغطيتها الخاصة بالطائرة التي ضُبطت في زامبيا أخيراً قادمةً من مصر، وعلى متنها نحو 5.7 ملايين دولار نقداً، و127 كيلوغراماً من سبائك معدنية مطلية بالذهب، وتحققها من ورود أسماء ضباط جيش وشرطة سابقين في القضية.
وفي بيان سابق لها، حمّلت المنصة السلطات الأمنية المصرية مسؤولية سلامة الصحافي المعتقل، وباقي فريق العمل الخاص بها، مطالِبةً بـ"إظهاره، وتمكين محاميه من معرفة مكانه، وظروف احتجازه، والتهمة الموجهة إليه".
وطبقاً لـ"المرصد العربي لحرية الإعلام"، يوجد من الصحافيين والصحافيات خلف القضبان في مصر، بنهاية يوليو/تموز الماضي، 42 صحافياً و5 صحافيات، هن منال عجرمة، وصفاء الكوربيجي، وهالة فهمي، ودينا سمير، وعلياء عواد.
وبلغ عدد الصحافيين المصريين قيد الحبس الاحتياطي 29، و13 صحافياً محبوسون بعد صدور أحكام قضائية ضدهم، من بينهم 11 صحافياً نقابياً، هم أحمد سبيع (صحيفة آفاق عربية)، وبدر محمد بدر (مجلة الدعوة/ آفاق عربية)، وحسين علي أحمد كريم (صحيفة الحرية والعدالة)، وربيع عبد الواحد الشيخ (اليوم السابع)، وصفاء الكوربيجي (مجلة الإذاعة والتلفزيون)، ومصطفى الخطيب (الحرية والعدالة)، وكريم إبراهيم سيد (البوابة نيوز)، ومحمود سعد دياب (الأهرام)، ومنال محمد عجرمة (الإذاعة والتلفزيون)، ومحسن السيد يوسف راضي (مجلة الدعوة)، وبهاء نعمة الله (الجزيرة مباشر).