ديكارلو: أكدنا بوضوح ضرورة إشراك المرأة والمجتمع المدني في أفغانستان

01 يوليو 2024
روزماري ديكارلو خلال مؤتمرها الصحافي بالدوحة، 1 يوليو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- روزماري ديكارلو شددت خلال مؤتمر في الدوحة على أهمية إشراك المرأة والمجتمع المدني في أفغانستان، مؤكدة أن التعامل مع حكومة طالبان لا يعني التطبيع معها. الاجتماع شهد مشاركة ممثلين من 25 دولة ومنظمة دولية ووفد طالبان، مركزًا على تحديات مثل القطاع الخاص ومكافحة المخدرات.
- ديكارلو أعربت عن أملها في أن تسهم النقاشات في حل المشاكل الأفغانية، مؤكدة على وحدة المجتمع الدولي وأهمية الإدماج الهادف للمرأة في العمليات السياسية وعمليات السلام.
- ذبيح الله مجاهد ومحمد بن عبد العزيز الخليفي أكدا على تقدم الاجتماع ودعم القطاع الخاص وضرورة التعاون المباشر مع حكومة طالبان لدعم الشعب الأفغاني ومواجهة التحديات.

قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، إن "سلطة الأمر الواقع في أفغانستان سمعت بوضوح شديد ضرورة إشراك المرأة والمجتمع المدني في مختلف جوانب الحياة العامة"، موضحة خلال مؤتمر صحافي، اليوم الاثنين، في الدوحة بختام اجتماعات شارك فيها ممثلون عن حكومة تصريف الأعمال التي تقودها حركة طالبان الأفغانية، ومبعوثون من 25 دولة ومنظمة دولية "أن اللقاء والتعاطي مع حكومة الأمر الواقع الأفغانية لا يعني التطبيع والاعتراف".

وبدأت في العاصمة القطرية، أمس، أعمال الاجتماع الثالث للمبعوثين الخاصين بأفغانستان برعاية الأمم المتحدة، الذي يشارك فيه لأول مرة وفد من حكومة طالبان، برئاسة المتحدث الرسمي ذبيح الله مجاهد. ويأتي هذا الاجتماع في أعقاب المحادثات التي جرت في الدوحة في مايو/ أيار 2023 وفبراير/ شباط 2024، لمناقشة "كيفية تعزيز المشاركة الدولية في أفغانستان بطريقة أكثر تماسكاً وتنظيماً".

وأعربت ديكارلو عن الأمل بأن تكون النقاشات بشأن مختلف القضايا على مدى اليومين الماضيين قد قربت حل بعض المشاكل التي لها الأثر المدمر على الشعب الأفغاني، مشيرة إلى أن تلك النقاشات أكدت "وحدة المجتمع الدولي وتصميمه على مواصلة التعامل مع القضية الأفغانية ومواصلة هذه العملية". ووجهت ديكارلو الشكر والتقدير لحكومة قطر لاستضافتها هذا الاجتماع الثالث للمبعوثين الخاصين بشأن أفغانستان. وقالت "هذا هو اجتماع الدوحة الثالث، ولكنه الأول أيضاً. وفي الواقع هذه هي المرة الأولى التي تتاح فيها الفرصة لقطاع عريض من المجتمع الدولي وسلطات الأمر الواقع (حركة طالبان) لإجراء مثل هذه المناقشات التفصيلية والصريحة والمفيدة، واستندت إلى المجالات ذات الأولوية المدرجة في التقييم المستقل الذي أقره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نوفمبر الماضي/ تشرين الثاني، حيث دعا هذا التقييم إلى عملية أكثر تنظيماً، مع شروط وتوقعات واضحة لجميع الأطراف".

وتابعت ديكارلو "نتبع نهجاً مبدئياً خطوة بخطوة مع فهم واضح للنتائج والالتزامات من جميع الأطراف، ونحن لا نزال في بداية هذه العملية"، مضيفة "لقد أعرب المبعوثون الخاصون وسلطات الأمر الواقع عن توقعاتهم في الاجتماعات التي عقدت أمس الأحد واليوم الاثنين، فقد ناقش الاجتماع اليوم أوضاع القطاع الخاص ومكافحة المخدرات".

