وأصدرت المنظمة الحقوقية البارزة بياناً قالت فيه إنها وجدت "عدة حالات لارتكاب قوات الجيش الروسي انتهاكات لقوانين الحرب" في المناطق التي تسيطر عليها روسيا، مثل تشيرنيهيف وخاركيف وكييف.
جاء هذا البيان، الذي نُشر في وارسو، بعد يوم واحد من العثور على جثث قتلى مدنيين ملقاة في شوارع بلدة بوتشا الأوكرانية، بعد ثلاثة أيام من انسحاب الجيش الروسي في أعقاب احتلال دام شهرا للمنطقة الواقعة قرب كييف.
وأشارت المنظمة، ومقرها نيويورك، إلى بوتشا في بيانها الذي قالت فيه إنها أجرت مقابلات مع عشرة أفراد، منهم شهود وضحايا وسكان، سواء بصفة شخصية أو عبر الهاتف، وإن منهم من خافوا من الكشف عن أسمائهم بالكامل.
وقال هيو وليامسون مدير منطقة أوروبا وآسيا الوسطى في "هيومن رايتس ووتش"، إن "الحالات التي وثقناها تصل إلى مستوى لا يوصف من القسوة والعنف المتعمدين ضد المدنيين الأوكرانيين".
Ukraine: new @hrw research shows apparent war crimes in Russia-controlled areas, included a case of repeated rape and several cases of summary execution. This is unspeakable, deliberate cruelty that has no place in society, even in war @yuliagorbunova_ https://t.co/54nwundAoz pic.twitter.com/byTFsr2O2X
— Hugh Williamson (@HughAWilliamson) April 3, 2022
وأضاف: "يجب التحقيق في حالات الاغتصاب والقتل وأعمال العنف الأخرى بحق المحتجزين لدى القوات الروسية باعتبارها جرائم حرب".
وذكر تقرير المنظمة أنّ "الجنود متورطون أيضاً في نهب ممتلكات المدنيين، بما في ذلك الطعام والملابس. ومن ارتكبوا هذه الانتهاكات مسؤولون عن جرائم الحرب".
وقالت "هيومن رايتس ووتش" إنّ القوات الروسية في بوتشا، في 4 مارس/آذار، "ألقت القبض على خمسة رجال وأعدمت أحدهم دون محاكمة".
وقالت "رايتس ووتش" إنّ جميع أطراف النزاع المسلح في أوكرانيا ملزمة باحترام القانون الدولي وقوانين الحرب.
الولايات المتحدة و"شمال الأطلسي": ضربة مؤلمة
وفي إطار ردود الفعل الدولية، عبّرت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، اليوم الأحد، عن صدمة إزاء ظهور أدلّة جديدة على قتل مدنيين في أوكرانيا، وحذّرا من أن تراجع القوات الروسية من محيط كييف قد لا يكون إشارة إلى انسحاب تام أو إنهاء للعنف في أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد لقناة "سي أن أن": "لا يَسَعك إلّا التعامل مع هذه الصور بوصفها ضربة مؤلمة"، مضيفًا: "هذا هو واقع ما يحصل كلّ يوم ما دامت وحشية روسيا ضد أوكرانيا مستمرة".
"We can't become numb to this."
— CNN (@CNN) April 3, 2022
Secretary of State Antony Blinken responds to images of horror in Bucha outside Kyiv, Ukraine, where bodies of Ukrainian civilians littered the streets amid the destruction left by Russian forces. pic.twitter.com/kODcIkRRqQ
وأكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الأحد أنه "ليس متفائلًا جدًا" بشأن ما تقوله روسيا عن سحب قواتها من محيط العاصمة الأوكرانية كييف.
وقال لقناة "سي أن أن": "ما نراه ليس تراجعًا، بل نرى أن روسيا تعيد تمركز قواتها"، مضيفًا: "ينبغي ألا نكون مفرطين في التفاؤل لأن الهجمات ستتواصل ونحن قلقون أيضًا بشأن احتمال تزايد الهجمات".
"It's more important that we do things than announce every specific system."
— CNN (@CNN) April 3, 2022
CNN's @DanaBashCNN presses NATO Secretary General Jens Stoltenberg on whether or not the allied countries will provide Soviet-era tanks to Ukrainian forces. #CNNSOTU pic.twitter.com/teLmDFPTvq
بريطانيا: بوتين يائس
ووصف رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، "الهجمات الدنيئة" لروسيا على مدنيين في مدينة بوتشا الاوكرانية بأنها "جرائم حرب"، وذلك بعد العثور فيها على عشرات الجثث، واعدا بتشديد العقوبات على موسكو.
وقال جونسون، في بيان، إنّ "هجمات روسيا الدنيئة على مدنيين أبرياء في إيربين وبوتشا هي أدلة إضافية على أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وجيشه يرتكبان جرائم حرب في أوكرانيا".
