دبلوماسيون: إيران تعزز قدرتها على التخصيب رغم قرار وكالة الطاقة الذرية

13 يونيو 2024
محطة بوشهر الإيرانية للطاقة النووية، 21 أغسطس 2010 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إيران تعزز قدراتها في تخصيب اليورانيوم ردًا على قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع خطط لتركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي، وسط مراقبة من مفتشي الوكالة.
- الدبلوماسيون يتوقعون تطورات مستقبلية بعد تعزيز إيران لتخصيب اليورانيوم، في ظل انتظار تشكيل حكومة جديدة بعد مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية.
- الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعلن عن إفراج إيران عن المواطن الفرنسي لوي أرنو، المسجون منذ سبتمبر 2022، بمساعدة من سلطنة عمان، ويطالب بإطلاق سراح ثلاثة فرنسيين آخرين.

قال دبلوماسيون، أمس الأربعاء، إن إيران تردّ على القرار الصادر عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، ضدها بتعزيز قدرتها على تخصيب اليورانيوم في موقعين تحت الأرض، إلا أن هذا التعزيز ليس بالقدر الذي كان يخشاه كثيرون، وفق ما نقلت "رويترز".

وتثير مثل هذه القرارات التي يتخذها مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة غضب إيران، وكان رد فعلها على القرار السابق الذي صدر قبل 18 شهرا هو التخصيب إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهي درجة قريبة من الدرجة اللازمة لتصنيع الأسلحة، في موقع ثانٍ، والإعلان عن توسيع كبير في برنامجها للتخصيب.

وقال خمسة دبلوماسيين لوكالة "رويترز"، من دون أن تفصح الأخيرة عن أسمائهم أو جنسياتهم، إن إيران تخطط هذه المرة لتركيب المزيد من سلاسل أجهزة الطرد المركزي التي تقوم بتخصيب اليورانيوم في موقعي التخصيب التابعين لها تحت الأرض. وقال ثلاثة من الدبلوماسيين إن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يراقبون خطة إيران لإصدار تقرير للدول الأعضاء، الخميس. وقال دبلوماسي مقره فيينا: "الأمر ليس بالقدر الذي كنت أتوقعه"، في إشارة إلى حجم التعزيز الإيراني.

وقال الدبلوماسيون "لماذا؟ لا نعرف. ربما ينتظرون الحكومة الجديدة"، في إشارة إلى مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، في حادث تحطم هليكوبتر الشهر الماضي، والانتخابات الرئاسية المقررة في 28 يونيو/حزيران الحالي.

وأصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا قبل أسبوع يدعو إيران إلى تعزيز التعاون مع الوكالة والتراجع عن حظر فرضته في الآونة الأخيرة على دخول مفتشين، وذلك رغم مخاوف أميركية سابقة من أن طهران قد تردّ بتصعيد نووي. وكانت روسيا والصين فقط هما من عارضتا ذلك.

ولم يخض الدبلوماسيون في تفاصيل بشأن عدد أو نوعية أجهزة الطرد المركزي التي تجري إضافتها، أو المستوى الذي سيتم التخصيب إليه، إلا أن أحد الدبلوماسيين قال إنها لن تستخدم لتحقيق زيادة سريعة في إنتاج إيران من اليورانيوم المخصب لنسبة 60% القريبة من نسبة 90% اللازمة لتصنيع أسلحة، وفق ما قالت "رويترز".

وقال الدبلوماسيون إنهم سينتظرون ليروا ما ستقول الوكالة إن إيران نفذته بالفعل لكنهم على علم بخطط طهران. وقال أحد الدبلوماسيين إن هذه الخطوة "تأتي عند الحد الأدنى من التوقعات، ونحن على يقين من أنهم كانوا سيفعلونها على أي حال"، مما يعني أنها كانت ستحدث حتى بدون القرار.

ماكرون يعلن إفراج إيران عن فرنسي مسجون لديها

على صعيد منفصل، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، أنّ إيران أفرجت عن الفرنسي لوي أرنو المسجون لديها منذ سبتمبر/أيلول 2022، مطالباً طهران بإطلاق سراح ثلاثة مواطنين فرنسيين آخرين من "دون تأخير". وكتب ماكرون على منصة إكس أنّ "لوي أرنو حرّ. غداً سيكون في فرنسا بعد فترة سجن طويلة في إيران"، معرباً عن شكره بشكل خاص لسلطنة عمان التي ساعدت في تحقيق "هذه النتيجة السعيدة".

وحُكم على أرنو، وهو مستشار مصرفي في الثلاثينيات من عمره، بالسجن لمدة خمس سنوات العام الماضي، بتهم تتعلق بالأمن القومي، بعد اعتقاله أثناء سفره عبر إيران. وتزامن اعتقاله مع الاحتجاجات التي عمّت إيران عام 2022 في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني وهي قيد الاحتجاز بزعم انتهاكها قواعد اللباس للنساء في الجمهورية الإسلامية.

وقالت عائلة أرنو إنّه "ظلّ على مسافة من الحركات الاجتماعية التي كانت في بدايتها" في ذلك الوقت، مضيفة أنه "لم يتصرف في أي وقت بنيات سياسية أو لامبالاة". وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس برس إنّ "لوي أرنو غادر سجن إيوين فجر الأربعاء. وخضع لفحص لدى طبيب سمح له بركوب الطائرة"، مضيفاً أنه في سلطنة عُمان حيث سيتوجه إلى باريس. وكان أرنو واحداً من أربعة فرنسيين تحتجزهم إيران. والثلاثة الباقون هم المدرّسة سيسيل كوهلر وشريكها جاك باري ورجل معروف فقط باسمه الأول "أوليفييه".

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)