اغتال مجهولون، مساء الإثنين، أحد القادة السابقين في "الجيش السوري الحر" المعارض، في محافظة درعا، هو من أبرز القادة المطلوبين لأجهز النظام الأمنية بعد رفضه لعمليات التسوية الأخيرة التي أجرتها اللجنة الأمنية في محافظة درعا، جنوب سورية.
وقال "تجمع أحرار حوران" (تجمع صحافيين وناشطين يعملون في الجنوب السوري)، إن "مسلحَين مجهولين يستقلان دراجة نارية أطلقا النار بشكل مباشر على القيادي السابق في الجيش الحر إسماعيل شكري الدرعان، أثناء مشاهدة مباراة كرة قدم في بلدة المليحة الشرقية بريف درعا الشرقي، ما أدى إلى مقتله على الفور".
وأشار التجمع إلى أن "الدرعان أحد أهم الشخصيات المعارضة المطلوبة للأفرع الأمنية في محافظة درعا، خاصّة بعد رفضه إجراء التسوية الأخيرة التي أجرتها اللجنة الأمنية في المحافظة، لتقوم قوات النظام بتفجير منزله وحرق منزل شقيقه في أكتوبر/تشرين الأول العام الفائت".
ولفت التجمع إلى أن "النظام السوري اتهم الدرعان مؤخراً بقيامه ومجموعته بأعمال عسكرية استهدفت الحواجز والمواقع الأمنية في ريف درعا الشرقي، وبضلوعه بعمليات استهداف لعناصر النظام في المنطقة".
وبحسب التجمع فإن قوات النظام حاصرت في الـ 24 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر العام الفائت، البساتين الزراعية شرقي بلدة ناحتة، واشتبكت مع مجموعة معارضة بقيادة "الدرعان"، استطاعت من خلالها قتل اثنين واعتقال شقيقه محمد الدرعان بعد إصابته بطلق ناري، تلتها مفاوضات بين الدرعان وضباط من القوات الروسية من أجل خضوعه لعملية التسوية، إلا أنه اشترط الإفراج عن شقيقه المحتجز لدى النظام.
ونوه التجمع إلى أن "درعان قد تعرض لعدة محاولات اغتيال من قبل مجهولين في وقت سابق، إحداها في عام 2019 عندما اعترف أحد شبان بلدة ناحتة أنّ المدعو حسام القباطي المتعاون مع ميليشيا حزب الله (اللبنانية)، والمقيم في مدينة ازرع، جنّده لاغتيال إسماعيل الدرعان، ليعفو الأخير عنه أمام الناس في أحد مساجد ناحتة بسبب اعترافه".
ولا تزال الفوضى الأمنية سيدة المشهد في محافظة درعا، جنوب سورية، على الرغم من التسوية الثانية التي أجراها النظام في المحافظة مطلع سبتمبر/أيلول العام الفائت، بعد التسوية الأولى في يوليو/ تموز عام 2018، من خلال عمليات اغتيال مُنظمة تستهدف مدنيين وعسكريين كانوا يعملون سابقاً في فصائل المعارضة السورية، وآخرين يعملون في جيش النظام وأجهزته الأمنية.
بدوره، أكد عاصم الزعبي، مدير "مكتب توثيق الانتهاكات" في التجمع، لـ "العربي الجديد" "هناك فلتان أمني متعمد في محافظة درعا من قبل النظام الذي يسعى للتخلص من أكبر عدد ممكن ممن وقف في وجهه سابقاً"، مُشيراً إلى أن "المرحلة القادمة تتطلب عدم وجود معارضين للنظام أو للتواجد الإيراني الذي يسعى لتحويل درعا إلى ضاحية جنوبية ثانية".
وأضاف الزعبي "من جهة ثانية، يحاول النظام الإبقاء على حالة الفوضى ليتمكن من اقتحام ومداهمة أي منطقة في أي وقت بحجة البحث عن مطلوبين أو مسلحين، لذلك أي استقرار ليس في مصلحته حالياً".
ولفت الزعبي إلى أنه "هناك مخطط بدأته إيران منذ عام 2012، وبلغ ذروته عام 2014، بعد إنشاء غرفة عمليات مثلث الموت بين درعا والقنيطرة، بالتزامن مع حملات لتشييع أكبر قدر ممكن من الأهالي انطلاقاً من بلدة قرفا في ريف درعا"، مؤكداً أن "إيران تمكنت بعد تسوية 2018 من تجنيد نحو 3000 شخص في المحافظة"، منوهاً إلى أن "أي عملية اغتيال أو حتى جرائم قتل جنائية تصب في مصلحة النظام".
وأشار مدير مكتب توثيق الانتهاكات في التجمع إلى أنه "منذ بداية سبتمبر/أيلول العام الفائت، أي بعد التسوية الأخيرة في المحافظة، وحتى تاريخ اليوم، سجلت محافظة درعا 129 عملية اغتيال، أسفرت عن مقتل 105 أشخاص".
في سياق منفصل، أُصيب ثلاثة أطفال بجروح خطيرة، اليوم الإثنين، إثر إنفجار ذخائر غير منفجرة من مخلفات قصف سابق لقوات النظام وروسيا في مدينة جسر الشغور غرب محافظة إدلب، شمالي غرب سورية. في حين أُصيبت طفلة بطريقة مماثلة في منزلها بعد جمعها للحطب مع عائلتها في محيط بلدة دركوش بالريف ذاته.
وقالت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، إن " فرقها نقلت الطفلة المُصابة من مستشفى إلى آخر لاستكمال العلاج اللازم"، مُشيرةً إلى أن "انتشار الذخائر غير المنفجرة جراء قصف قوات النظام وروسيا في مدن وبلدات الشمال السوري يهدد حياة الأهالي، وخاصة الأطفال"، محذرةً "المدنيين بالابتعاد عن الأجسام الغريبة وعدم التردد بالإبلاغ عنهم لأقرب مركز للدفاع المدني السوري ليتم التعامل معها".
في غضون ذلك، قُتل الشيخ عبد المطلب الخسارة، وهو إمام مسجد نازح من بلدة العيس في ريف إدلب الجنوبي، إثر استهدافه بطلقة في الرأس من قبل عناصر "حرس الحدود التركي" (الجندرمة) داخل الحدود السورية، أثناء عمله في الأراضي الزراعية بمحيط قرية المشرفية في ريف مدينة سلقين الحدودية، شمال محافظة إدلب.
وكان الطفل رشيد الرفاعي البالغ من العمر 12 عاماً، وهو نازح من بلدة "بداما" بريف إدلب الغربي، قد قضى في الـ 11 من شباط/ فبراير الحالي، إثر استهدافه برصاص (الجندرما)، أثناء جمع الحطب لمساعدة عائلته في التدفئة، ضمن أرضٍ زراعية بالقرب من "مخيم بداما" الواقع على أطراف قرية عين البيضا المحاذية للشريط الحدودي مع تركيا، شمال محافظة إدلب.
كما قضى الطفل عبدالله خالد سكيف البالغ من العمر 14 عاماً، في الـ 30 كانون الثاني/ يناير الفائت، إثر استهدافه بطلقة قناص من (الجندرمة) ، أثناء عمله في أرضهم الزراعية الواقعة على أطراف قرية "الدرية" التابعة لناحية "دركوش" غرب محافظة إدلب.