شهدت مناطق عدة في محافظة ديالى شرقي العراق في الأيام الأخيرة هجمات متكررة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من قوات الأمن والمدنيين، ما دفع نواباً عن المحافظة إلى مناشدة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بالتدخل لوضع معالجات سريعة في الملف الأمني للمحافظة الحدودية مع إيران.
وليل الجمعة – السبت، قتل مدني وأصيب عنصر أمن بهجوم شنه مسلحون على قوة من الشرطة العراقية في منطقة الهاشميات شمال شرق بعقوبة، فيما فجر عناصر من تنظيم "داعش"، عبوات ناسفة قرب بلدة أبو صيدا شرقي بعقوبة، أدت إلى مقتل وإصابة 6 عناصر من الأمن والمواطنين.
ووجه عضو البرلمان العراقي عن محافظة ديالى، رياض التميمي، رسالة إلى رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، تساءل فيها: "إلى متى تبقى محافظة ديالى تتحمل ضعف الجانب الأمني فيها؟"، مشيراً إلى أن السكان ينزفون يومياً، وأن مواكب القتلى لم تتوقف أو تغب عن ديالى الجريحة.
وتساءل: "ما ذنب الأبرياء ليدفعوا الثمن؟ وأين دور أجهزة الأمن في المحافظة؟"، مخاطباً الكاظمي بالقول: "أنت القائد الأعلى، والناس ينتظرون موقفاً منك، يوقف نزف الدماء، ويحفظ أبناءهم، ويحفظ محافظتهم، ويحفظ عموم بلادهم".
وتابع: "ديالى يومياً تقدم الدماء، ودوماً تقف مع محافظات بلادها في الدفاع عن أمنهم، ودائماً تقف مع وحدة البلاد وسيادتها، ولكن لم تحصل إلا على التهريب والإتاوات، وضياع حقها، ونزف الدماء"، مضيفاً: "بات الأمر اليوم عندكم، ويحتاج لتدخلكم الفوري، لأن أهالي المحافظة باتوا لا يحتملون أكثر، ووضع ديالى الأمني لم يعد يتحمل، والأمور تتجه نحو الأسوأ".
وتوجه أصابع الاتهام في الهجمات الأخيرة إلى مسلحين يتبعون تنظيم "داعش"، ينشطون في مناطق عدة من شمال شرق ديالى، لكن مسؤولين في الشرطة يؤكدون أن بعض الهجمات التي شهدتها المحافظة تحمل بصمات لمليشيات مسلحة أيضاً ضمن التنافس والتصارع على المكاسب بينها، وعمليات استهداف على أساس طائفي وعرقي، خاصة في مناطق قرب بلدات خانقين المتنازع عليها مع إقليم كردستان وأخرى قرب الحدود مع إيران.
مخاوف من هجرات عكسية للأهالي
وأكد محمد الطائي، وهو زعيم قبلي محلي في مدينة المقدادية شرقي ديالى، أن الهجمات المتكررة تستدعي إعادة النظر بالقوات الأمنية الموجودة في المحافظة ككل، لأن الفساد والترهل "يغلبان على كل مفاصلها".
وكشف الطائي في حديث لـ"العربي الجديد"، عن وجود "مخاوف من هجرات عكسية جديدة للأهالي في حال فشل قوات الأمن في استعادة الأمن والاستقرار بعموم المحافظة بوقت سريع".
وبحسب الطائي، شهدت المحافظة خلال أسبوع واحد ست هجمات دامية لم تنجح قوات الامن في التعامل مع أي منها.
بدوره، أرجع الخبير بالشأن العراقي، رعد الهاشم، تكرار الهجمات في ديالى إلى غياب طيران التحالف الدولي. وأوضح الهاشم أن ضغطاً إيرانياً كبيراً تنفذه الفصائل الولائية (الحليفة لطهران) يسبّب عدم تغطية طيران التحالف الدولي للأجواء بمحافظة ديالى، لخصوصيتها وقربها من الحدود مع إيران". وبين أن ذلك الأمر "سبّب إعاقة متعمدة للتحالف بتوجيه الضربات المباشرة إلى أوكار تنظيم داعش. وهذه الحقيقة يعرفها جيداً المسؤولون عن الملف".
💥قدحه:
— رعد هاشم🌟Raad Hashim (@raad_arabi) April 24, 2021
ضغط إيراني كبير تتبّنى تنفيذه الفصائل الولائية يتسبّب بعدم تغطية طيران التحالف الدولي للأجواء بمحافظة ديالى، لخصوصيتها وقربها من الحدود مع ايران.
الأمر الذي يتسبب بإعاقة متعمدة للتحالف بتوجيه الضربات المباشرة لأوكار تنظيم داعش.
وهذه الحقيقة يعرفها جيدآ المسؤولين عن الملف.
وكان رئيس كتلة "بيارق الخير" في البرلمان، محمد الخالدي، قد شدد الجمعة، على ضرورة توفير الأمن في تلال حمرين شمال شرقي ديالى، موضحاً في تصريح صحافي أن حمرين تمثل واحدة من التحديات الأمنية قبل الانتخابات المبكرة المقرر أن تجري في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وبين أن حمرين لا تزال تشهد خروقات، مشدداً على ضرورة وضع استراتيجية شاملة لإنهاء خطر الخلايا النائمة هناك.
ومناطق جبال حمرين عبارة عن نتوءات جبلية تقع شمال شرقي العراق، وتبدأ من محافظة ديالى الحدودية مع إيران، مروراً بشمالي محافظة صلاح الدين، وجنوب كركوك. واستغل تنظيم "داعش" الطبيعة الوعرة للمناطق الجبلية للاختباء في حمرين، ولم تنجح العمليات العسكرية المتكررة على مدى سنوات في تطهيرها من بقايا "داعش"، وغالباً ما يُستعان بطيران التحالف الدولي أو الطيران العراقي لقصف مخابئ التنظيم هناك.