رئيس الوزراء القطري: تسلمنا رداً من حماس في مجمله إيجابي

06 فبراير 2024
قطر تواصل جهودها الحثيثة للتوصل لاتفاق هدنة (العربي الجديد)
+ الخط -

قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الثلاثاء، إن الدوحة تسلمت رداً من حركة حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى وإبرام هدنة في غزة، مشيراً إلى أنه "يتضمن ملاحظات، لكن في مجمله إيجابي".

وأضاف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، في مؤتمر صحافي مشترك في الدوحة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: "نحن متفائلون بعد رد حماس على الاتفاق الإطار"، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية وفرض وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وحذر بن عبد الرحمن من أن وقف دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ستكون له تداعيات كارثية.

وفي رده على أسئلة الصحافيين، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: "نتواصل مع القيادة السياسية لحماس وهي دوماً تعطينا الردود التي تمثل الحركة ككل ونحن لسنا في موقع لبحث الفرقة بينهم"، مضيفاً: "هناك مزيد من التفاوض بشأن الاتفاق ونسعى إلى التوصل لتوافق بأسرع وقت". وشدد على أن دولة قطر ترفض كل هجوم ضد سيادة أي بلد و"نحث على تفادي أي خيارات تصعيدية"، قبل أن يؤكد: "رسالتنا ضبط النفس وتغليب الحكمة ولا نريد اتساع دائرة الحرب وخسارة مزيد من الأرواح".

"هدنة ممتدة"

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنه سيناقش غداً رد حماس مع الحكومة الإسرائيلية، مضيفاً أن أحد أهداف زيارته للمنطقة "بحثُ التفاصيل والتسلسل الزمني لمسار سيعود بالنفع على كل الأطراف".

وقال بلينكن خلال المؤتمر الصحافي إنه "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. لكننا ما زلنا نعتقد أن الاتفاق ممكن وضروري بالفعل، وسنواصل العمل بلا كلل لتحقيقه". وأضاف أن الاتفاق "يوفر احتمالية هدوء ممتد، وخروج الرهائن، والمزيد من المساعدات. من الواضح أن هذا سيكون مفيداً للجميع، وأعتقد أن هذا يوفر أفضل طريق للمضي قدماً".

وفي رد على سؤال حول جولته في المنطقة، قال بلينكن: "ركزنا على إطلاق الرهائن والتوصل لهدنة طويلة الأمد لإيصال المساعدات بشكل أوسع إلى قطاع غزة"، مؤكداً: "عازمون على استخدام أي هدنة لاستئناف مسار السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وتابع: "نكرّس كل جهودنا لأجل التوصل إلى هدنة ممتدة، ونحن ممتنون أن قطر جزء من هذه الجهود"، قبل أن يكرر: "ملتزمون باستخدام أي هدنة لمواصلة البناء على المسار الدبلوماسي للمضي قدما نحو سلام عادل ودائم".

من لقاء رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري مع بلينكن (Getty)
من لقاء رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري مع بلينكن (Getty)

بالتزامن مع المؤتمر الصحافي، أعلنت حركة حماس أنها قامت بتسليم ردها حول اتفاق الإطار لقطر ومصر، وذلك بعد إنجاز التشاور القيادي في الحركة، ومع فصائل المقاومة.

وأشارت في بيان إلى أنها تعاملت مع المقترح "بروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى". وأضافت: "نثمن دور الأشقاء في مصر وقطر وكافة الدول التي تسعى إلى وقف العدوان الغاشم على شعبنا".

من جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن هناك "بعض التحرك" إزاء اتفاق لتأمين إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في غزة، واصفاً رد حماس بأنه "مبالغ فيه".

إلى ذلك، قال القيادي في حركة حماس، غازي حمد، لوكالة "رويترز" إن الحركة لديها "توجه للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية".

وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو "يحاول إيهام الجميع أنه حقق أو سيحقق نصرا للحفاظ على ائتلافه الحكومي"، موضحاً: "الكثير من القضايا في اتفاق الإطار لم تكن واضحة وغامضة ولذلك استغرقنا وقتا للرد عليها".

وفي وقت لاحق، أعلن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) أنه تلقّى رد حركة حماس بشأن الصفقة من الوسيط القطري.

 وجاء في تعليق "الموساد": "تم استلام رد حماس من قبل الوسيط القطري، وتتم دراسة تفاصيله بشكل معمق من قبل كافة الأطراف المشاركة في المفاوضات".

ونقل موقع "والاه" العبري، عن مصدر مطلع على التفاصيل لم يسمه، أن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري تحدث في وقت سابق مساء اليوم، مع رئيس "الموساد" دافيد برنيع، وبعد ذلك نقل له الوثيقة مع رد حماس.

وبحسب المصدر ذاته فإن الوثيقة "مفصّلة جداً"، وتتطرق إلى كل واحد من بنود الاتفاق الإطار الذي تمت صياغته في قمة باريس.

كما ذكر بيان لمكتب نتنياهو: "رد حماس نقله الوسيط القطري إلى الموساد. والمسؤولون المشاركون في المفاوضات يعكفون على تقييم تفاصيله بدقة".

وقبل الإعلان عن تسليم حماس ردها على الاتفاق الإطار، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مكتبه بقصر لوسيل، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يزور المنطقة للمرة الخامسة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بهدف تهيئة المشهد للمرحلة المقبلة التي تلي صفقة تعليق الحرب.

وجرى خلال اللقاء، وفق ما أورده الديوان الأميري القطري، "استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وآفاق تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية، خاصة تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة".

المساهمون