مع تواصل عمليات القصف والاشتباكات بين قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، عززت تركيا مجدداً قواتها في المنطقة، فيما أطلق ناشطون في الرقة دعوات إلى إضراب عام اليوم السبت، تحت مسمى "إضراب الكرامة" للتعبير عن الرفض للتجنيد الإجباري الذي تمارسه "قوات سورية الديمقراطية"، "قسد" بحق أبناء المنطقة.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن اشتباكات بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون جرت فجر وصباح اليوم بين قوات النظام والفصائل المقاتلة على محاور العمقية والعنكاوي بسهل الغاب شمال غربيّ حماة، فيما قصفت قوات النظام قرى وبلدات جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
وكانت الفصائل قد استهدفت بالمدفعية الثقيلة، ليلة أمس، مواقع قوات النظام في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، وذلك عقب مقتل عدة أشخاص من "حركة أحرار الشام" المنضوية ضمن "الجبهة الوطنية للتحرير"، جراء استهداف قوات النظام بصواريخ موجهة سيارتين عسكريتين ودراجة نارية تتبع للحركة على طريق قرية الكندة بريف إدلب الغربي.
إلى ذلك، أدخلت تركيا إلى الأراضي السورية الليلة الماضية تعزيزات جديدة اشتملت على نحو 20 آلية، دخلت من معبر كفرلوسين الحدودي شماليّ إدلب، تحمل مواد لوجستية وعسكرية، توجهت إلى النقاط العسكرية التركية في المنطقة.
وفي حماة، قُتل أمس أربعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال وأصيب آخرون، جراء انفجار ثلاثة ألغام من مخلفات حربية ضمن مناطق سيطرة النظام بريفي حماة الشمالي والشرقي.
ونقلت وكالة أنباء "سانا" الرسمية عن مصدر في قيادة شرطة حماة، أن لغماً أرضياً من مخلفات تنظيم "داعش" انفجر بعد ظهر أمس في قرية العمية بريف السلمية، ما أدى إلى مقتل طفلين وإصابة شخصين بجروح متفاوتة.
وفي شرق البلاد، أعلنت قوات "قسد" أنها تمكنت من قتل والي دير الزور في تنظيم "داعش"، وإلقاء القبض على قياديين في التنظيم، خلال حملة أمنية شنتها صباح أمس في ريف دير الزور الشرقي. وأضافت "قسد" في بيان لها أن "قوات مكافحة الإرهاب" التابعة لها اعتقلت تسعة عناصر من التنظيم، بينهم قادة وأمراء، بعد مداهمة مكان اجتماعهم في ريف دير الزور، مشيرة إلى أن المداهمة جرت في بلدة الصبحة بريف دير الزور الشرقي، بدعم من التحالف الدولي.
أعلنت قوات "قسد" أنها تمكنت من قتل والي دير الزور في تنظيم "داعش"
وأضاف البيان أنه حُدِّد موقع وجود والي دير الزور في بلدة الحجنة شرق دير الزور، وجرت مداهمة المقر حيث وقع اشتباك بين الطرفين أدى إلى مقتل والي دير الزور مع مرافقيه، وإصابة عنصرين من قوات "قسد"، إضافة إلى ضبط العديد من الأسلحة والذخائر والمتفجرات والأحزمة الناسفة والمبالغ المالية داخل المنزل.
رفض التجنيد الإجباري
من جهته، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن "قسد" تشنّ منذ نحو أسبوع حملات اعتقال في الرقة وأريافها، إضافة إلى مناطق ريف حلب الشرقي، بحثاً عن الشبان لتجنيدهم في صفوفها.
وأوضح المرصد أن دوريات "قسد" تنتشر على مفارق الطرق الرئيسية، وتتجول داخل الأحياء السكنية وقرب الأماكن العامة، حيث أُوقِف نحو 400 شخص من أبناء محافظة الرقة وسكانها، إضافة إلى اعتقال العشرات في ريف حلب الشرقي.
وفي سياق متصل، أطلق ناشطون في الرقة أمس الجمعة دعوات إلى إضراب عام اليوم السبت تحت مسمى "إضراب الكرامة" للتعبير عن الرفض للتجنيد الإجباري الذي تمارسه "قسد" بحق أبناء المنطقة.
وفي جنوب سورية، سحبت "الفرقة الرابعة" التابعة لقوات النظام آليات ثقيلة وعدداً من الدبابات من المنطقة الواقعة ما بين بلدتي اليادودة والمزيريب بريف درعا الغربي، ونقلتها إلى منطقة خراب الشحم بالريف ذاته، وفق الموقع. وتأتي هذه التحركات، بعد ساعات من اغتيال النقيب عمر خليل سعيد من مرتبات الفرقة الرابعة على الطريق الواصل بين بلدتي اليادودة والمزيريب.