وأضاف أنّ "أي نفي او تكذيب للكرملين لا يمكنه أن يطمس ما نعلم جميعاً أنه الحقيقة: بوتين يائس، اجتياحه على طريق الفشل وتصميم أوكرانيا لم يكن أكثر قوة".
Russia’s despicable attacks against innocent civilians in Irpin and Bucha are yet more evidence that Putin and his army are committing war crimes in Ukraine. 1/4
— Boris Johnson (@BorisJohnson) April 3, 2022
ودعت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، الأحد، إلى التحقيق في الهجمات الروسية على مدنيين أوكرانيين باعتبارها "جرائم حرب"، مع تزايد الأدلة على ارتكاب "أعمال مروّعة" في مدينتي إيربين وبوتشا.
ألمانيا وفرنسا: يجب توثيق "الفظائع"
وقال المستشار الألماني، أولاف شولتز، في تصريح مقتضب نقله مكتبه الإعلامي: "علينا تسليط الضوء في شكل كامل على هذه الجرائم التي ارتكبها الجيش الروسي"، مشدداً على "وجوب محاسبة مرتكبي هذه الجرائم ومن خطط لها" ومطالبا خصوصا بإفساح المجال أمام منظمات دولية لدخول المنطقة "لتوثيق هذه الفظائع".
واستنكر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأحد الصور "التي لا تُحتمل" من بوتشا الأوكرانية، مطالباً بمحاسبة "السلطات الروسية". وكتب ماكرون على "تويتر": "في الشوارع، قُتل مئات المدنيين بجُبن".
Les images qui nous parviennent de Boutcha, ville libérée près de Kiev, sont insoutenables. Dans les rues, des centaines de civils lâchement assassinés. Ma compassion pour les victimes, ma solidarité avec les Ukrainiens. Les autorités russes devront répondre de ces crimes.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) April 3, 2022
إيطاليا: "عاجزون عن الكلام"
ندد رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، الأحد، بـ"المجازر بحق مدنيين عزل" في أوكرانيا، وقال إن السلطات الروسية "يجب أن تحاسب". صرّح دراغي غداة العثور على جثث في شوارع بوتشا قرب كييف بأنّ "صور الجرائم التي ارتكبت في بوتشا والمناطق الأخرى التي حررها الجيش الأوكراني تجعلنا عاجزين عن الكلام". وأضاف أنّ "وحشية المجازر بحق مدنيين عزل مرعبة ولا تطاق. على السلطات الروسية أن توقف فوراً الأعمال العدائية وتوقف العنف ضد المدنيين ويجب أن تحاسب".
الاتحاد الأوروبي: ملاحقة مرتكبي الفظاعات
وأعرب رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، الأحد على "تويتر"، عن "صدمته حيال الصور المخيفة للفظاعات التي ارتكبها الجيش الروسي في منطقة كييف المحررة" مضيفًا: "الاتحاد الأوروبي يُساعد أوكرانيا والمنظمات غير الحكومية في جمع الأدلة الضرورية لملاحقات أمام المحاكم الدولية".
Les images qui nous parviennent de Boutcha, ville libérée près de Kiev, sont insoutenables. Dans les rues, des centaines de civils lâchement assassinés. Ma compassion pour les victimes, ma solidarité avec les Ukrainiens. Les autorités russes devront répondre de ces crimes.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) April 3, 2022
روسيا تنفي: الصور "مفبركة"
من جانبه، نفى الجيش الروسي قتل مدنيين في بوتشا، واتهم أوكرانيا بـ"فبركة" الصور.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان: "في وقت كانت هذه المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية، لم يتعرض أي مواطن محلي للعنف".
وأكدت أنّ الجيش الروسي وزّع 452 طناً من المساعدات الإنسانية على المدنيين في هذه المنطقة.
وتابعت الوزارة أنّ جميع السكان "أتيحت لهم الفرصة للمغادرة بحرية" من المنطقة "نحو الشمال"، في وقت كانت الضواحي الجنوبية للمدينة تتعرض "لإطلاق نار من القوات الأوكرانية على مدار الساعة".
واعتبرت أنّ الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت لجثث في شوارع بوتشا كانت "فبركة جديدة (قام بها) نظام كييف لوسائل الإعلام الغربية".
ولم ترد الوزارة على الفور على المزاعم المحددة في بيان "هيومن رايتس ووتش".
ويقول الكرملين إنّ "عمليته العسكرية الخاصة" تهدف إلى إضعاف القوات المسلحة الأوكرانية وتستهدف المنشآت العسكرية وليس المدنيين.
ورداً على سؤال حول مزاعم منفصلة بارتكاب جرائم حرب في الأول من مارس/آذار، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين: "ننفي ذلك بشكل قاطع". ونفى مزاعم بشن روسيا ضربات على أهداف مدنية واستخدام القنابل العنقودية والقنابل الفراغية ووصفها بأنها "ملفقة".