رئيس حزب جزائري يدعو إلى المصالحة مع مسؤولين "أكرهوا على الفساد" في عهد بوتفليقة

15 فبراير 2021
رئيس حزب "جبهة المستقبل" والمرشح الرئاسي السابق عبد العزيز بلعيد (العربي الجديد)
+ الخط -

دعا رئيس حزب "جبهة المستقبل" والمرشح الرئاسي السابق عبد العزيز بلعيد، والذي كان التقى الرئيس عبد المجيد تبون السبت الماضي، إلى "الذهاب نحو مصالحة مالية واقتصادية لصالح الإطارات (المسؤولين) المسجونة"، ووصفهم "بضحايا النظام الفاسد".

وقال بلعيد، في مؤتمر صحافي عقده اليوم الاثنين، إن "عددا كبيرا من حكام الولايات ورؤساء بلديات وإطارات (مسؤولين) في مختلف الإدارات والمؤسسات الحكومية، أكرهوا على الفساد وكانوا تحت ضغط النظام السابق (نظام عبد العزيز بوتفليقة)، وقاموا بتنفيذ أوامر غير قانونية صادرة من جهات فوقية، ليجدوا أنفسهم تحت طائلة القانون والمحاسبة وفي السجون".

وأكد أن "الكثير من هؤلاء المسؤولين كانت تصل إليهم أوامر بمنح صفقات وقطع أراض أو عقارات لصالح أشخاص أو رجال أعمال، لأن طبيعة عمل النظام السابق كانت بتلك الطريقة، حيث تعتبر الرشوة أمرا طبيعيا، لذلك يجب التفكير في إمكانية مصالحة اقتصادية مع هؤلاء، وفتح نقاش وحوار حول النظام بشكل كامل، حيث إننا كنا جميعا ضحايا لهذا النظام الفاسد". 

وكشف المرشح الرئاسي السابق أن "الرئيس تبون سيوجه خطابا إلى الأمة خلال الأيام القليلة القادمة"، يرتقب يوم الأربعاء، عشية الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني للشهيد ( الموافق 18 فبراير من كل عام )، مضيفا أنه "سيتم حل البرلمان استجابة لمطالب الجميع وكل من كان يطالب بمؤسسات جديدة وحكومة شرعية، والمؤسسات المنتخبة ستتغير في المستقبل القريب، والحلّ في الجزائر ليس في يد الرئيس ولا الحكومة وإنما بيد الشعب"، مشيرا إلى أن "المسؤولية في الانتخابات المقبلة هي مسؤولية شعب، كما لا بد أن تتحمل الطبقة الجامعية مسؤوليتها في الانتخابات المقبلة". 

وأكد بلعيد أنه غير متخوف من مسألة المقاطعة والعزوف الانتخابي، على غرار الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019 والاستفتاء على الدستور الجديد في الأول من تشرين الثاني الماضي، حيث بلغت نسبة التصويت مستوى متدنيا بـ23 في المائة فقط، وقال "أعتقد أن التصويت في الانتخابات المحلية مرتفع مقارنة بالانتخابات الأخرى في كل دول العالم".

وتوقع رئيس جبهة المستقبل (حزب منشق عن جبهة التحرير الوطني) أن تفرز الانتخابات النيابية المقبلة برلمانا من دون أغلبية واضحة لأي حزب، مشددا على "ضرورة أن تكون الانتخابات المقبلة في غاية النزاهة وتحت سلطة هيئة انتخابات تكون منتخبة وليست معينة"، بخلاف ما ينص عليه القانون الانتخابي الجديد الذي سيعلن عنه خلال الأيام المقبلة.

 وتوقع نفس المصدر أن يقدم رئيس الجمهورية على تمرير قانون الانتخابات بأمرية رئاسية بعد حل البرلمان.

واستقبل الرئيس عبد المجيد تبون اليوم، بحسب بيان للرئاسة الجزائرية، أعضاء لجنة صياغة القانون الانتخابي، لمناقشة آخر صياغة توصلت إليها اللجنة قبل إصدار القانون خلال الأيام القليلة المقبلة.

ونفى عبد العزيز بلعيد أن يكون قد تفاوض مع الرئيس أو السلطة عن حصة حزبه في الحكومة، وقال إن "الرئيس يقوم بمشاورات مع الطبقة السياسية، وهذا يدل على وجود تغيير، ولمست في لقائي مع رئيس الجمهورية أنه ملّم بكل ما يحدث في البلاد، والرئيس تبون عبر عن استعداده للتغيير الحقيقي، خاصة مع تفشي البيروقراطية والتهميش وارتفاع البطالة".

 وكشف أنه لم يناقش مع رئيس الجمهورية عرضا حول مناصب في الحكومة، مشيرا إلى أن هناك ضرورات كبيرة لإجراء تغيير وزاري، لافتاً إلى أن "الحكومة الحالية ليس لها سند سياسي، وهناك وزراء تسببوا في فتنة بسبب تصريحاتهم، هؤلاء الوزراء قد يحاسبون على التسيير ولكن لن يحاسبوا سياسيا، أو وفق تقييم شعبوي".

ولفت إلى أن مسألة المشاركة في الحكومة يمكن أن تتم مناقشتها بعد الانتخابات النيابية المقبلة وبعد أن تتضح كل الأمور قائلاً "نحن لا ننخرط إلا في الأمور الواضحة وقد نناقش دخول الحكومة بعد الانتخابات".

وانتقد رئيس "جبهة المستقبل" فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. وقال في هذا السياق، "عشنا سنين طويلة من التعفن السياسي، حيث لم يكن هناك أي حوار في الساحة، ولذلك خرج الشعب للدفاع عن كرامته في 22 فبراير 2019"، مشيرا إلى أن ذلك "خلق أرضية فاسدة لا يمكن بناء دولة قوية على أساسها"،وإلى أن "المرحلة الحالية لا تقتضي تحالفات وإنما توحيد الجميع، بدلا من مرحلة انتقالية لن تجلب الخير للبلاد".