حذر رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، ليلة الأحد، "جبهة البوليساريو" من مغبة الإقدام على محاولة استفزاز المغرب مرة أخرى، مؤكداً أن بلاده "تحلت بدرجة عالية من الصبر"، وذلك على خلفية التصعيد القائم منذ تمكن القوات المسلحة الملكية، الجمعة الماضي، من إنهاء إغلاق محسوبين على الجبهة لمعبر الكركرات الحدودي بين المغرب وموريتانيا.
ووجه رئيس الحكومة، خلال مهرجان خطابي نظمته الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية (قائد الائتلاف الحكومي الحالي) على منصات التواصل الاجتماعي الرسمية للحزب حول عملية تأمين معبر الكركرات، رسالة إنذار مباشرة إلى "البوليساريو" من مغبة ما سماه الإقدام على محاولة استفزاز المغرب مرة أخرى، على غرار ما قامت به في معبر الكركرات.
وقال: "القوات المسلحة الملكية لكم بالمرصاد، كلما سوّلت لكم أنفسكم تجاوز الحدود، وإن عدتم عدنا"، لافتاً إلى أن "المغرب تحلى بدرجة عالية من الصبر، ونبه الأمم المتحدة إلى الخروقات التي ترتكبها مليشيات الجبهة الانفصالية، ولكنهم تمادوا في طغيانهم وتجاوزوا كل الحدود، فكان لا بد من التدخل لردعهم".
وأبرز العثماني، في كلمته، أن "المغرب يريد الحل السياسي ولا إشكال لديه في التفاوض والحوار، ولكن لا يمكن أن يقبل بالتجاوزات والاعتداء على أراضيه، وإلا فإن رده سيكون مزلزلاً"، معتبراً أن تدخل القوات المسلحة الملكية لإعادة فتح معبر الكركرات، وإقامة حزام لتأمين الحركة التجارية، "يُعدّ تحولاً استراتيجياً سيكون ذا أثر إيجابي كبير مستقبلاً، لأن الطريق لن تقطع مرة أخرى"، وهو أمر إيجابي للسكان ولحركة التجارة والاقتصاد وللعلاقات بين المغرب والدول الأفريقية، وخاصة موريتانيا.
من جهة أخرى، نفى رئيس الحكومة المغربي وقوع أي جريح أو قتيل خلال العملية التي نفذتها القوات المسلحة المغربية في المنطقة العازلة بالكركرات، وكذا وقوع أي هجوم عسكري على تمركزات الجيش المغربي بالمنطقة، منبهاً إلى أن ادعاء "البوليساريو" مُراسَلة بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء "مينورسو" لأجل مغادرة المنطقة هي مجرد أكاذيب، "فهم أجبن من أن يفعلوا ذلك"، على حد تعبيره.
اعتبر العثماني أن الهزائم المتتالية التي مُنيت بها الجبهة الانفصالية، داخلياً وخارجياً، جعلت أعضاءها "يتحولون إلى قطاع طرق"
إلى ذلك، اعتبر العثماني أن "الهزائم المتتالية التي مُنيت بها الجبهة الانفصالية، داخلياً وخارجياً، ووازتها في المقابل الانتصارات ذات البعد الدبلوماسي والاقتصادي والتنموي التي حققها المغرب؛ جعلت أعضاءها "يتحولون إلى قطاع طرق"، معتبراً أن فتح عدد من الدول قنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة "شكل ضربة قاسية لأطروحة الانفصاليين كلها، لأنهم كانوا يتوهمون أنه لا توجد دولة تعترف بمغربية الصحراء، ليأتي فتح هذه القنصليات ليُشكل اعترافاً بمغربية الصحراء، ولينهي أطروحة الانفصال فيها".
وفي وقت سابق من الأحد، أعلن الجيش المغربي تدمير آلية لحمل الأسلحة شرق الجدار الأمني في منطقة المحبس، رداً على ما قال إنه استفزازات لقوات جبهة "البوليساريو".
وكشفت المصادر العسكرية، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، أن تدمير الآلية جاء بعد رصد استفزازات عدة للجبهة، عبر إطلاق النيران من دون إحداث أية أضرار بشرية أو مادية في صفوف القوات المسلحة الملكية.
وأوضحت المصادر ذاتها أنه تنفيذاً لتعليمات عدم التساهل مع أي استفزاز من هذا النوع، فقد ردت عناصر القوات المسلحة الملكية بشكل حازم على هذه الاستفزازات، ما خلف تدمير آلية لحمل الأسلحة شرق الجدار الأمني في منطقة المحبس.
وكان المغرب قد أطلق، في الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضي، عملية وصفها بغير العدائية لطرد موالين لـ"البوليساريو" من منطقة الكركرات، عبر إقامة حزام أمني لتأمين تدفق السلع والأفراد، في حين اعتبرتها الجبهة "نهاية" لاتفاق وقف إطلاق النار و"بداية" للحرب.