رؤساء بلديات مستوطنات شمال إسرائيل غاضبون من حكومة نتنياهو ويسمونها بـ"العصابة"

26 اغسطس 2024
آثار قصف حزب الله مستوطنة كريات شمونة 27 مارس 2024 (جالا ماري/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **انتقادات رؤساء البلديات لحكومة نتنياهو**: هاجم رؤساء بلديات شمال فلسطين المحتلة حكومة نتنياهو لإهمالها مستوطني الشمال وتأخرها في إعادتهم منذ بدء الهجمات مع حزب الله. وصف غيورا زالتس الحكومة بـ"العصابة" وأعلن تعليق الاتصالات معها.

- **تصاعد الغضب والمطالبات بالأمن**: أطلق حزب الله مئات الصواريخ، مما زاد غضب رؤساء البلديات. دعا زالتس الحكومة لإعادة المستوطنين ومنحهم اهتماماً أكبر، وطالب بيني بن موفحار بإبرام اتفاق يعيد الأمن.

- **تأثير التصعيد على الحياة اليومية**: أكد وزير التعليم يوآف كيش أن بدء العام الدراسي غير ممكن دون عودة الأمن. انتقد يئير لبيد الحكومة لعدم قدرتها على إعادة الأمان، مشيراً إلى أن آلاف الطلاب وأولياء الأمور في حالة عدم يقين.

هاجم رؤساء بلديات إسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة حكومة نتنياهو، خلال الساعات الأخيرة، متهمين إياها بإهمال أمر مستوطني الشمال والتأخر في إعادتهم إلى مناطقهم التي أُجلوا منها مع بدء تبادل الهجمات مع حزب الله في لبنان قبل أكثر من عشرة أشهر.

وفي إطار حالة غضب انتابتهم بعد إطلاق حزب الله مئات الصواريخ والمسيرات على مناطق إسرائيلية، أغلبها في الشمال، أمس الأحد، وصف اثنان من هؤلاء المسؤولين حكومة نتنياهو بـ"العصابة"، معلنين تعليق الاتصالات مع جميع مسؤوليها حتى توفير الأمن الغائب عن مستوطني الشمال.

حكومة "العصابة"

ووصف رئيس المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى غيورا زالتس حكومة نتنياهو بـ"العصابة"، وشدد في تصريحات للقناة 12 العبرية الخاصة، مساء الأحد، على أنه لن يستضيف أياً من وزراء هذه الحكومة أو أعضاء الكنيست حتى استعادة الأمن في الشمال وتكون هناك خطة اقتصادية حقيقية لتنمية هذه المنطقة.

وفي تصريحات أخرى أدلى بها لـ"هيئة البث" العبرية الرسمية، دعا زالتس الحكومة إلى إعادة مستوطني الشمال إلى بيوتهم، ومنحهم مزيداً من الاهتمام. وبلهجة ساخرة من نتنياهو وحكومته اليمينية، اعتبر زالتس أن "الضربة الاستباقية" ضد حزب الله، وفق تسمية الجيش الإسرائيلي، "توقفت عند 45 دقيقة فقط"، ولم تردع الحزب عن شن هجوم كبير على إسرائيل ومناطق أخرى في العمق.

وأكد أن "مستوطني الشمال ما زالوا يعيشون في حالة حرب"، وبحسب وسائل إعلام عبرية، أُجلي نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة في إسرائيل، وسبق أن قال زالتس في 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي إن حزب الله صاحب اليد الطولي في مناطق الشمال.

مصطلح "العصابة" لم يقف عند زالتس، بل استخدمه في اليوم نفسه موشيه دافيدوفيتش، رئيس المجلس الاستيطاني "ماتيه آشر"، معلناً تعليق الاتصالات مع جميع أعضاء حكومة نتنياهو حتى توفير الأمن الغائب عن مستوطني الشمال. وقال في تصريحات إعلامية، الأحد: "لا نريد من أفراد هذه العصابة المجيء إلينا لالتقاط الصور، ولا نريد الحديث معهم". وفي مايو/ أيار الماضي، هدد دافيدوفيتش بالانفصال عن إسرائيل إذا استمرت تهديدات حزب الله على الجبهة الشمالية من دون رد من حكومة نتنياهو.

