"داعش" ينقل مقراته في ريف حلب تفادياً لضربات التحالف

14 يناير 2015
طيران التحالف الدولي يستهدف مباني وقافلات لـ"داعش" (فرانس برس)
+ الخط -

بدأ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الأيام الأخيرة بنقل مقراته العسكرية ومستودعاته ومعسكرات التدريب الخاصة به في ريف حلب الشرقي، من أماكنها نحو أماكن جديدة سريّة في مناطق منبج والباب ومسكنة وجرابلس، التي يسيطر عليها في ريف حلب الشرقي شمال سورية، كما علمت "العربي الجديد".

وأفادت مصادر في مدينة منبج لـ"العربي الجديد" أن "داعش" فرض حظراً للتجوال في المدينة، من الساعة الثامنة مساء حتى الساعة السادسة صباحاً، بهدف منع سكان المدينة التي يسكنها ما يناهز 400 ألف نسمة، من الاطلاع على تحركات عناصر التنظيم في المدينة ليلاً.

وأوضحت المصادر أن التنظيم يستخدم في عملية نقله لمقراته العسكرية ومستودعاته التي كانت تنتشر بشكل رئيسي في شارع طريق حلب جنوب غرب المدينة، شاحنات ضخمة يتم ملؤها يومياً بكميات ضخمة من العتاد العسكري الذي يخزنه التنظيم في مستودعاته.

وجاءت تحركات "داعش" الأخيرة في مدينة منبج، بعد أقل من أسبوعين على الضربات التي شنّها طيران التحالف الدولي على مقرين رئيسيين للتنظيم في مدينتي جرابلس والباب، اللتين يسيطر عليهما التنظيم في ريف حلب الشرقي.

ودمرت طائرات التحالف، قبل أقل من أسبوعين، مبنى المركز الثقافي في مدينة جرابلس، والذي يُعتبر أكبر مقرات "داعش" في المدينة. كما استهدفت طائرات التحالف مبنى السرايا القديمة وسط مدينة الباب، والذي حَوّله التنظيم إلى مقر لمحكمة الحسبة التابعة له. وتحدث شهود عيان من مدينة الباب عن مقتل كل من كان في المبنى من عناصر "داعش"، بالإضافة إلى عدد من المعتقلين الذين كان يحتجزهم التنظيم في قبو المبنى.

ولم تقتصر عمليات النقل التي يقوم بها "داعش" على مقراته ومستودعاته في مدينة منبج، إذ أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" في مدينة مسكنة في ريف حلب الشرقي، والتي اعتمدها التنظيم كعاصمة لولاية البادية التابعة له، بأن عناصر التنظيم حوّلوا المقرات الرئيسية في المدينة والتي كان يدير فيها المؤسسات الأمنية والخدمية التابعة له، إلى مقار عسكرية سرية في محيط المدينة وفي ريفها، خصوصاً في المناطق القريبة من مطار الجراح العسكري الذي يسيطر عليه التنظيم، والواقع على الطريق الذي يصل مدينة مسكنة في مدينة دير حافر في ريف حلب الشرقي.

وكان طيران التحالف الدولي قد استهدف، قبل منتصف الشهر الماضي، مباني يستخدمها "داعش" في مطار الجراح العسكري كمقار عسكرية له، بغارات جوية أدت إلى تدميرها بشكل كامل، الأمر الذي دفع التنظيم إلى البدء بعملية نقل مقراته ومستودعاته ومراكز التدريب والتجنيد التابعة له إلى مناطق جديدة وغير مكشوفة في المناطق الريفية التي لا توجد بها تجمعات سكانية كبيرة.

ولم تقتصر إجراءات "داعش" الرامية إلى تفادي ضربات طيران التحالف على نقل مقراته العسكرية إلى أماكن سرية، إذ قام التنظيم، بالإضافة إلى ذلك، بعملية إغلاق للشوارع التي توجد فيها مقرات عسكرية له أو مبانٍ يقيم بها عناصره وعائلاتهم، بعد أن اعتمد في الأشهر الأخيرة سياسة تجميع عناصره المهاجرين وعائلاتهم في مناطق سكنية محددة للحد- قدر الإمكان- من اختلاطهم بالسكان، الذين يعتبرهم عناصر التنظيم غير موالين لهم.

في هذا السياق، تحدث شهود عيان لـ"العربي الجديد" عن إغلاق "داعش" عدة طرقات رئيسية في مدينتي تادف وبزاعة وفي محيطهما في ريف حلب الشرقي، بسبب إقامة عدد من قيادي التنظيم في مزارع واقعة في المدينتين وفي محيطهما.

لكن هذه الإجراءات التي يتخذها "داعش" في مناطق سيطرته في ريف حلب الشرقي، لم تصل حتى الآن إلى عملية إخلاء لعائلات عناصر التنظيم التي تتجمع في ضواحي سكنية معروفة بالنسبة للسكان في مدن وبلدات ريف حلب الشرقي.

إذ تستمر مئات العائلات التي يحمل معظمها جنسيات غير سورية وقدمت مع أبنائها الذين وصلوا إلى سورية للانتساب إلى صفوف التنظيم، بالإقامة في الضواحي السكنية التي كانت تابعة سابقاً لمؤسسات الدولة السورية، والمؤسسات العامة والخاصة التي كانت تعمل في مناطق سيطرة التنظيم قبل أن يضع "داعش" يده عليها.

ولا تزال مئات العائلات غير السورية تقيم في سكن الطلاب التابع لجامعة الاتحاد في ريف مدينة منبج، كما أن عدداً كبيراً من العائلات غير السورية ما زالت تقيم في مزارع بلدة بزاعة وفي سكن العمال قرب سد تشرين في ريف حلب الشرقي.

المساهمون