رئيس الأركان الأميركي: تراجع خطر توسع الحرب بعد رد حزب الله

27 اغسطس 2024
رئيس الأركان الأميركي خلال وصوله إلى إسرائيل، 26 أغسطس 2024 (فيل ستيوارت/رويترز)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **انحسار المخاطر على المدى القريب:** أكد الجنرال براون أن المخاطر لاتساع رقعة الحرب قد انحسرت بعد تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لكن إيران لا تزال تشكل خطراً كبيراً.

- **القدرات العسكرية والتحركات الإقليمية:** حزب الله يمتلك قدرات عسكرية، وهناك تهديدات من حلفاء إيران في العراق وسورية والأردن واليمن. الجيش الأميركي عزز قواته في المنطقة للدفاع عن إسرائيل.

- **التوترات والردود المحتملة:** ردود الفعل الإيرانية ستحدد رد إسرائيل واتساع الصراع. حزب الله أطلق صواريخ ومسيّرات رداً على اغتيال فؤاد شكر.

قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال سي.كيو. براون إن المخاطر على المدى القريب لاتساع رقعة الحرب في المنطقة انحسرت إلى حدّ ما، بعد تبادل إسرائيل وحزب الله في لبنان إطلاق النار دون حدوث مزيد من التصعيد، لكن إيران لا تزال تشكل خطراً كبيراً بدراستها توجيه ضربة لإسرائيل. وتحدث براون لوكالة رويترز بعد رحلة استغرقت ثلاثة أيام إلى المنطقة، إذ توجه إلى إسرائيل بعد ساعات فقط من إطلاق حزب الله مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة عليها، فيما زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ ضربات على لبنان لإحباط هجوم أكبر.

وكانت هذه واحدة من أكبر الاشتباكات الدائرة على الحدود منذ أكثر من عشرة شهور، لكنها انتهت أيضاً بأضرار محدودة في إسرائيل كما تقول، ودون صدور تهديدات في الوقت نفسه بمزيد من الثأر من أي من الجانبين. وأشار براون إلى أن هجوم حزب الله كان واحداً فقط من هجومين كبيرين هدد بشنهما على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة. كما تهدد إيران بشن هجوم على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي. وعندما سئل عما إذا كان خطر اندلاع حرب إقليمية قد انخفض في الوقت الراهن، قال براون "إلى حد ما.. نعم". وعندما سُئل عن القدرات العسكرية لحزب الله، خاصة بعد الضربات التي شنتها إسرائيل، حذر براون من أنهم "لا تزال لديهم قدرة".

وقال لدى مغادرته إسرائيل "كان لديك أمران كنت تعلم أنهما سيحدثان. حدث أحدهما بالفعل. والآن يعتمد الأمر على كيفية مضي الثاني". وأضاف "كيفية رد إيران ستكون من محددات كيفية رد إسرائيل، وهو ما سيكون بدوره من محددات ما إذا كان هناك اتساع لرقعة الصراع أم لا". كما حذر براون من أن هناك أيضاً خطراً يشكله حلفاء إيران المسلحون في أماكن مثل العراق وسورية والأردن، والذين يهاجمون القوات الأميركية، وكذلك الحوثيين في اليمن الذين يستهدفون حركة الشحن في البحر الأحمر، كما أطلقوا طائرات مسيرة على إسرائيل.

وقال "وهل يتصرف هؤلاء الآخرون بالفعل بشكل فردي لأنهم غير راضين.. الحوثيون على وجه الخصوص"، واصفاً الحوثيين بأنهم يتصرفون بالوكالة عن غيرهم. وأكد براون أن الجيش الأميركي في وضع أفضل للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل وقواته في الشرق الأوسط مما كان عليه الأمر في 13 إبريل/ نيسان، عندما شنت إيران هجوماً غير مسبوق على إسرائيل، إذ أطلقت مئات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، غير أن إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاء آخرين تمكنوا من تدمير كل الأسلحة تقريباً قبل أن تصيب أهدافها. وقال براون "نحن في وضع أفضل"، مشيراً إلى قرار يوم الأحد بالإبقاء على مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات في الشرق الأوسط، فضلاً عن إرسال سرب إضافي من طائرات إف-22 المقاتلة، وقال "نحاول التحسين أكثر مما فعلنا في إبريل".

ولفت براون إلى أنه مهما كانت الخطط التي قد يضعها الجيش الإيراني، فإن الأمر متروك للقادة السياسيين في إيران لاتخاذ القرار، مضيفاً: "يريدون أن يفعلوا شيئاً يرسل رسالة، لكنهم أيضاً، كما أعتقد ... لا يريدون أن يفعلوا شيئاً من شأنه توسيع رقعة الصراع". وسافر براون أمس الاثنين إلى القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، حيث تلقى إفادة بشأن التهديدات على طول حدود إسرائيل مع لبنان وسورية. وفي تل أبيب، التقى بوزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس هيئة الأركان العامة هيرتسي هاليفي.

وفجر الأحد، ردّ حزب الله على عملية اغتيال القيادي العسكري الكبير فؤاد شكر في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في نهاية الشهر الماضي، معلناً إطلاق 340 صاروخ كاتيوشا وعشرات المسيّرات باتجاه أهداف في إسرائيل. وقال أمين عام حزب الله حسن نصر الله، مساء الأحد، إن "معطياتنا وبعض مصادر المعلومات لدينا تؤكد أن عدداً من الصواريخ والمسيّرات وصل إلى الهدفين، لكن العدو يتكتم كما هي العادة، والأيام والليالي ستكشف حقيقة ما جرى هناك". وأوضح نصر الله أن الهدفين حُدّدا بقاعدة "غليلوت" للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، المسمّاة شعبة أمان، وتوجد فيها وحدة 8200 المعنية بالجمع العلني والتنصّت والتجسّس، وهي تبعد عن حدود لبنان 110 كلم وعن حدود تل أبيب 1500 متر، وهدف مساند هو قاعدة الدفاع الصاروخي والجوي في عين شيميا.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون