دبلوماسية أميركية: العدوان الإسرائيلي يشعل صراعاً إقليمياً وواشنطن متورطة

02 أكتوبر 2024
أنقاض المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت إثر العدوان الإسرائيلي/2 سبتمبر 2024(حسين بيضون)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- آن رايت، دبلوماسية أميركية متقاعدة، تصف العدوان الإسرائيلي على لبنان بأنه يشعل فتيل الصراع في الشرق الأوسط، محذرة من تورط الولايات المتحدة.
- رايت تنتقد السياسة الأميركية الداعمة لإسرائيل بلا شروط، مشيرة إلى أن هذا الدعم يطيل أمد الحرب ويزيد التوترات الإقليمية، مما يعرض الأمن القومي الأميركي للخطر.
- جوش بول، مدير سابق بوزارة الخارجية الأميركية، يؤكد أن موقف الولايات المتحدة الداعم لإسرائيل يزيد من معاناة الأبرياء ويعقد فرص وقف إطلاق النار.

وصفت الدبلوماسية الأميركية والعقيد المتقاعد، آن رايت، العدوان الإسرائيلي على لبنان بأنه يشعل فتيل الصراع في الشرق الأوسط، محذرة من أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى تورط الولايات المتحدة في الأزمة. وفي تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، قالت رايت: "الهجوم الإسرائيلي المروع على لبنان لا يمكن وصفه بدفاع عن النفس، بل هو عدوان للتدمير المتعمد، استكمالًا لما جرى في غزة والإبادة الجماعية في الضفة الغربية".

وأشارت رايت إلى أن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، التي تدعم إسرائيل بلا شروط، تؤدي إلى إطالة أمد الحرب وتصعيدها إلى مستويات إقليمية. وأضافت: "الأمن القومي الأميركي يتعرض للخطر بسبب هذه السياسات التي تساهم في زيادة التوترات في المنطقة".

وتابعت رايت: "بدلاً من أن نتخذ موقفاً حازماً تجاه إسرائيل ونوقف إمدادها بالأسلحة والأموال، يتحدث الرئيس جو بايدن عن محاولات وقف إطلاق النار، لكنه في الواقع لا يفعل شيئاً لوقف هذا الدمار المستمر أو وقف الدعم لبنيامين نتنياهو وحكومته".

ووجهت العقيد المتقاعد والدبلوماسية الأميركية السابقة، انتقادات حادة لإدارة بايدن بسبب ما وصفته بالوضع "المروع والخطير" في لبنان، مشيرة إلى تدمير المباني والاجتياح البري الذي أسفر عن إصابة ما يقارب ثلاثة آلاف شخص ومقتل خمسمائة آخرين جراء العبوات الناسفة الأسبوع الماضي. وأكدت أن "العنف الإسرائيلي سيستمر طالما أن إدارة بايدن مستمرة في دعم إسرائيل دون النظر إلى ما ترتكبه من انتهاكات".

وأضافت رايت: "الولايات المتحدة غارقة في الإبادة الجماعية للفلسطينيين، والآن تساهم في تدمير أجزاء من لبنان. أخشى أن تكون إسرائيل تسعى لجر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية لا ينبغي أن تحدث على الإطلاق، لكنها تحاول إشعال هذا الصراع لتورط واشنطن وطهران في مواجهة مباشرة."

آن رايت، التي خدمت في الجيش الأميركي لمدة 30 عاماً وعملت دبلوماسية لأكثر من 12 عاماً، استقالت من منصبها نائب سفير احتجاجاً على الحرب على العراق، ووجهت اتهامات علنية للإدارة الأميركية بالكذب بشأن وجود أسلحة دمار شامل. منذ ذلك الحين، أصبحت رايت من أبرز المنتقدين للسياسات الأميركية في جميع أنحاء العالم.

من جهته، صرّح جوش بول، المدير السابق لمكتب الشؤون السياسية العسكرية بوزارة الخارجية الأميركية، والذي استقال احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على غزة، بأن "إدارة بايدن تضيّع الفرصة تلو الأخرى لتحقيق وقف إطلاق النار". وأوضح بول أن "استمرار القتال لفترة طويلة يزيد احتمالية التصعيد الإقليمي، وهو ما يحدث الآن في لبنان".

وفي تصريحاته لقناة "سي بي إس"، أشار بول إلى أن "موقف الولايات المتحدة الداعم لإسرائيل يؤدي إلى تفاقم معاناة الأبرياء في المنطقة". ورغم "استنفاد مصداقية أميركا وسيطا نزيها في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، إلا أنه يرى أن "واشنطن ما زالت قادرة على منع امتداد الصراع". وأكد بول أن "الوقت ليس في صالح أحد"، محذراً من "خطورة تأخر التدخل الفعّال".