دعوات لتمتين العلاقات بين تونس والجزائر في ذكرى "ساقية سيدي يوسف"

08 فبراير 2021
شاحنة للصليب الأحمر تعرضت للقصف الفرنسي في قرية "ساقية سيدي يوسف" في شباط 1958 (Getty)
+ الخط -

تعود في الثامن من فبراير/شباط، كل عام، ذكرى أحداث "ساقية سيدي يوسف" الحدودية بين تونس والجزائر، حيث امتزجت، في مثل هذا اليوم من عام 1958، دماء الشعبين التونسي والجزائري خلال غارة نفذها الطيران الفرنسي، بحجة ملاحقة ثوار جزائريين. وجرى استذكار هذه الحادثة وسط مطالبات لفرنسا بالإقرار بمسؤوليتها عن هذه الجريمة النكراء.  
وفي هذا اليوم  الدامي، قام الطيران العسكري الفرنسي بالاغارة على قرية ساقية سيدي يوسف الحدودية، واختار الاستعمار الفرنسي يوم السبت بشكل عمدي، لأنه يوم السوق الأسبوعية التي تقام في هذه القرية الحدودية، وهو أيضاً اليوم الأسبوعي الذي يحضر فيه اللاجئون الجزائريون لتسلم المساعدات من الهلال الأحمر التونسي والصليب الأحمر الدولي. 
وقصفت الطائرات الفرنسية القرية الحدودية مدة ساعة من الزمن، ما حول القرية الصغيرة إلى خراب كبير ومكان للجثث، إذ بلغ عدد القتلى بحسب الاحصائيات التونسية الرسمية 68، بينهم 12 طفلاً، أغلبهم من تلامذة مدرسة ابتدائية، وتسع نساء، فيما بلغ عدد الجرحى87 جريحاً، واستهدفت الطائرات الفرنسية في نفس الغارة سيارات مدنية تابعة للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر التونسي. 
كما تم تدمير عدد من المباني العمومية، بينها مقر البلدية ومركز للحرس التونسي ومركز البريد، كما تم تدمير المدرسة الابتدائية وعشرات المحال التجارية والمنازل التي هوت على رؤوس ساكنيها. 
ويعتبر رئيس جمعية يوغرطة للاندماج المغاربي إسعاد مقداد، لـ"العربي الجديد"، أن "ذكرى أحداث الساقية الأليمة، وبقدر ما هي علامة تاريخية تؤكد وحدة التاريخ والنضال المشترك، بقدر ما يجب أن تدفعنا جميعاً، نخباً وسلطات رسمية، إلى التفكير في كيفية تحويل هذا المصير المشترك والحدود، التي لعبت دوراً تاريخياً في إسناد النضال الثوري، إلى عامل للتكامل الاقتصادي والتجاري وتعزيز التنمية على الحدود وتثبيت حركية إنمائية تعود بالفائدة على سكان المناطق الحدودية من جهة، وعلى اقتصاد البلدين من جهة ثانية". 
وتقدم أحداث الساقية كعلامة تاريخية على امتزاج دماء الشعبين الجزائري والتونسي، والنضال المشترك ضد الاستعمار الفرنسي، واستذكار مستمر للدعم الكبير الذي قدمه الشعب التونسي للشعب الجزائري وثورته، في ظروف محنة الاستعمار، وبناء على التضحية التاريخية، تمنح الجزائر أهمية خاص لبلدة الساقية التونسية، إذ تقوم بتمويلها بالغاز الطبيعي من الجزائر بأسعار تفضيلية، كما تقوم بتقديم مساعدات تموينية موجهة لسكان الساقية بشكل مستمر، خاصة أن عدداً من سكانها من أصول جزائرية، كما تجرى منذ سنوات نقاشات تونسية جزائرية لتركيز منطقة تبادل تجاري حرة في المنطقة الحدودية. 

وأرسلت السلطات الجزائرية، أمس، شحنة من المساعدات الطبية والمواد الخاصة بمحاربة وباء كورونا، تضم 11 طناً من الأدوية، لصالح سكان مدينة ساقية سيدي يوسف التونسية. 

المساهمون