بدوره، قال ديفيد أزولاي، رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنة المطلة، إن "هجمات الجيش الإسرائيلي كانت لإزالة التهديد عن مدينة تل أبيب فقط". وأضاف أزولاي، في تصريحات لإذاعة "كول بارما" العبرية المحلية، أن "هناك تفرقة حقيقية بين سكان الشمال وبقية سكان إسرائيل"، وفي تصريحات مماثلة أدلى بها أزولاي للقناة الـ7 العبرية الخاصة، قال: "دماؤنا في الشمال مختلفة عن دماء بقية سكان إسرائيل".

من جانبه، طالب رئيس مجموعة مستوطنات الجليل الشرقي بيني بن موفحار، في تصريح لـ"هيئة البث"، بإبرام اتفاق مع حزب الله يعيد الأمن والاستقرار إلى مستوطنات الشمال، معتبراً أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 كان "خادعاً" لإسرائيل، لافتاً إلى أن إسرائيل "أصبحت بحاجة إلى مفاوضات جديدة بهدف التوصل إلى اتفاق يتيح عودة المستوطنين إلى منازلهم في الشمال".

وتبنى مجلس الأمن الدولي، في 11 أغسطس/ آب 2006، بالإجماع، القرار رقم 1701 الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، كما يدعو إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة؛ ما عدا التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات "يونيفيل" الأممية.

وفي نفس السياق، أقر وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش، في مقابلة مع "هيئة البث"، الأحد، بأنه لا يمكن بدء العام الدراسي الجديد (مطلع سبتمبر المقبل) في المدن والمستوطنات الواقعة على خط النزاع بين إسرائيل وحزب الله من دون عودة الأمن والاستقرار إلى هذه المناطق.

لبيد: حكومة نتنياهو تعيش حالة ذعر

من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يئير لبيد إن حكومة نتنياهو لن تستطيع إعادة الأمان إلى مستوطنات الشمال على الحدود مع لبنان، مع اقتراب العام الدراسي الجديد، وأضاف في كلمة متلفزة نشرها، مساء اليوم الاثنين، عبر حسابه على منصة إكس: "بقي أقل من أسبوع على بدء العام الدراسي (مطلع سبتمبر المقبل)، ولا يزال الشمال مهجوراً".

وأضاف لبيد، رئيس حزب هناك مستقبل: "هناك آلاف الطلاب وعشرات الآلاف من أولياء الأمور في الشمال لا يعرفون كيف سيبدأ العام الدراسي، ومن مسؤول عنهم ومن سيهتم بهم"، وأكد أن "الحكومة التي تعيش حالة ذعر قامت بإخلاء الشمال، ولا تعرف كيف تقدم إجابات للمواطنين الإسرائيليين".

ووفق صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، هناك 16 ألفاً و710 تلاميذ أخلوا بلداتهم الواقعة في الشمال بسبب التصعيد مع حزب الله منذ بداية الحرب، من بينهم تسعة آلاف انتقلوا إلى بلدات بعيدة نسبيا عن الحدود اللبنانية في الشمال أيضاً. ونزح أكثر من 62 ألف إسرائيلي من المستوطنات بالقرب من الحدود اللبنانية جراء المواجهات بين تل أبيب وحزب الله، فيما نزح نحو 90 ألف لبناني من المناطق الحدودية، وفق إحصاء رسمي من الجانبين.

وأعاد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، في تصريحات صحافية، مساء الأحد، التأكيد على أن تل أبيب عازمة على "تغيير الوضع الأمني في الشمال من أجل تمكين سكان تلك المنطقة من العودة إلى منازلهم آمنين"، من دون ذكر الإجراءات التي ستُتّخذ بالخصوص.

وأعلن حزب الله إطلاق 340 صاروخاً، أمس الأحد، وعدد كبير من ‏المسيرات الهجومية تجاه مواقع عسكرية إسرائيلية ضمن المرحلة الأولى من الرد على اغتيال تل أبيب القيادي في الحزب فؤاد شكر في أواخر يوليو/ تموز الماضي. فيما ادعى الجيش الإسرائيلي تنفيذ "هجوم استباقي" على لبنان شمل أكثر من 40 غارة استهدفت مناطق في جنوب لبنان، بزعم "رصد استعدادات" لـ"حزب الله" لإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل.

(الأناضول، العربي الجديد)