دعا ناشطون عبر بيان أُذيع من ساحة الكرامة، وسط مدينة السويداء، جنوب سورية، اليوم الإثنين، إلى عصيان مدني وإضراب عام يشمل جميع المحافظات السورية التي يُسيطر عليها النظام السوري، بسبب سوء الأحوال المعيشية وانعدام أبسط مقومات الحياة.
وركز البيان على الأوضاع المعيشية التي وصلت إلى حد الانهيار في السويداء بشكل خاص، وفي باقي المحافظات السورية بشكل عام، وانعدام الأمن والأمان، بالإضافة إلى تردي الخدمات العامة ومقومات الحياة الرئيسية، حيث جاء في نص البيان: "ندعو أهلنا في سورية إلى الإضراب العام والعصيان المدني، بما يشمل جميع القطاعات الحكومية والخاصة، لتلبية كافة الحقوق المهدورة والمسلوبة".
ورصد "العربي الجديد" الاحتجاجات التي بدأت منذ يوم أمس الأحد، واستمرت حتى اليوم الإثنين، بشكل خجول نوعاً ما، فيما لفت أحد منظمي الاحتجاجات في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن الخوف من الانتشار الأمني على أسطح الأبنية الرسمية المحيطة بساحة الكرامة هو أحد أسباب عدم حضور الناس بكثافة، مشدداً على أن "الوضع المعيشي السيئ يدفع العديد من المحتجين للغياب، كي يؤمنوا مقومات الحياة لأبنائهم"، موضحاً أنه "سوف تكون هناك مناوبات يومية توازن بين الإضراب والاحتجاج ومحاولة العيش".
وأشار الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إلى أن "هذا القرار يجعل الإضراب قائما بشكل يومي، ونؤمن بأن الناس سوف يلتحقون بنا كل يوم حتى يعم الإضراب كل سورية".
وفي مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، دعا عدد من الناشطين وشبان في مقتبل العمر إلى وقفات احتجاجية كبيرة ومختلفة في مدينة السويداء، تتعلق بالحياة المعيشية والخدمية التي وصلت إلى مرحلة الشلل، وسط توقعات بانفجار كبير لأصحاب الدخل البسيط الفقراء مع وصول فصل الشتاء وانهيار العملة السورية.
وكان شخص واحد قد قُتل في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، برصاص عناصر قوات النظام، إثر اقتحام عشرات المتظاهرين الغاضبين من تدهور الأوضاع الاقتصادية مقر محافظة السويداء، جنوبي البلاد.