ديكارلو: الإدماج الهادف للمرأة

ويواجه القطاع الخاص الأفغاني عقبات هائلة على صعيد التنمية، مما يؤثر سلباً بالاقتصاد وسبل العيش، وتحتاج أفغانستان أيضاً إلى الدعم في البناء على التقدم المحرز في الحد من إنتاج المخدرات. ولفتت ديكارلو إلى أنه كان يتخلل كل المناقشات "القلق الدولي العميق، من جانب المبعوثين الخاصين ومني، بشأن القيود المستمرة والخطيرة المفروضة على النساء والفتيات". وشددت على أن أفغانستان لا تستطيع العودة إلى الحظيرة الدولية، أو تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الكاملة، إذا حُرمت من مساهمات وإمكانات نصف سكانها، في إشارة إلى دور المرأة الأفغانية. كما ناقشت الاجتماعات الحاجة إلى حكم أكثر شمولاً واحترام حقوق الأقليات، مشيرة إلى أنه كان هناك اتفاق واسع النطاق على ضرورة رسم طريق واضح للمضي قدماً. وقالت: "نحن في الأمم المتحدة ملتزمون بمواصلة تسهيل هذه العملية".

وأعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة عن تفهمها الانتقادات التي رافقت عقد الاجتماع، لكنها أكدت أن اهتمامات ووجهات نظر المرأة الأفغانية والمجتمع المدني في المقدمة وفي المركز. وتابعت "بالنسبة للأمم المتحدة يعد الإدماج الهادف للمرأة في العمليات السياسية وعمليات السلام مبدأً توجيهياً". وقالت "لقد طرحت هذه القضايا في جميع جلساتنا مع سلطات الأمر الواقع. وسنجري مناقشات مركزة غداً مع النساء الأفغانيات والمجتمع المدني، وهذا جزء من العملية".

وأضافت ديكارلو: بينما لم تجلس النساء والمجتمع المدني على الطاولة أمام سلطات الأمر الواقع في اليومين الماضيين، فقد كانت أصواتهم مسموعة، ويتعين على المجتمع المدني أن يلعب دوراً مشروعاً في تشكيل مستقبل أفغانستان. وتابعت "لقد واجهنا خياراً صعباً للغاية، وربما مستحيلاً، في تنظيم هذا الاجتماع. ولدينا ولاية لدعم هذه العملية. وكان هدفنا هو جمع سلطات الأمر الواقع والمبعوثين الخاصين معاً لإجراء محادثات مباشرة. ومن المؤسف أن سلطة الأمر الواقع لن تجلس على طاولة المفاوضات مع المجتمع المدني الأفغاني بهذا الشكل. لكنها سمعت بوضوح شديد ضرورة إشراك المرأة والمجتمع المدني في مختلف جوانب الحياة العامة".

مجاهد: رفع العقوبات الاقتصادية يتقدم

وكان المتحدث باسم حكومة طالبان، الذي ترأس وفدها في اجتماعات الدوحة، ذبيح الله مجاهد، قد قال اليوم إن اجتماع الأمم المتحدة الثالث للمبعوثين الخاصين لأفغانستان، الذي شاركت فيه حكومة تصريف الأعمال للمرة الأولى "يتقدم بشكل جيد للغاية مع التعهد برفع القيود المفروضة على السبل المصرفية والاقتصادية". وأضاف مجاهد في منشور على حسابه الرسمي في منصة (إكس): "اجتماع اليوم يتقدم بشكل جيد للغاية، إذ أعربت معظم الدول عن دعمها القطاع الخاص في أفغانستان".

من جهته دعا وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي إلى ضرورة أن يعزز هذا الاجتماع الالتزام الجماعي بالعمل المباشر مع حكومة تصريف الأعمال في أفغانستان، وإيجاد أرضية مشتركة وتوحيد الجهود لدعم الشعب الأفغاني، من خلال التخفيف من معاناته والتصدي لمختلف التحديات التي يواجهها، والاستثمار في الفرصة المستقبلية. وأكد الخليفي في الجلسة الافتتاحية المغلقة التي عقدت، مساء أمس الأحد، أن مشاركة حكومة تصريف الأعمال في أفغانستان في الاجتماع تتيح فرصة مهمة لإجراء حوار هادف بشأن الجهود الجماعية للتصدي للتحديات الحالية التي تواجه أفغانستان.