وعد رئيس الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى، بإجراء إصلاحات في إدارة الشمال السوري، وذلك بعد أيام من هجوم "هيئة تحرير الشام" على مدينة عفرين بريف حلب شمالي البلاد.
وأكد مصطفى، في كلمة مصورة بثتها الحكومة المؤقتة على موقعها الإلكتروني، الجمعة، أنّ لدى حكومته "خطة إصلاح إداري وعسكري شاملة، قادرة على تحسين الأوضاع المعيشية في الشمال السوري"، بحسب قوله.
وأبدى مصطفى أسفه للأحداث العسكرية الأخيرة التي شهدها ريف حلب بين فصائل في "الجيش الوطني السوري" وتعاون بعضها مع "هيئة تحرير الشام"، وقال إنّ الأمر بات يحتاج إلى "وقفة مكاشفة مع ذاتنا ومع السوريين الغاضبين من وجود حالة التناحر والفصائلية".
كلمة السيد عبد الرحمن مصطفى رئيس الحكومة السورية المؤقتة حول الأحداث الأخيرة وخطة الحكومة للمرحلة القادمة#الحكومة_السورية_المؤقتة #سوريا https://t.co/IT4NqP2N7F pic.twitter.com/ws7LRU5W3E
— الحكومة السورية المؤقتة (@syriagovernment) October 27, 2022
وأضاف: "حان الوقت لتحقيق تطلعات الشعب السوري، والانتقال من حالة الفوضى إلى مرحلة الإصلاح على الصعيدين العسكري والمدني، من خلال تفعيل دور الحكومة المؤقتة".
وأكد مصطفى أنّ الحكومة المؤقتة وضعت خطة للإصلاح في المرحلة القادمة وسيكون عنوانها "الالتزام والتنظيم والبناء واحترام سيادة القانون، وتفعيل مبدأ المساءلة لمحاسبة كل من يسعى وراء إثارة الفتن والفوضى وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة، مع العمل على تفعيل عمل المؤسسات العسكرية والمدنية، وفق خطة مركزية تشمل الإصلاح الإداري".
كما وعد رئيس المؤقتة بـ"تعزيز تجربة الإدارة المحلية، وزيادة الاهتمام بالمرحلة الجامعية وما قبلها، لاستيعاب الطلبة وتخريج جيل متعلم يشارك في بناء سورية"، بحسب قوله.
من جهته، قال الناشط الإعلامي في ريف حلب محمد عساف، لـ"العربي الجديد"، إنّ كلمة رئيس الحكومة المؤقتة "بعيدة عن الواقع" لأنّ "الحقيقة التي يدركها جميع أبناء المنطقة هي أنّ هذه الحكومة فاقدة للصلاحيات وبعيدة عن مطالب الشعب وطموحاته، وحتى الآن لم تقدم خدمات لصالح الشعب"، مضيفاً أنه "حتى المجالس المؤقتة التي تقدّم بعض الخدمات لأبناء المنطقة تشرف عليها الإدارة التركية بشكل مباشر، وتتبع لإدارة ولايات كلس وعنتاب وهاتاي".
وانتقد عساف في حديثه "مساواة رئيس الحكومة المؤقتة بين "هيئة تحرير الشام" و"الفيلق الثالث" في الاقتتال الأخير وحديثه عن الصراع وكأنه بين فصيلين متناحرين فقط، في حين أنه كان من المفروض إدانة هجوم الهيئة على منطقة عفرين".
وتعاني مناطق إدارة الحكومة السورية المؤقتة التي تشمل ريف حلب الشمالي ومناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" في الرقة والحسكة من حالة فلتان أمني وصراعات فصائلية وضعف في الخدمات العامة.