رئيسي يتصل بقيادتي روسيا وأرمينيا: مخاوف إيرانية من تطورات القوقاز

26 يونيو 2023
الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي (ياميل لاج/فرانس برس)
+ الخط -

أجرى الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، اليوم الاثنين، مباحثات هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، لبحث العلاقات الثنائية وتطورات جنوب القوقاز

وتأتي المباحثات على وقع توترات بين باكو ويريفان، وتوتر مستمر في العلاقات الإيرانية الأذربيجانية، فضلاً عن مساع أذربيجانية لربط منطقة نخجوان بأراضيها من خلال ممر يقطع الحدود الإيرانية مع أرمينيا، الأمر الذي تنظر إليه طهران بوصفه "تهديداً" لأمنها القومي مع التأكيد أنها لن تسمح بذلك.  

وخلال الاتصال مع بوتين، أعرب رئيسي عن دعم بلاده لروسيا و"سيادتها الوطنية" في ظل الحوادث الأخيرة بعد تمرد قوات فاغنر، وأضاف أن "حضور القوات من خارج المنطقة يشكل تهديداً لجميع دول المنطقة" في القوقاز، قائلاً: "نتابع بحساسية وجدية التطورات في منطقة القوقاز، ونرى أن النزاعات فيه يجب أن تحل عبر قيام دول المنطقة بدورها". 

وقال نائب الرئيس الإيراني للشؤون السياسية محمد جمشيدي، في تغريدتين، إن الرئيس الإيراني استعرض في مكالمتين هاتفيتين منفصلتين مع بوتين وباشينيان العلاقات الثنائية والوضع في جنوب القوقاز، وأضاف أن رئيسي شدد على أن "أي تغيير جيوسياسي أو وجود القوات الغربية يشكل مصدرا لانعدام الأمن". 

وتأتي التحركات الإيرانية حول ملف القوقاز في الوقت الذي من المقرر فيه أن تجرى جولة مفاوضات جديدة، اليوم الاثنين، في واشنطن بين وزير الخارجية الأرمني أرارات ميرزويان، ونظيره الأذربيجاني جيحون بايراموف. 

التوتر الإيراني الأذربيجاني 

وعلى وقع توتر مستمر مع باكو، أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الاثنين، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأذربيجاني جيحون بايراموف، لضبط إيقاع التوتر بين البلدين، مناقشاً معه العلاقات السياسية والاقتصادية والقنصلية، وفق بيان للخارجية الإيرانية. 

وفي السياق، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إلى استمرار المباحثات بين طهران وباكو، قائلا إن "ثمة خطوات جديدة" قد اتخذت بين البلدين، وتبادل زيارات.  

وتشوب العلاقات الإيرانية الأذربيجانية توتراتٌ قديمة منذ تسعينيات القرن الماضي، وانخفض منسوبها مع مرور الوقت خلال العقدين الماضيين، غير أنها تجددت منذ أكثر من عامين على خلفية تطورات القوقاز الجنوبي والحرب التي جرت في هذه المنطقة عام 2020 بين أرمينيا وأذربيجان، حيث تتهم الأخيرة طهران بأنها تدعم يريفان التي تربطها علاقات جيدة بطهران، رغم أن إيران تعتبر إقليم ناغورنو كاراباخ منطقة أذربيجانية محتلة. 

وعكفت طهران على نفي الاتهامات الأذربيجانية، متهمة باكو بأنها تسعى إلى تغيير حدود القوقاز وإلغاء حدود إيران مع أرمينيا، البالغة نحو 44 كيلومتراً، لربط جمهورية نخجوان بأراضيها.   

وتقرأ إيران التطورات في منطقة القوقاز خلال العامين الأخيرين باعتبارها مؤشرات على مخطط أذربيجاني تركي بدعم إسرائيلي، لإحداث تغييرات جيوـ سياسية في منطقة القوقاز عبر إغلاق حدودها مع أرمينيا، وذلك من خلال السيطرة على الشريط الحدودي الممتد من جمهورية نخجوان إلى الأراضي الأذربيجانية، والذي يشكل الحدود الإيرانية الأرمينية في محافظة سيونيك الأرمينية، وذلك بغية ربط تركيا بالجمهوريات التركية في آسيا الوسطى.  

وعلى وقع هذه التوترات، اتخذت أذربيجان خطوات تجاه إيران، منها سحب العاملين في سفارتها في طهران بعد تعرضها لهجوم مسلح خلال يناير/كانون الثاني الماضي، ثم قيامها لاحقاً بطرد 4 دبلوماسيين إيرانيين، لترد طهران بإجراء مماثل، فضلاً عن إلغاء منح التأشيرة في المطار للإيرانيين القادمين إليها أخيراً.