ديالى العراقية خروقات أمنية متكرّرة رغم العمليات العسكرية المتواصلة

05 يونيو 2022
اختلال أمني متكرر في ديالى (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

لا تزال محافظة ديالى، شمال شرقي العاصمة العراقية بغداد، تعاني من الاختلال الأمني المتكرر الناجم عن هجمات لمسلحي "داعش"، أو عناصر جماعات ومليشيات مسلحة في مناطق مختلفة من المحافظة الحدودية مع إيران، رغم استمرار العمليات الأمنية والعسكرية فيها منذ أشهر طويلة، والانتشار العسكري الواسع، والذي تجاوز عتبة الثمانين ألف عنصر بالفترة الماضية.

ويعزو مسؤولون في المحافظة تكرار الهجمات واستمرار حالة الخروقات الأمنية إلى عدة أسباب، بينها جغرافية متعلقة بقرب المحافظة من منطقة جبال حمرين وقره جوخ، وأخرى تعود إلى تعدد مصادر القرار وعدم جود قيادة واضحة لتنفيذ الخطط في ظل انتشار أكثر من 10 مليشيات مسلحة في مدن المحافظة.

وأمس السبت، شهدت بلدة العبّارة هجوماً مزدوجاً أسفر عن مقتل امرأة وجرح 6 آخرين، بينهم طفلان، وعنصر أمن.

ووفقاً لمسؤول في قيادة شرطة محافظة ديالى، تحدث عبر الهاتف لـ"العربي الجديد"، فإن "الحصيلة النهائية للهجوم المزدوج في بلدة العبّارة كانت مقتل امرأة وإصابة 6 آخرين، بينهم شرطي وطفلان، والهجوم كان عبر انفجار عبوة ناسفة على سيارة مدنية أعقبها هجوم بأسلحة القنص على الطريق الزراعي في البلدة بساعة متأخرة من مساء أمس".

ولفت المسؤول، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، إلى بدء قوة أمنية بعملية تمشيط بعض البساتين والأراضي الزراعية بحثاً عن المهاجمين، ولمعرفة مقرات انطلاقهم لتنفيذ تلك الهجمات.

وأضاف المسؤول الأمني في ديالى أن "المحافظة تشهد خروقات أمنية شبه يومية منذ فترة طويلة، وهذه الخروقات تسفر عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف القوات الأمنية، إضافة إلى المدنيين".

وبين أن "هذه الخروقات تحصل رغم استمرار العمليات العسكرية والأمنية في مختلف قواطع عمليات ديالى، للحد منها".

إلى ذلك، قال النائب عن محافظة ديالى أحمد الموسوي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "استمرار الخروقات في ديالى يشكل تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار عموم مناطق المحافظة".

وبحسب الموسوي، فإن "هذه الخروقات أصبحت تحصل بشكل شبه يومي، دون وضع خطط أمنية وعسكرية تمنع الخروقات، التي تؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى بصفوف القوات الأمنية والمواطنين".

وذكر النائب عن محافظة ديالى أن "استمرار الهجمات مع وجود العمليات العسكرية المستمرة بغالبية مناطق ديالى، خصوصاً الزراعية أو الجبلية المحاذية لحدود محافظة صلاح الدين، يؤكد وجود خلل في الخطط الأمنية والعسكرية المتخذة".

وأضاف الموسوي أن "الأيام القليلة المقبلة ستشهد استضافة عدد من القادة الأمنيين والعسكريين من مجلس النواب في ديالى، لمناقشة التدهور الأمني في المحافظة، والعمل على إيجاد خطط عسكرية تمنع استمرار الخروقات الأمنية، والتأكيد على الجهد الاستخباراتي".

وتابع أن "اللجنة ستدرس أيضاً وضع ديالى الأمني والخروقات التي تحصل فيها رغم وجود العمليات العسكرية فيها، وسيكون هناك توصيات مهمة من اللجنة إلى الجهات العليا في بغداد، منها إجراء بعض التغييرات في الشخصيات العسكرية والأمنية، التي يثبت عليها التقصير في أداء المهام".

وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على "داعش" باستعادة كامل أراضيه التي كان التنظيم قد استولى عليها، إلا أنّ التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق، ويشنّ هجمات في فترات متباينة شمالي وغربي البلاد، فضلاً عن محيط بغداد.

ومنذ مطلع العام الحالي، كثّفت القوات العراقية عمليات التمشيط والمداهمة لملاحقة فلول "داعش"، بالتزامن مع تزايد وتيرة هجمات التنظيم، لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين وديالى شمالي البلاد.

المساهمون